حلقات ودراسات منهجية
تأصيل لهجة أهل الخليج وإثبات مرجعيتها للقرآن الكريم
تراثنا – التحرير :
من بين رفوف مكتبة تراثنا الغنية بالمقتنيات والإهداءات المعرفية بمختلف مشارب العلوم والفنون والآداب ، وقع اختيارنا على كتاب قيم بعنوان ” لهجتنا والقرآن الكريم ” لمؤلفه عبدالله احمد الخضري “رحمة الله عليه”.. ( طالع : مكتبة الخضري الوقفية ) .
عبدالله الخضري
-
85 بالمئة من اللهجة الكويتية مصدرها القرآن والبقية ما بين الهندية والفارسية والتركية والإنجليزية !
-
الاوردية الهندية دخلت الكويت بسبب التجارة ، والفارسية ادخلها العجم ، والتركية بحكم التعامل مع العراق.
-
نقول بالكويتي الدارج فلان ” بأسه قوي ” وأصلها في القرآن ” نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ” ..
-
“بدلية ” تستخدم بالعامية لمن يؤنث المذكر وبالعكس ، وفي القران” فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ” .
يقول الكاتب “رحمة الله عليه ” في التميهد لكتابه ” أن أول ما دفعني إلى تأليف هذا الكتاب هو محاولة تأصيل لهجة أهل الخليج عن طريق إثبات مرجعيتها للقرآن الكريم ، وبيان أن أرومة عربيتها إنما هي متأصلة في جذورها وممتدة إلى كتاب الله العزيز، حقا إنه عرض لتلك اللهجات ما يعرض لجميع اللهجات من خضوع والتأثير للقوانين الصوتية ، ولكن ذلك لا يجرفها عن عربيتها في جملتها ..”
ويستعرض المؤلف منهجه في البحث في اثنى عشر نقطة ، ثم يتعرض لطريقة ترتيبه لمادة الكتاب ، كما يشير إلى أنواع التأثير القرآني فيقول :
باستقراء المفردات القرآنية وملاحظة مدى تأثيرها على اللهجة تبين أن هذا التأثير على أنواع ثلاثة هي :
• كلمات تتطابق لفظأً ومعنى مع المفردة القرآنية ، مثل ” نتقنا ” و “تل ” .
• كلمات تطابقت مع المفردة القرآنية لفظاً ولكن داخل المعني بعض التحوير أو التوسع مثل ” خلص “.
• كلمات تتفق مع المفردة القرآنية وتختلف لفظاً مثل ” جولة ” الجيم المعجمة .
ويشير من جهة اخرى إلى تأثر اللهجة الكويتية بلغات الدول المجاورة مثل الهند ” الهندوسية والأردو بحكم الترحال والتجارة ما قبل ظهور النفط ، واللغة “الفارسية “التي أدخلها العجم ، حيث يستعملها أهل الكويت ببعض المسميات المستجدة عليهم , وهي قليلة جدا في اللهجة الكويتية .
بالإضافة إلى ما يسبق يشير الخضري الى تأثر اللهجة الكويتية ب” الانكليزية ” ومصدرها الهنود الذين يستعملون كلمات إنكليزية كثيرة ، وقد أخذ الكويتيون بعضها على اعتبار انها هندية مع تحريف بسيط في اللفظ .
كما يستطرد منوها إلى التأثر ب “التركية ” التي تغلغت إلى الكويت عن طريق التعامل مع العراقيين أثناء رحلاتهم الشمالية لجلب التمور ومياه شط العرب .
نسبة اللغات واللهجات الأجنبية في اللهجة الكويتية :
0.25 % سواحلي
0.75 % مجهولة المصدر
1% هندو فارسي
1.50 % إنكليزي
2% تركي
2.75 % إنجلو هندي
3% فارسي
4 % هندي
85% عربي
وتنتقي تراثنا جانب من المفردات الكويتية التي أصولها قرآنية من كتاب ” لهجتنا والقرآن الكريم “..
ومثالها :
• حرف الباء ” : ” كلمة بأس “
يقول الله تعالى : قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33 ) النمل
بأس : في اللهجة المحلية نقول ” بأسه قوي ” للمعنى نفسه ، ويتشافون للمريض بقولهم ” لا بأس عليك أجر وعافية ” .
كلمة “بدلية” (أسم )
يقول الله تعالى : “ إِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ” (59) البقرة .
– وهذه الكلمة ذات دلالة ظريفة إذ يطلقها الكويتيون على الشخص الإيراني الذي يتكلم الكويتية فيلوي الكلام ويحرفه فيضحك من كلامه الصبية ، كأن يحول المذكر إلى مؤنث فيقول للرجل ” أشلونج ” فيصيح الصبية ضاحكين :” هاها ها ..بدلية بدلية ” فجاءت موافقة للاستعمال القرآني .
البدع ( منطقة )
يقول الله تعالى : ” قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ ” (9) الأحقاف .
– أي ما جئت بشيء مستحدث وإنما ما جئت به هو ما جاء به الأنبياء من قبلي ، وأطلق الكويتيون أسم “ البدع ” على احدى المناطق القريبة من البحر ، ولعلهم سموها بذلك لجوها البديع خلافا لما حولها من المناطق .
• حرف الثاء (انثبر )
يقول الله تعالى : (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا) ( الإسراء) 13
دعوا على أنفسهم بالهلاك ” التفسير الميسر “
ويقول الله تعالى : (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) الإسراء .
مصروفاً عن الخير مطبوعاً على الشر من قولهم : ما ثبرك عن هذا ، أي ما صرفك ” تفسير البيضاوي “
– وفي اللهجة نقول : انثبر للزجر أي ألزم مكانك ، أو انصرف .
المؤلف في سطور :
الاسم : عبدالله أحمد الخضري – مواليد حي المرقاب 1952 م
المؤهل : ليسانس آداب 1981 م اللغة العربية – جامعة الكويت
العمل الأساسي : موجه أول للغة العربية
الخبرات :
• شارك في تأليف كتاب اللغة العربية لوزارة التربية
• مدرب على مهارات القراءة السريعة منذ 1998 م
• مدرب معتمد لبرنامج CORT في مهارات التفكير
المؤلفات :
• الدعاء 1978
• الشواهد على القواعد 1997
• هذي لغتي ” إثرائي ” 2005
• كيف تنمي تفكيرك 2005
• كيف تسأل سؤال ذكياً 2006م
• للبنات فقط 2006 م
• كيف تنصع نجاحك 2006م
• أجر وعافية 2007م
ومن الكتب أيضا :
• موسوعة المرأة الكويتية
• تعليم الحوار العربي للأجانب
• مخاوف الطفل
• دليل المتسوق
• الإرهاب العالمي
كاتب وكتاب
( لهجتنا والقرآن الكريم ) ، من تأليف الشيخ الداعية عبدالله أحمد الخضري – يرحمه الله – يقع في 454 صفحة من الحجم الوسط ، من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( وقف مكتبة الشيخ الخضري المهداة من ورثته للمركز ) نسأل الله أن ينفعه بها .
مدونة معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية
https://lahajat.blogspot.com/p/blog-page_7.html
نشكر الأخ الكريم سليمان الدرسوني على مشاركته الايجابية وتزويدنا بموقع مدونة معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية الشقيقة .. وبارك الله فيكم