وقفات مع شخصيات بارزة
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
العلامة عبدالله بن أحمد العجيري من بلدة الحوطة (بني تميم) بالمملكة العربية السعودية ، توفي في عام (1352 هجري – 1933م) ، صاحب أقوى ذاكرة في عصره !
يلقبونه براوية الأدب في الجزيرة العربية ، وإليك نبذة عن حياة هذا النابغة الذي نُسي كما نُسي غيره كثيرون ، من نوابغ العرب في عهدنا اليوم وما كتب عنه في عصره وبعد وفاته .
حافظته
قضى حياته كلها في حفظ أخبار الحروب وحفظ الأحاديث النبوية وأشعار الجاهلية والإسلام ، وكان يملك ذاكرة قوية إلى حد لا تُصدق .
وأسلوبه أو طريقته في الحفظ .. يكتب ما شاء على ورقة ثم يمزقها بعد أن انطبعت الورقة في ذاكرته ، ويرويها كما حفظها !
في إحدى رحلات الملك عبدالعزيز آل سعود طلب منه أن يرافقه ، وكانت الرحلة طويلة على ظهور الخيل والجمال ، وذلك في أثناء الحرب الحجازية ، فكان يتلو في كل ليلة آيات من القرآن الكريم وتفسيرها ، والأحاديث النبوية وتفسيرها ، وأخبار الأولين وأقوال الشعراء النجديين .
ظل على ذلك قرابة ست وعشرين ليلة ، لم يعد فيها على مسامع الملك ورفاقه شيئاً مما ذكره أو رواه من قبل .
حديث رفاقه عنه
لم يكن العجيري – يرحمه الله – يعيد قراءة قصيدة سبق له أن حفظها للمرة الأولى ، فإن ما كان يحفظه في ذاكرته كان ينطبع فيها إلى ما شاء الله .
مرجع الباحثين والشعراء
كان الكثيرون يقصدونه بالسؤال عن قول هذا وذاك – حيث شح الكتب آنذاك – من الشعراء في عصور الجاهلية والإسلام ، فيأتيك بالمدهش من سيرهم ونوادر وروائع أشعارهم وأخبارهم !
كان يرافق رجال القبائل في حربهم وغزواتهم ، فيتلو في الطريق ما من شأنه أن يبث الحماسة في نفوسهم ويستحثهم على القتال ، حتى إذا انتهت المعارك وعادوا إلى ديارتهم جعل العجيري يتلو عليهم ما قيل في حب الوطن والشهامة والحنين إلى مرابع الأحباء والأهل والعشيرة ، فيزيد في القوم الرغبة في العودة إلى مضاربهم وملاقاة أهليهم وذويهم .
الكتب التي كان يحفظها
- القرآن الكريم .
- السنة النبوية .
- كتاب الأغاني للأصفهاني .
- الأمالي لأبي علي القالي (3 أجزاء) .
- أدب الكاتب للصوالي .
- روضة المحبين لابن القيم .
- البيان والتبيين للجاحظ ( 3 أجزاء )
- ديوان عنترة بن شداد .
- الآداب الشعرية (3 أجزاء )
- اقوال كثيرة للشعراء مما لا يعد ولا يحصى .
رحلته ومحبة الناس له
قام عبدالله العجيري – يرحمه الله – برحلات عدة في أنحاء الجزيرة العربية حيث زار إماراتها ، ومواطن القبائل فيها ،و كان معروفاً مشهوراً ، فكان الناس يستقبلونه بالترحاب أينما حل ، فتعقد له المجالس ،وكان يدهش القوم بعجيب منقوله وحفظه واسلوبه واختياراته لكل مقام ومناسبة .
النسابة
كان بجانب ما حفظ من كتب الشعر والدين والأدب نسابة يقص ويروي على الأسر الكبيرة في الجزيرة ، حوادث تتعلق بأسرهم وأنسابهم ، يجهلها الكثير منهم .
هذا النابغة بفقده فقدت الأمة علماً من أعلامها وسجلاً حافلاً بالعلم والمعرفة ينبغي على أسرهم أو جهات البحث العلمي الكتابة الوافية عنهم ، فهؤلاء قدوة في العلم والتقى وحميد السيرة .
والله المستعان …
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
تواصل مع منصاتنا
أخبار العرب الأولين, أقوال الشعراء النجديين, اعلام من السعودية, الآداب الشرعية, الأمالي لابي علي القالي, الانطباع في الذاكرة, التاريخ السعودي, التراث السعودي, الحنين إلى الأهل والعشيرة, الذاكرة التصويرية, الرحلات في إمارات دول الخليج العربية, الرحلة على ظهور الخيل والجمال, السنة النبوية, العلامة عبدالله بن أحمد العجيري, القرآن الكريم, النسب والنسابة في الجزيرة العربية, بلدة الحوطة بني تميم, تلاوة القرآن في السفر, حب الوطن والشهامة, حفظ أشعار الجاهلية, حفظ الأحاديث النبوية, حفظ الأشعار, حفظ الشعر في الإسلام, ديوان عنترة بن شداد, رحلات عبدالعزيز بن سعود وفتوحاته الحجازية, روضة المحبين لابن القيم, سيرة شخصية عربية, شخصيات سعودية, صاحب أقوى ذاكرة, فتوحات الحجاز, كتاب الأغاني لابي فرج الاصفهاني, كتاب البيان والتبيين للجاحظ, ملكة الحفظ وقوة الذاكرة