سويلفات من الشرق والغرب ( 8 )
تراثنا – التحرير :
” في يقيني أن لا شيء يحل محل النادرة اللطيفة ، فهي تقرب منا أولئك الذين يجعل البعد منهم أناساً عظاماً ، أو أناساً مشوهين ، انها في الواقع ، الرسوم التي تزين مجلداً ضخما ..” التاريخ الصغير ” لمؤلفه سمير شيخاني * ( الحلقة 8 ) .
-
حكاية الطفل الذي خاض المعركة قائداً عاماً لجيش بلاده وهو معلق بالمهد بين شجرتين بحفاض !
-
نسخ سليمان القانوني القرآن الكريم بيده ثماني مرات وقاد بنفسه 13 حملة حرب، عشر منها في اوربة وثلاث في آسية .
-
اصل تسمية “سوق القرون ” الإنكليزي الذي تم منعه لتفشي الفجور فيه وأُسس على خلفية رواية بين الملك وزوجةالطحان .
قائد عام في ( حفاض )
لعل أصغر قائد عسكري يقود جيشاً في معركة ، كان الطفل البالغ من العمر ثلاثة شهور ، الدوق غوديفارت الثالث دو برايان البلجيكي .
فقد كان عمره يُعد تسعين يوماً عندما خلف والده كملك على برايان وقائد لجيشها ، وما أن ” تربع ” على العرش حتى اندلعت نيران الحرب ، وبات من واجب الطفل ” قيادة ” جيشه في المعارك .
فوضع في مهد ، برعاية مربية علقت المهد بين شجرتين في ساحة الوغى ، وهكذا كان حاضراً بشخصه ، وإليه عُزي الانتصار في ذلك اليوم .
وطوال مدة حكمه الذي امتد 48 سنة ( 1143 -1190 م) عُرف بلقب ” الشجاع ” مع أن التاريخ خلد ذكره أيضا ، ولكن بلقب أقل فخراً هو ” دوق المهد ” .
سليمان القانوني
سليمان القانوني ” يرحمه الله “، عاشر سلاطين بني عثمان وأعزهم ( 1520 -1566 م ) لقبه الأتراك بالقانوني ، والافرنج بالعظيم ، قاد بنفسه الحرب بثلاث عشرة حملة ، منها عشر في أوروبة وثلاث في أسية ، فوسع حدود السلطنة ، ونسخ القرآن الكريم بيده ثماني مرات .
تاج من قرون
بينما كان الملك دجون الإنكليزي ذات يوم من أيام خريف سنة 1200 م يقوم بجولة للصيد ، توقف لدى منزل طحان لشرب قدح ماء ، فألفى زوجة الطحان الحسناء وحيدة .
وعاد الطحان إلى المنزل قبل موعده المعتاد بقليل ، فطالب الملك بكل احترام ، وبكل عناد أيضاً ، تعويضاَ عما كان ، ولا شك ، طيشاً ملكيا ، فمنحه الملك أرض شاسعة ، شرط أن يسير عبرها مرة في السنة ، واضعا على رأسه قرنين – وكان ذلك رمزاً في القرون الوسطى للزوج المخدوع – في ذكري المنحة الملكية .
ووافق الملك ، فضلاً عن ذلك ، على أن يقيم الطحان في ذلك اليوم سوقاً شعبية لتحصيل دخل ما .
تلك كانت القصة التي صدقها الناس بعد قرون ، وأوضحت أصل ” سوق القرون السنوية ” في تشارلتون ، التي أصبحت مشهورة لبيعها السلع المصنوعة من القرون .
غير أن القصة لم تكن سوى مثال كلاسيكي للفولكلور البحت – إذ لم يكن ثمة أي ذرة من الحقيقة فيها .
فعلماء العاديات استطاعوا بفضل أبحاثهم إعادة أصل السوق الموسمية المذكورة إلى واقعة بسيطة ، وهي ان تاريخها 8 تشرين الأول ، كان عيد القديس لوقا في التقويم الكنسي ، ورمز القديس لوقا هو الثور .
ومع ذلك ، فأنه حتى السبعينات من القرن الثامن عشر ، كانت ” سوق القرون ” تشمل موكباً يتقدمه ملك رمزي ، وملكة ، وطحان وزوجته الحسناء ، ويسير وراءهم جمهور من الناس يثبون مرحاً ، ويضعون على رؤوسهم قروناً.
وقد انتهى الأمر بمنع ” سوق القرون ” هذه ، بعد أن أصبحت على جانب كبير من الفجور !
الزينة الباطلة
تنازل الملك فرنسيس الثاني ( 1768 – 1835 م ) عن عرشه سنة 1806 عندما جعله نابليون بونابرت صاحب لقب وحسب .
فمات من فرط مرارته وخيبة أمله ، موصياً بأن توضع على ضريحه جمجمة يعلوها تاج الامبراطور شارلمان ، وتُنقش العبارة التالية على الضريح : وعلى هذه الزينات الباطلة أفضل الرماد ( الموت ) .
*– المؤلف : سمير شيخاني ” يرحمه الله ” : مؤرخ وأديب لبناني (1923 -1996 ) رئيس الدائرة الثقافية في لبنان “إذاعة لبنان” له مئات الأبحاث والمقالات والتحقيقات المنشورة في كبريات الصحف اللبنانية مثل النهار والبيرق وغيرها ، وله 47 كتابا.
مسك الختام
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أذا أوى إلى فراشه قال : ” الحمدُ لله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا وآوانا ، فكم من لا كافي له ، ولا مُووِي له ” .
رواه مسلم
الأذكار – د . الشيباني
طالع الحلقة السابقة ( السابعة ) : الملك الذي فرش طريق اعداءه بالألماس والذهب .
للتواصل
تُطلب جميع منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق من ( دار الوراقين للنشر والتوزيع – الجابرية ) ، ص . ب : 3904 الصفاة 13040 الكويت ، خط دولي (+965 ) هاتف :25320900 – 25320901 ، ناسخ ( فاكس ) : 25320902 ، shaibani@.makhtutat.org ، www.makhtutat.org-
منصاتنا الالكترونية
تراثنا الألكترونية – منصة تويتر – منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – موقع مركز المخطوطات الالكتروني.