كُتب طبعها أهل الخير على نفقتهم في وقت شحت فيه الكتب 

تراثنا – كتب د . محمد بن إبراهيم الشيباني *
لا يحسبن إنسان اليوم أن الكويت الماضية برجالاتها، عندما نتحدث عنها وعنهم، قد شغلهم السعي في المعاش فقط براً وبحراً، ونسوا أو أعرضوا عن العلم وارتياد مجالس الذكر وأندية الفكر واللغة والأدب، بل كانوا يحرصون على كل ذلك، ويتشوقون إلى زيارات العلماء والفقهاء والأساتذة والمفكرين، الذين يأتون من الخارج، ويلقون محاضراتهم وندواتهم في المساجد والمدارس والأندية الثقافية.

د .الشيباني 

• لم ينشغل رجالات الكويت بالسعي وراء كسب المعيشة بل  تشارك العوام والخواص مجالس الادب والفكر واللغة .

• أثرى زوار الكويت من اهل العلم والمعرفة الساحة العلمية والأدبية وصار لهم طلاب ومتابعين .

• انعكست ملامح الثراء العلمي على قوانين الدولة وجمعيات العلم والروابط الأدبية التي أسست وما تزال .

• كوكبة ممن اعطوا مالهم للعلم فضلا عن العمل الخيري ظهرت في مطبوعات رفعت راية العلم والمعرفة .

العوام والخواص
بل كان يحرص آنذاك على حضورها ليس عامة الناس فقط وطلاب العلم والمعرفة، وإنما كان يحضرها أولو الأمر والشيوخ أمثال الأمراء في عصورهم، بدءاً من الشيخ أحمد الجابر، والشيخ عبدالله السالم، والشيخ عبدالله المبارك، والشيخ عبدالله الجابر، وغيرهم كثير، مما يعطي الدرس والمحاضرة والمهرجان والمؤتمر قيمته العلمية، والزوار احترامهم وتقديرهم.

رايات العلم
لقد زار الكويت كثير من أهل العلم والمعرفة، أثروا الساحة العلمية والأدبية بعلومهم وآدابهم وفنونهم، صار لهم بعد ذلك تلاميذ وطلاب أخذوا منهم، فرفعوا بذلك بعدهم رايات العلم والمعرفة في شؤون الدولة المتنوعة، حيث كان لذلك أثره في قوانين الدولة وجمعيات العلم والروابط الأدبية التي أسست ومازالت إلى يومنا.

وهناك فريق من الشيوخ والمواطنين، كان لهم دورهم في مجالات أخرى قلما يتفطن إليها الآخرون، وهو فريق أهل الإحسان والعلم، الذين كانوا يطبعون على نفقتهم الخاصة الكتب في العلوم المتنوعة، التي كان لها نفعها في العامة في وقت شحت فيها الكتب ومكتباتها.

كوكبة من كتب المحسنين
ومن باب فضلهم علينا وعلى الناس أجمعين، بل على من سبقنا في القراءة والمطالعة وارتياد مراحل الطلب، نذكر بعضاً من أسماء هذه الكوكبة، التي أعطت من مالها للعلم، فضلاً عن المشاريع الخيرية الأخرى، قد وجدتها في مكتبة السيد عبدالعزيز الدويسان (1915ــ 1983) المهداة إلى مركزنا ( مركز المخطوطات والتراث والوثائق )، مثل: ــ كتاب «تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أفعال الهالكين» (1963)، لأحمد ابن النحاس. طبعته على نفقتها إحدى المحسنات الكويتيات يرحمها الله. ــ «الرسائل الحسان في نصائح الإخوان» (1963)، للشيخ عبدالله بن محمد بن حميد. طبع على نفقة المحسن: محمد بن عبدالمحسن الدعيج يرحمه الله. ــ «سؤدد الإسلام باتباع سيد الأنام» (1957)، للشيخ أحمد بن محمد العنداني. طبع على نفقة الشيخ ناصر الصباح الناصر يرحمه الله.

فيض من غيض
هذه أمثلة أو غيض من فيض على أجواء ذلك الوقت، فليس السعي كله ـ كما قلت ـ للمعايش والتجارة، وإنما كان هناك نصيب لا يقل شأناً عن تلكم من الاهتمام بالجوانب العلمية والثقافية وطلب الأجر والمثوبة.
هذا ما مر بي ويمر في يومي وليلي من المباحث والفوائد أردت بها أولها: ذكر تلك الحقب وفضلها. وثانيها: ذكر أهلها وما كانوا عليه من فعل الخيرات ومنها العلمية والثقافية. وثالثها: بيان بالكتب المطبوعة آنذاك، لعل هناك من يبحث عنها.

والله المستعان…

• النفس:  ” أقبل على النفس واستكمل فضائلها، فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانٌ “

طائفة من كتب

طُبعت على حساب المحسنين

( مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق )

*رئيس التحرير
Shaibani@makhtutat.org

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا )

حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر

مجلة ( تراثنا ) الورقية

الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق

• لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..

التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه

هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +