الحلقة (8)
انتقاءات من كتاب ( الكهانة )
تراثنا – التحرير : تستكمل تراثنا في حلقتها رقم ” 8 ” الاخيرة ، نشر فقرات من كتاب الكهانة لمؤلفه إسكندر عمون أنطوان ” 1857-1920 م ” اصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق “حيث تميط اللثام عن جوانب من الكهانة التي نهى الاسلام عنها , باقية حتي اليوم من عصور الجاهلية.
-
زادت مظاهر الكهانة حديثاً وانتشرت وكأن خرافات الجاهلية ملازمة للغة أهل الضاد .*
-
بعد أن كان لكل عشر قبائل كاهن واحد نجد في كل شارع الآن بصاراَ وضارب مندل ودجالاً .
-
ظننت أن الشرطي ترجل من سيارته لمخالفة رمالاً فإذا به يجالسه ويستطلع منه أمر الغيب !!
على أننا بالرغم عما جاء به الدين ، لا نزال نرى حتي الآن سوق الكهانة رائجة في كل بلد نطق أهلها بالضاد ، كأن الجهل يأبي إلا أن يكون محفوظاً أبداً بأنواع الخرافات أو كأن خرافات الجاهلية ملازمة للغتهم ، لا تنفصل عنها ، فورثناها معها ، وكأني بنا قد خجلنا من وقوفنا عند الحد الذي وصل إليه أجدادنا .
ضروب جديدة من الكهانة
فبعد أن كانت الكهانة على نحو ما ذكرنا في هذا الباب ، جعلناها نحن علماَ بل علوماَ بأصول ذات قواعد ، وروابط وشروط ، وألفنا فيها الكتب العديدة ، وأضعنا فيها الوقت الثمين وزدنا عليها ضروباً وأنواعاَ لم تكن معروفة في الجاهلية أصلاً فأفسدنا عقول الناس “1” بالأوهام ،والأكاذيب ، وقد كان عدد الكهان في الجاهلية قليلاً بحيث لا يصيب العشر القبائل كاهن واحد ، وأما الآن فلا شارع من شوارع مدننا إلا وفيه الرمال والحاسب والحازي ، وباصر البخت وضارب المندل ، وكل دجال خداع يسلبون فقراء الناس أموالهم عاجلاً ، ويعدونهم بالسعادة آجلاً .
حاميها حراميها
نعم إن الكهانة ممنوعة بأمر الحكومة في بلادنا ومعاقب عليها في قوانيننا ولكن أخلاق الناس (2) ورجال الضبط والربط بالجملة لم تزل على حالتها الأصلية ، وربما تعجبوا من وجود مثل ذلك النص في قوانين الحكومة وانكروا عليه معارضتها لأناس يعملون الغيب ويخدمون الناس وقد رايت مرة أحد رجال الشرطة انحرف عن قارعة الطريق قاصداً أحد الرمالين ، فظننت أنه ذاهب لمنعه من نشر بضاعته في الشارع العمومي ، وإثبات مخالفته للقانون ، فإذا هو وقد جلس بين يدي الرمال ، وأخذ يستطلع منه الغيب ، ويسمع شقشقته بغاية ما يكون من الجد الأحترام !!
هوامش :
1- الأصل الشعب
2- الأصل الشعب
شاهد يوتيوب: حكم الإسلام في ( الكهانة والعرافة ) د .وليد الرشودي