1909 – 1999م
علي الطنطاوي شاهد على رجال عصره
تراثنا – التحرير :
قَدِم الشيخ الشامي الداعية على الطنطاوي- يرحمه الله – إلى مصر التي تشتهر عاصمتها القاهرة ب (بلد الألف مئذنة) عام 1928 م ، وكان شاباً يافعاً في سن العشرين .
في كتابه (علي الطنطاوي شاهد على عصره ورجاله – 1909-1999م) نقل الأديب أ . د أحمد بكري بصلة – يرحمه الله * على لسان الطنطاوي ثلاثة أمور استفاد منها بمكوثه في مصر أثر قدومه من بلده الشام إليها ، فينقل عنه قوله :
ومما أستفدته في مصر أن قوي فيها قلمي ، وانتقلت من الأسلوب الحماسي المحشو بالمبالغات والجمل التي لها دوي كدوي صوت الطبل ، وهي فارغة مثله ،إلى أسلوب هو أقرب إلى الرصانة .
ثانياً : ومما استفدته تبدل طريقتي في الخطابة ، من الحماسة والصراخ وكثرة الإشارات وذلك الذي نشأنا عليه ، إلى الحديث الهادئ .
ثالثا : وكان أكثر ما اهتممت به لما عدت إلى دمشق وسعيت إلى الدلالة عليه ، ووفقت والحمد لله في نقله من حيز القول إلى حيز العمل ، وهو إنشاء الجمعيات الإسلامية واتحادات الطلاب ، وكلاهما لم يكن معروفا في الشام .
كدت أن أفتن !
وهنا يستدرك د . بكري موضحاً تأثر الشيخ الطنطاوي ببلده الجديد فيقول : لكنها – أي مصر – بما فيها من مسارح وملاه وسينما دور للهو ، وهو لما يتزوج أو يبلغ العشرين من عمره حين وصل إلى مصر ، كادت – كما يقول – : “تفتنني وتبدل سلوكي “، لولا أن حفظه الله بفضل ما كان قد نشأ عليه من الخلق والإيمان.
اليوم الأول في مصر
ويستطرد المؤلف قائلاً : هذا الذي كاد يفتن الطنطاوي في مصر ، ويضله عن دينه ، وينحرف به ، يجد وصفه في الجزء الأول من الذكريات في ما كتبه تحت عنوان (اليوم الأول في مصر) وهو فصل رائع في وصف مصر ، وموازنة ما رآه فيها من مظاهر الجمال والجلال والعمران مما لم يكن في الشام التي تعد أرضاً بكراً إذا قيست بمصر آنذاك ..
قاهرة المعز
ويقول د . بكري في اطار وصفه لمشاهدات الشيخ الطنطاوي : هي تختلف عن مدارج صباه في وطنه ، انه يصور باب الحديد ، ومصر التي هي القاهرة منذ أن بناها ابن العاص ، إلى ابن طولون إلى المعز ، الي العتبة الخضراء حيث سكن الفرنسيون ..الي النيل والموازنة ببردي ..ثم دخول العتبة الخضراء ،و تفصيل القول بما فيها من دور للفن .. والأوبرا قربها ، ومتاجر لم تعرف الشام مثلها ، مثل عمر افندي ..ومنها الى الأزبكية .. إلى كوبري بديعة .. الى حديقة الحيوان ..والترام يسعى من جهته الأخرى..
ولمزيد من التفاصيل يدعو د . بكري – يرحمه الله – القراء بقوله : وأحيلك أيها القارئ الكريم إلى (الذكريات) لتقرأ ذلك الوصف النادر لمصر في مصدره الحقيقي ، ففي ذلك تمام المتعة والفائدة .
مقتطف من تقرير نشرته مجلة تراثنا الورقية في حلقته (11) والأخيرة ، بعددها رقم (89) ، الصادر في (رمضان 1446هجري – 2024م) ،الصفحات (14-16) .
نقلا عن تراثنا – العدد 89
تواصل مع تراثنا
إنشاء الجمعيات الإسلامية, الأزبكية, الحديث الهادئ في الخطبة, الحماس في الخطبة, الدكتور أحمد بكري عصلة, الرصانة في الخطابة, الصراخ في الخطابة, الضلال عن الدين, العتبة الخضراء وسكن الفرنسيين, العودة إلى ذكريات الشباب, الفتنة في مصر, المبالغات في الخطابة, المبالغة في الخطبة, المسارح في مصر, اليوم الأول في مصر, انشاء الاتحادات الطلابية في الشام, بلاد الشام ومصر, تبديل طريقة الخطابة, دور اللهو في مصر, دور سينما في مصر, شبرا, شيوخ من الشام في مصر, صوت الطبل, صون الله للعبد, طولون والقاهرة, عاصمة الألف مئذنة, عصمة الله للعبد, كوبري بديعة, ماذا استفاد الشيخ علي الطنطاوي من مصر, محلات عمر أفندي, مذكرات الشيخ علي الطنطاوي في مصر, مصر الجديدة, مصر والشيخ علي الطنطاوي, مصر والمعز, مظاهر الجمال والعمران في مصر