• Post published:11/03/2021

 

الحلقة ( 3)

قضاء الوقت عند البدو 

اصناف الطعام على مائدة أهل البادية والبداوة
اصناف الطعام على مائدة أهل البادية والبداوة ( صورة )

 

 

تراثنا – بقلم المؤرخ صالح هواش المسلط :

 

صالح هواش المسلط
صالح المسلط

لأهل البادية فنونهم وتراثهم وآدابهم ، تنوعت وتعددت ، بتنوع المواقع التي سكنوها في الفيافي والصحاري ، وبدأت هذه المظاهر بالتلاشي في القرن العشرين بتوقف الغزوات والكر والفر ،والاتجاه إلى العمل في وظائف الدولة وغيرها ،فلم يبقى غير التعيش على فنون الماضي وذكرياته * ( حلقات الدراسة) .

 

  • يتسع المنسف لناقة بكاملها وهو جفنة كبيرة مستديرة من النحاس ذات حلقات،وبعض المناسف قطرها متر ونصف .

  • طعام البدوي بسيط، ولايحتاج متوسط الحال منهم أكثر من كسرة خبر من فطير مع قليل من السمن صيفاً والتمر شتاءً !

 

طعام البدو

 

من أدوات المطبخ عند البدو طنجرة كبيرة ، ذات ميزاب ، يسمونها ( مثعبة ) ويجمعونها على مثاعيب ، لترويب اللبن وغلي السمن ، وعندهم ( القدر ) وهو من النحاس الأحمر ، لطبخ الطعام ووضع الماء و (  المجنا أو المشوط ،  وهي ملعقة كبيرة من الخسب .

 

المنسف والبعير 

 

سيدة من البادية في احضان الصحراء مع ابناءها في صورة جماعية
سيدة من البادية في احضان الصحراء مع ابناءها 

وعندهم ( المنسف ) وهو جفنة كبيرة مستديرة من النحاس ذات حلقات ، يقدمون فيها الطعام للضيوف ، ويبلغ قطر بعض المناسف متر ونصف ، بحيث تسع لناقة بكاملها ، فوق أكمة من الرز والبرغل ، و ( القدح ) وهي إناء من خشب في شكل مربع مستطيل ، ولها يد وفم ، تستعمل لحلب الإبل وشرب الماء .

 

إن هذه الأدوات كافية بحكم أن طعام البدو بسيط ، لا يحتاج لأكثر منها ، وأسباب هذه البساطة عديدة :

 

أولا – فقرهم النسبي الذي يضطرهم إلى اختصار اثاثهم وخرثيهم وإقلاله .

ثانيا : قلة الوقود التي تمنعهم من إكثار الطبخ والنفخ وإطالتهما .

ثالثا : وهو الأهم ، عسرة نقل المؤونة الوفيرة وأدوات المطبخ الكبيرة المحتاجة إلى عدد كبير من الأباعر لا يتيسير وجوده دائما .

 

طالع الحلقة السابقة (الثانية) : آداب شرب القهوة ورفضها وهز الفنجان عند البدو .

 

وعلى افتراض وجود هذه الأباعر (جمع بعير) هناك عسرة التحميل والتنزيل ، اللذان يحتاجان إلى أيد عاملة قوية قد لا توجد ، ومن هنا كان طعام البدوي المتوسط الحال ، مقتصر على (الكسرة ) أي الخبز الفطير، فحسب ، يضيف إليه في الصيف قليلاً من الزبد أو السمن ، وفي الشتاء من التمر الذي يأكله رطباً أو مغلياً ،ويتمونه من بلدة شتاثة في جنوب العراق ، غربي الفرات .

 

طعام البدو في الربيع 

 

أما إذا انتهى الشتاء وبرز ربيع الأرض يكثر در الغنم والإبل ، فيتغذى به ،وهو يظل زهاء خمسة أشهر على هذا الغذاء اللطيف ،اعني به حليب النوق المستخرجة من حليب الغنم والمعز .

 

الضيافة والكرم ملازمة لأهل البادية مع زوارهم
الضيافة والكرم ملازمة لأهل البادية مع زوارهم ( صورة

 

 

طعام البدو في الصيف

 

وأذا حل الصيف ، واقترب البدو من المعمورة ، يحصلون باديء بدء على ( الفريكة ) وهي حبوب القمح الطري الأخضر المشوي ، ثم بعد انتهاء الحصاد والدراس في القرى ، يحصلون على ( البرغل ) ويحصل كبرائهم على الأرز ، فيقتاتون بهما ، إلا أن هذا القوت لا يناله البدوي كل يوم ، ولا يحمل البرغل ويتمونه للشتاء إلا المترفين منهم ، فالبرغل هو أساس مؤونة البدوي وحمولته في نجعة الشتاء ، وكانوا قبلاً يحملونه حباً فتطحنه النساء في طريقهن ، إما الأن فقد صاروا يأخذونه مطحوناً جاهزاً في اكياس الشعر الكبيرة (العدول ) التي تنسجها نساؤهم في أوقات فراغهن .

 

* نُشرت  المقالة في مجلة تراثنا العدد 41 الصادر في ربيع الثاني،جمادي الأول ( 1431هجرية – إبريل، مايو 2010 م ) .

 

الصور : ( الرياض ) ، ( واحة الأحيوات )  ( ارشيف تراثنا – الانترنت ) .

 

يتبع لاحقا ..

 

 تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً