تعددت روايات تأسيس الكويت.. وتاريخ اكتشاف النفط خاطئ (6)
تراثنا – حوار خالد أبوقدوم :
حفلت جعبة الباحث التراثي الزميل الإعلامي باسم اللوغاني بخبرات تستحق التوقف عندها، حيث تراكمت لديه من واقع لقاءاته الثرية، وبحثه الدؤوب بين سطور كتب التاريخ الكويتي ،كم معلوماتي ارتأت تراثنا على اثرها نشر ردوده على استفسارات طرحتها عبر زاوية (تراثيات اللوغاني) .
اللوغاني ل تراثنا :
-
الوثائق المتعلقة بعمل الكويتيين في البحر- البعيدة عن السياسة – صحيحة بنسبة مائة بالمئة .
-
تعددت روايات تأسيس دولة الكويت ما بين عام 1613 م ، إلى نهاية القرن السابع عشر، وأخرى عثمانية في عام 1701 م !
-
المتداول أن اكتشافات النفط بدأت في عهد أحمد الجابر والاتفاقية تمت في 1934 م والصواب إنها بدأت في عهد الشيخ مبارك !
انطلاقا من مقولة المفكرمحمد رشيد رضا: ” كيف نثق بالتاريخ ونحن نرى الحاضر يزور امام اعيننا ” وجهت تراثنا للباحث اللوغاني سؤالاً :
• ما مدى مصداقية الوثائق الكويتية وغيرها من الكتب، التي تحكي تاريخ الكويت ؟
– قال : ” هذا يعتمد على موضوعها، فإن كانت توثق عمل الكويتيون في البحر وغيره من المواضيع البعيدة عن السياسة، فهي غالباً صحيحة مائة بالمائة، وأما إن كانت سياسية فهنا قد نجد بعض المعلومات غير الموثقة أو المحرفة أحياناً، لكن نسبة ذلك لا تتعدى 3% مما كتب “.
• وتتساءل تراثنا : امام هذا التباين التاريخي، فهل هذا يعني اننا بحاجة الى اعادة كتابة تاريخ الكويت ولو في جزء منه ؟
– بعد رشفة من الشاي يرد اللوغاني : ” نعم بشرط الحصول على وثائق جديدة، تتناقض مع الموجود ، أو توضح وتحسم الخلاف حول قضية ما ، كهجرة “العتوب” واستقرارها بالكويت، فنحن وإلى الان نجهل الرواية الموثقة والمؤكدة وما زلنا غير متفقين على رواية واحدة : متى كانت الهجرة وكيف تمت ؟ “
روايات تأسيس الكويت
ويضرب أمثلة على تضارب روايات التاريخ بشأن كيفية تأسيس الكويت فيقول : ” الروايات متعددة، إحداها تقول : إن العتوب بمن فيهم الصباح جاؤوا عام 1613 م إلى المنطقة ، وكانت خالية وبنوا حصن الكوت، الذي اشتق منه اسم الكويت لاحقا.. والرواية الثانية تقول : إن العتوب استقروا في نهاية القرن السابع عشر وكان فيها حصن الكوت قائماً، وفيها سكان تحت حكم بني خالد، فلما ضعف حكمهم وسيطرتهم وأصبحوا غير قادرين على حماية الكويت، أتفق أهلها على حكم أنفسهم، وأختاروا الشيخ صباح الأول أميراً عليهم.
ويستطرد اللوغاني موضحاً : ” وأما الرواية العثمانية وهي الثالثة فتقول ان العتوب جاؤوا عام 1701 م .
إعادة كتابة التاريخ
ويخلص إلى القول : ولهذا أقول إننا بحاجة إلى عادة كتابة تاريخ الكويت، لأن تأسيس الدولة وهو الأهم غير متفقين عليه ، ولا نملك وثائق حاسمة توضح حقيقة ما جرى، فما بالك بما هو دون ذلك “.
ويلقي الكرة في ملعب الدولة بأنظمتها وأجهزها لتقوم بهذا الدور ، فيقول : ” هنا يأتي دور الدولة، وليس هناك من طريقة أفضل من تكليف فريق من الباحثين والمؤرخين ،والكويت تزخر بهم، وتضع لهم ميزانية ليبحثوا في ارشيفات الدول المعنية للوصول إلى راي حاسم، أو على الاقل تكلف مجموعة من المختصين لمراجعة كتاب عبدالعزيز الرشيد “تاريخ الكويت” يرحمه الله – وهو اول كتاب عن نشأة البلد الصادر عام 1928 م ، لتصحيح الأخطاء وابداء الملاحظات على الهامش وطباعته مجدداً، وكذلك الحال مع كتاب لا يقل عنه روعة “من هنا بدأت الكويت” لعبدالله خالد الحاتم ” يرحمه الله .
والوثائق مغلوطة !
ويلم يتوقف الباحث اللوغاني عند مشكلة تعدد الروايات بل أضاف أخرى ، مشيراً إلى أن الروايات المختلفة ليست إلا جزءاً من المشكلة فهناك ايضا مشكلة الوثائق المغلوطة، وتحتاج إلى تصحيح وهي كثيرة..
ويستشهد على أخطاء الوثائق بما جاء من لغط حول تاريخ استكشاف النفط في الكويت ، فيقول :” من المعلوم ان الاستكشافات والمفاوضات مع الإنجليز بدأت بعصر الشيخ احمد الجابر” يرحمه الله “، وصولاً إلى الإتفاقية عام 1934 م ، وتصدير النفط عام 1946 م ، والصواب إن التنقيب بدأ بعهد الشيخ مبارك الصباح ” يرحمه الله “، حوالي عام 1912 م ، وما أخّر تصديره إلا الحربين العالميتين الاولى والثانية، والرغبة باستكشافات ذات جدوى اقتصادية “.
مصادر الصور :
– موقع حقول نفط الكويت
– موقع الجزيرة
يتبع لاحقا
اقرأ الحلقة السابقة ( الخامسة ) : اللوغاني ومناطق الكويت السبعة ..
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) الألكترونية – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق -تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه- هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +