• Post published:31/03/2022

(الحلقة الثامنة)

مُنتقى من (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق)

 

من الجاهلية الاستعانة بالعوالم الغيبية
من الجاهلية الاستعانة بالعوالم الغيبية

 

تراثنا – التحرير :

 

تستأنف تراثنا نشر حلقات ومقتطفات من دراسة (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق) أهدته الباحثة الأستاذة السعودية سلوي صقر حسين المحمد (*) لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بغرض تعميم الفائدة للباحثين والمهتمين .

 

  • افتقرت الجزيرة العربية في الجاهلية للأدوية والمعارف الطبية فتوسلوا بالأصنام واستعانوا بالجن والشياطين لعلاج أمراضهم المستعصية .

  • علق أهل الجاهلية الودع وقرأوا التعاويذ لمعالجة أمراضهم الروحية فيما زاولت فرق مسيحية طقوس خاصة لطرد الأرواح الشريرة.

 

أنقر لمطالعة التقرير 

 

تلفزيون قديم

 

 

المبحث الثالث

 

نشأة الرقية

 

في هذه الحلقة ، تستكمل الباحثة المحمد دراستها ، وتحت عنوان التبويب أعلاه توضح  :

 

لقد كان الطب في العصر الجاهلي ضعيفاً، لضعف الرسائل العلمية التي تكشف النقاب عن أسباب المرض وعوامله ، والتي تفرق بين ما تشابه منها في الأعراض والعلامات .

 

وتمضي بالقول : وكان الطب فقيراً بالأدوية النوعية والفعالية ، التي لم يكشف معظمها إلا في القرنين الأخيرين ،وكانت الجزيرة العربية فقيرة بالأطباء ذوي المعارف الواسعة.

 

الجاهلية والإسلام
الجاهلية والإسلام

فكان من الطبيعي – بسبب انتشار الجهل والديانات الباطلة – أن يلجؤوا في أمراضهم إلى غير الأطباء ، ممن يتعاطون بعض الطرق العلاجية ، ولوكان كيَّاً  مؤلماً ، ومعالجة روحية ، تقوم على التوسل بالأصنام ، أو الاستغاثة بالجن والشياطين ، أو قراءة التعاويذ على المريض ، أو تعليق أشياء غير كتابية يُعتقد أن لتعليقها خواص وقائية أو علاجية .

 

وتضرب الباحثة أمثلة دالة ما ذهبت إليه بالقول : كتعليق الودع لدفع الإصابة بالعين مثلاً ،وأفادت بأن الناس كانوا  يفضلون اللجوء إلى العرافين والسحرة ، وخصوصاً عندما تكون الأمراض عقلية أو نفسية أو عصبية ، لأن الاعتقاد السائد حولها في المجتمعات المتأخرة أنها تحدث بسبب دخول الجن والشياطين في جسد الإنسان أو مسهم له ، وكذلك عندما تكون الأمراض مجهولة الدواء ، أو مفقودة أو مزمنة أعيت الأطباء .

 

وتستأنف دراستها بالقول : فالعرب كانوا في الجاهلية يستعملون الرقية من زمن بعيد  لتخفيف معاناتهم من الأمراض النفسية ، ولوقاية أنفسهم من الأرواح الشريرة ، وكانوا يستندون إلى عقائد زائفة وموغلة في البدائية والقدم .

 

أما عن تاريخ الرقية ، فتقول الباحثة المحمد : إنها قديمة جداً ، قبل الطب القديم ، بزمن بعيد ، أما كيف بدأت الرقي ، فهذا مالم يدون بدقة كالأحداث التاريخية .

 

غير انها توضح : إلا أن الدكتور الدباغ في مقال له يقول : ” إن دراسة الحياة الاجتماعية ألقت الضوء على سلوك الإنسان القديم ومعتقداته ، والأطر الاجتماعية والدينية والروحية التي كانت سائدة بين المجموعات المتفرقة بين البشر ، فتبين أن الرقى والتعاويذ احتلت مساحة ما بين السلوك البشري وأفكاره “.

 

طالع حلقات :

 

 دراسة الإستشفاء والعلاج بالطب النبوي من الأسقام 

 

 

ويستأنف الدباغ :” فنلاحظ أن عملية طرد الأرواح الشريرة ، والوقاية من غضب الآلهة الناقمة كانت بالطقوس والرقى ، وكان يقابلها منذ القدم عمليات تملك من قبل الإلهة والأرواح الطاهرة الخيرية ، مشيراً إلى ان الجماعات البشرية البدائية ، وحتى بعض الناس المتحضرين والمنتمين إلى فرق دينية مسيحية تقوم بطقوس خاصة ، من موسيقي ورقص لأجل حلول الأرواح .

 

 

البحث عن خفايا الغيب بكشف الودع من أعمال الجاهلية المنهي عنها شرعا
البحث عن خفايا الغيب بكشف الودع من أعمال الجاهلية المنهي عنها شرعا

 

وعن المصطلح اللغوي للعوذة بالرقية تقول المحمد : فيظهر مما تقدم أن صاحب اللسان فسر الرقية بالعوذة ،والعوذة بالرقية ، فالتعويذ في اللغة هو الالتجاء والاستعاذة ، يقال : عاذ به يعوذ ، أي لاذ به ولجأ إليه واعتصم به ، وعذت بفلان واستعذت به ، أي لجأت إليه ، وفي الحديث : “أنما قالها تعوذاً “(1) ، أي إنما أقر بالشهادة لاجئاً إليها ، أو معتصماً بها ، ليدفع عنه القتل ، وليس بمخلص في إسلامه .

 

فكأن الراقي التجأ إلى الله بالرقية ، أو التجأ إلى من جعل الرقية سبباً للشفاء ، أو المرقي التجأ إلى الراقي من أجل أن يكون سبباً في شفائه بإذن الله .

 

وذكر الرازي بأن الرقية هي العزيمة ، حيث قال : عزمت عليك بمعني أقسمت عليك ، والعزائم هي الرقى ، وقال ابن فارس :” الجِنَّي وذلك أن تقرأ عليه من عزائم القرآن و الآيات التي يرجي بها قطع الآفة عن المؤوف .

 

غلاف الدراسة 

 

دراسة شفاء الأسقام بالطب الأصيل بين النظرية والتطبيق للباحثة الأستاذة السعودية سلوى صقر المحمد

 

 (*) : الباحثة السعودية الأستاذة .سلوى صقر حسين المحمد ،باحثة في الطب النبوي ، عضو كرسي الشيخ يوسف عبداللطيف جميل – جامعة عبد العزيز ، عضو منظمة الطب الأصيل العالمية ،عضو في الجامعة الطبية الإلكترونية، ومرشحة لجائزة الشيخ زايد في دورتها الثالثة .

 

هامش :

1- – وعن أُسامةَ بنِ زَيْدٍ رضي اللَّه عنهما قَالَ: بعثَنَا رسولُ اللَّه ﷺ إِلَى الحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَصَبَّحْنا الْقَوْمَ عَلى مِياهِهمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنهُمْ، فَلَمَّا غَشيناهُ قَالَ: لا إِلهَ إلَّا اللَّه، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصارِيُّ، وَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدينَةَ بلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ لِي: يَا أُسامةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ؟! قلتُ: يَا رسولَ اللَّه إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا، فَقَالَ: أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ؟! فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذلِكَ الْيَوْمِ. متفقٌ عَلَيهِ.

 

يتبع لاحقا ( الرقية في الاصطلاح ) .

 

تواصل مع تراثنا 

المقالة تحتوي على تعليق واحد

اترك تعليقاً