الحلقة الثامنة (والأخيرة)
علامة الجزيرة المؤرخ حمد الجاسر في سطور
تراثنا – التحرير :
يُعد علامة الجزيرة الأديب السعودي الشيخ حمد الجاسر(1910- 2000م) من كبار الأدباء في المنطقة ، وله مساهمات كبيرة في تأسس الصحف والمجلات وإحياء تراث الجزيرة العربية وله معجم عن جغرافية السعودية ومؤلفات عدة في التاريخ والسير والمخطوطات وكتب في النسابة ومشاركات في مؤتمرات محلية وخارجية وغيرها..
-
أول مقالاتي كتبتها تعقيباً على افتتاحية جريدة البلاد لرئيسها الصديق محمد حسن كتبي انتصاراً للشيخ عبدالله خياط !
-
لم أمتلك الدراسة الأكاديمية والمنهجية لتحقيق الكتب والمخطوطات وإنما محاكاة وتقليد بدون أسس علمية !
-
أصدر صحيفتي اليمامة والرياض وأول من أنشأ مطبعة في نجد وأصدر مجلة العرب يكتبتها المثفقون في أنحاء المملكة.
في الحلقة الثامنة والأخيرة ، من الحوار المطول مع العلامة الجاسر – يرحمه الله – تختتم تراثنا رحلتها مع سطورعن بداياته في الكتابة الصحفية، انجازاته ومؤلفاته وكتاباته التي دونها بنفسه في رده على اسئلة صحفية نشرتها أحدى الصحف السعودية، منتقاة من ألإرشيف الصحفي في مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت ، ويقول عن أولى بداياته :
أول مقالاته
أما أول ما نشر لي في إحدى صحفنا هو مقال في جريدة “صوت الحجاز” ، التي عُرفت فيما بعد باسم ” البلاد” ، وكان يرأس تحريرها الصديق الأستاذ الشاعر محمد حسن كتبي – ختم الله لي وله بخاتمة السعادة – وكان في كثير من آرائه يبدو متشائماً ، فكتب فاتحة للجريدة لم تخل من ذلك .
وكان من زملائي في المعهد الشيخ عبدالله عبد الغني خياط ، فكتب مقالاً يرد على السيد محمد حسن كتبي ، عنوانه ” لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ” وكتبت تعقيباً عليه كلمة بعنوان “قل الحق وإن كان مراً ” أؤيد رأي زميلي .
ليس لدي عمق إدراك !
وفي رده على سؤال : كيف اكتسبت العدة المنهجية والنظرية في ظل غياب الدرس الأكاديمي ، في تحقيق الكتب والمخطوطات ؟ قال :ليس لدي من عمق الإدراك والمعرفة ما يسدد اتجاهاتي فيما احقق من الكتب وفق المنهج العلمي الحديث ، وإن كان في ذلك من أثر فهو من قبيل التقليد والمحاكاة التي لا تقوم على أسس علمية بحتة ، وأنا أعرف بنفسي بنفسي ، وبقدر تحصيلي من العلم ، وما أخال ما قمت به في هذا السبيل ،و هو في الغالب ذو صلة صلة قوية بعلوم التاريخ واللغة العربية ، من المشكلات العقلية العويصة التي لا يستطيع حلها إلا من تمكن من العلوم العقلية الحديثة .
سطور عن الجاسر
الجاسر والصحافة
بدأت علاقته الصحافة وهو في العشرين من العمر أثناء دراسته في المعهد السعودي بمكة المكرمة ، وقد بدأ الجاسر حياته الأدبية شاعراً ولكنه يعترف بأنه كان شاعراً فاشلاً .
أما علاقة الجاسر الحقيقة بالصحافة فلم تبدأ إلا في عام 1372هجرية ، حين أنشأ صحيفة “اليمامة ” أول صحيفة تصدر بالرياض ، وقد أضفى عليها منذ صدورها طابعاً علمياً وادبياً رصيناً ، استطاع من خلاله تكوين نواة لمؤسسة صحفية كبيرة ، وكان العدد الأول من “اليمامة ” قد صدر على شكل مجلة شهرية .
وقد طُبع العدد في مصر لعدم توفر المطابع في مدينة الرياض آنذاك ، ثم طُبعت في مكة المكرمة فلبنان ، وهذا ما حدا بالجاسر إلى تأسيس أول مطبعة في نجد سنة 1374هجرية ، هي ” مطبعة الرياض” ليبدأ منذ عام 1375 هجرية بإصدار “اليمامة ” بصفة أسبوعية .
وقد استمر صدور “اليمامة” برئاسة تحرير صاحبها حمد الجاسر حتى صدور نظام المؤسسات الصحفية ، فآلت المجلة إلى مؤسسة اليمامة التي كان الجاسر عضواً مؤسساً فيها ، وتولت إصدار المجلة وجريدة “الرياض” التي كان الجاسر أول رئيس تحرير لها عام 1385هجري .
مجلة العرب
بعد صدور نظام المؤسسات الصحفية بثلاث سنوات ، وبالتحديد في عام 1386 هجري ، استطاع الجاسر الحصول على امتياز لإصدار أول مجلة سعودية متخصصة بالمعنى الدقيق للكلمة ، ففي شهر رجب من ذلك العام صدر العدد الأول من مجلة “العرب” ، لتكريس صفحاتها للبحوث والدراسات التي تهتم بتاريخ الجزيرة العربية وآدابها وتراثها .
أسس داراً للنشر أسمها “دار اليمامة ” للبحث والترجمة النشر، وقد تخصصت أيضاً في نشر البحوث والدراسات من المملكة ضمن سلسلة “نصوص وأبحاث جغرافية وتاريخية عن جزيرة العرب” ، بعضها من تأليفه أو تحقيقه ، وبعضها لأخرين استجابوا لدعوته التي رجا فيها مثقفي المملكة أن يكتبوا ، كلٌ عن بلدة أو عن البلد الذي يعيش فيه.
وقد استجاب لهذه الدعوة نفر من المؤرخين والباحثين السعوديين ، وقد طبعت ضمن هذه السلسلة مؤلفات بلغت تسعة عشر مجلداً ، الف الجاسر قسماً كبيراً منها .
مؤلفاته وكتاباته
- من أهم أعمال الشيخ حمد الجاسر متابعته للمعجم الجغرافي وصدر له منها “شمال المملكة” ، ثلاثة أجزاء .
- “المنطقة الشرقية والبحرين قديماً وحديثاً ” ، وصدر منه جزءان في 938 صفحة .
- “أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع” ، صدر عام 1968م .
- “بلاد ينبع لمحات تاريخية وجعرافية وانطباعات خاصة “.
- “رسائل في تاريخ المدينة” ، صدر عام 1972 .
- “سوق عكاظ “”، صدر عام 1950 .
- في سراة غامد وزهران” ، عام 1971 – “في شمال غرب الجزيرة العربية نصوص ومشاهدات انطباعات”، عام 1970
- “مدينة الرياض عبر اطوار التاريخ” ، عام 1966م .
انتهى .
طالع الحلقة السابعة :
مؤرخ الجزيرة حمد الجاسر يخجل من بدايات كتاباته الشعرية
نقلا عن تراثنا – العدد 19
احصل على النص كاملاَ
تواصل مع تراثنا