(الحلقة الثامنة)
تراثنا – التحرير :
تواصل تراثنا في الحلقة الثامنة ، استكمال مسيرة حياة الفلكي الكويتي د . صالح العجيري ، وكفاحه للوصول إلى ما وصله تميز ، في فترة اعتبر فيه علم الفلك ضرب من ضروب السحر والشعوذة ، لم تخلو من مكابدة وصعوبات المختلطة بالطرافةوالغرابة في أحيان أخرى .
-
حاول د. العجيري في شبابه دراسة التنويم المغناطيسي ، إلا أن شغفه بعلم الفلك صرفه عنه فاتجه إلى ممارسة الألعاب السحرية !
-
صاحب طرفة وبداهة وغالباً ما تحبك عنده النكتة في المواقف الحرجة ، وكان يلحن الأرقام ويتلاعب بها عند السأم والملل !
ويروي معدو الدراسة عنه في ص ( 70-71 ) أنه : وفي أحدى فترات حياة العجيري ، وأثناء تعلقه بدراسة علم الفلك ، تشعبت به الطرق ، فحاول دراسة التنويم المغناطيسي ، إلا أن شغفه بعلم الفلك صرفه عن ذلك ، ولعله لم يجد ما يعوضه عن التنويم المغناطيسي إلا أن يتجه إلى ممارسة الألعاب السحرية وقت الفراغ !
وقد نجح في ذلك ، والمسنون مما كانوا يترادون النوادي القديمة ، كالنادي الوطني ، ونادي المعلمين ، يتذكرون ماكان يعرضه من ألعاب سحرية ، كانت مثار الدهشة والاعجاب .
الطرافة وسرعة البديهة
والعجيري سريع البديهة ، لا سيما يما في الجوانب الفكهة من الحياة ، وله في الطرائف والظرف ، مجال خصب ، وغالباً ما تحيك عنده النكتة في المواقف الحرجة ، ولا يتسع المقام لشرح هذا الجانب من حياته ولكن على سبيل المثال ، نورد هذه السطور الفكهة :
أذا صافحك وأمسك بيدك ، وانحنى كأنه يريد أن يقبل يدك ، فلا تفزع وتسحب يدك ،و تقول عفواً ، فهو لن يقبل يدك ، بل يقبل يده هو نفسه !
وأذا قال لك : ” لا صبحك الله ” فلا تفزع فهو سيُثنّْى ويقول : ” إلا بالخير ” ! وكذلك ، فإنه إذا قال لك : ” الله لا يوفقك ” فهو سيقول بعد ذلك ” إلا بالخير ” ! .. سمعناه مرة يقول لأحد أصحابه : ” الله يعميك ” ففزعنا لذلك ، إلا أنه اكمل وقال : ” عن طريق السوء ” .
تلحين الأرقام !
يروي لنا السيد أحمد الزايد ، أنه كان يعمل معه في الحسابات التجارية ، وكان العجيري يعد الارقام ، فلما تعب ، صار يلحن الارقام ، ثم صار ينوع في تلحين الارقام ، ولما تعب صار يتلاعب بالارقام ، ويعدها عليه بالألغاز ، فمثلا :
درزن بمعنى 12
سنة كبيسة ” 366
الاثافي ” 3
أخوة يوسف ” 11
غزالة بزاله ” 10
سنة هدامة ” 1934
ليلة القدر ” 27
ابو الجنة ” 8
قصة فيكتوريا
ولما قال لي : ” وعد بلفور ” ، عجزت حتى عرفت أنه يقصد 1917 ، لكنه لما قال لي ( ايزابيلا ) لم افهم الرقم المقصود ، وقد أصر على أن اعرفه بنفسي ، ولما كنت محتاجاً إليه ، فهو رقم بوليصة شحن ، بحثت في المراجع ، وسألت المؤرخين ، حتى عرفت فيما بعد أنه يقصد الرقم 1492 !
طالع الحلقة ( 7 ) :
الفلكي العجيري يعالج حصان مريض بالشعوذة !
تعريف بالكتاب
صدر كتاب ( مالم يذكر عن حياة صالح العجيري ) عام 1980 عن اللجنة العليا لتكريمه ، والمكونة من (مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – بالتعاون مع النادي العلمي) في 80 صفحة من الحجم الوسط ، مزين بالصور التوثقية والتاريخية ، منتقى من المكتبة الخاصة بالشيخ عبدالله الخضري – يرحمه الله ،” وقف خيري ” مهداة لمركز المخطوطات والتراث والوثائق .
يتبع لاحقا