العيافة والطرق …يواصل موقع “تراثنا ” الألكتروني أستعراض بعض أبواب كتاب “الكهانة ” في الجاهلية والتي تعد ضرب من ضروب الشرك بالله المنهي عنه ، المحبط للعمل الصالح وخاتمة معتقدها خاسرة إن لم يتوب عنها.
العيافة
يقول المؤلف عن أصل العيافة : هو اعتقادهم “في الجاهلية” باليُمن و الشُؤم ، و إن اليمين عندهم خير ، و الشمال شر ، أما تفضيلهم اليمين على الشمال ، فقد جاروا فيه الطبيعة( في ظنهم) التي جعلت الأعضاء اليمنى من جسم الأنسان أقدر من اليسرى و أقوى .
وجاراهم في ذلك التفضيل الشعوب ، فكان المحل الإيمن أفضل المحلين ، و بذلك قضى الله نفسه ، إذ جعل اليمين لأهل الجنة و الشمال لأهل النار..وقد جاء في صحيح البخاري أن النبي ” صلى الله عليه وسلم ” كان يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله (*).
الطرق
وأما الطارق ..فهو الذي يتكهن بوساطة الطرق بالحصى ، وذلك أن يخط في الأرض أو الرمل بأصبعين ثم بأصبع ، ويقول : “ابني عيان أسرعا البيان “ثم ينبيء عما سئل عنه ، وربما يكون النداء لأبني عيان في العيافة أيضا وفي غيرها من ضروب الكهانة ، واكثر الطرق من النساء ، قال لبيد :
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصي
ولازاجراتٌ الطير مالله صانعُ
وقيل الطرق أن يخلط الكاهن الفطن بالصوف فيتكهن ، والظاهر أن الطرق في الأصل كان بالحصى ثم توسع فيه بعضهم إلى القطن ، وبقي الاسم على أصلة .
ومن أمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه قولهم :اطرقي وميشي ، وقال رؤبة :
عاذل قد أولعت بالترقيس
إليِ سراً فاطرقي وميشي
وفي لسان العرب : الطرق في الأصل هو ضرب الصوف بالعصا ، والميش خلط الشعر بالصوف ، واما الحازي فهو الذي تكهن بوساطة الحزو ، وهو أن ينظر في الأعضاء والغضون وخيلان الوجه فيتكهن،قال الشاعر :
وحازية ملبونة ومنجسَ
وطارقة في طرقها لم تسدد
قال ابن شميل : الحازي أقل علماً من الطارق ، والطارق يكاد يكون كاهناً يقول بظن وخوف .
من كتاب ” الكهانة ” الحلقة 5