من ذكريات زمن طُويت صفحات سجلاته وبقيت شواهده
تراثنا – التحرير : تستأنف تراثنا تقديم نماذج مختارة من الكتب التراثية العميقة الطرح ، نستلها من بين رفوف مكتبة “مركز المخطوطات والتراث والوثائق ” لتعريف المتابع والقارئ على بعض الحقائق التي طواها الزمن بغبارها ، ومازالت يتكرر اصدارها بنسخ جديدة مطورة ، تلقي بظلالها على المجتمعات الاسلامية والعربية والأحداث في العالم .
ريمون شارل :
• الشيوعية فشلت في اخراج المسلمين من ( أخوة الإيمان ) وصهرهم في ( أخوية البروليتارية ) الشيوعية البديلة .
• امتزاج الدين بالدولة في الإسلام صعب دمج اتباعه في المجتمع الروسي مما تطلب فصلهم عن الاسلام .
• اليس من البلاهة الاعتقاد بأن الشبيبة أصبحت تتوجه نحو موسكو كما كان الناس يتوجهون بالأمس نحو مكة ؟
الكتاب المطروح بين ايدينا في طبعته الأولى بعنوان ” الهلال الشهيد ” للكاتب ريمون شارل ، يتناول فيه ” مصير الإسلام في ظل الأنظمة القيصرية والسوفياتية ” طُبع عام 1383هجري ( 1963 م) ويقع في 235 صفحة من الحجم الوسط “منشورات المعهد الدولي للبحوث والدراسات الشرقية ” في بيروت.
يقدم الكاتب تصوره بشأن عدم استجابة المسلين لمحاولات ثورة 1917 م الشيوعية لدمج الشعوب التي استعمروها بكل ما هو روسي ، باعتبار أن كل الجمهوريات التي تم استعمارها قد اصبحت ضمن اطار بلدان الستار الحديدي بمختلف قومياتها واديانها و ينبغي صهرها في النظريات الماركسية اللينينية .
هل نجحت اخوية البروليتاريا ؟
ويتساءل الكاتب ريمون شارل في مقدمة الكتاب عن مدى نجاح موسكو “عندما انبتت على انقاض الأمم البرجوازية القديمة – في الاراضي الامبراطورية – قومية سوفياتية لتنشئ على اساس أخوية البروليتاريات من كل جنس ” أسرة واحدة تجتمع فيها بانسجام تقاليد الشعوب القومية والمصالح الحيوية المشتركة لكافة عمال الاتحاد السوفييتي ؟
لم تنجح مع المسلمين
ويجيب المؤلف على السؤال الذي طرحه فيما يتعلق بالمسلمين حيث يرى صعوبة تحقيق هذا المدمج ويرجعه إلى: ” بسبب مزج المسلمين بين الدين والدولة اقتضى قبل كل شيء ابعادهم عن الاسلام بغية دمجهم في المجموعة السوفياتية الكبري ” !!
ويستدرك قائلا : ” ولكن المجال هنا لم يكن بالسهل نسبة لشدة ايمان المسلمين ،ولم ينجح السوفيات في محاولتهم الا عندما تمكنوا من تطبيق هذا الشرط على نطاق واسع ،ولكن ماذا كان الثمن بالنسبة للمسلمين ” ؟
ويشير المؤلف الى سرور كريموف الذي التقى بالمسلمين في كازكستان و اورباكستان لأنه “أ لم يجد سوى عدد من المسنين المسلمين في مسجد آلما الوحيد الذي بكوا أمامي على الماضي السحيق عندما كان فيه السلطان للأيمان ” !!
تصور أبله
ويستغرب المؤلف من هذا التصور الذي وصفه بالبلاهة فيقول : ” فهل بوسعنا الاعتقاد بأن ثمة فلسفة جديدة قد قضت على القديمة لهذا الحد في تلك المنطقة ! ثم أو ليس من البلاهة الاعتقاد بأن الشبيبة أصبحت تتوجه نحو موسكو كما كان الناس يتوجهون بالأمس نحو مكة ؟
ويتواصل عرض المؤلف لفكرته في عدة تبويبات نضع أدناه فهرس الكتاب للمهتمين بالاطلاع على مادته لأغراض البحث أو الإقتناء .
التاريخ يعيد نفسه
كتاب ” الهلال الشهيد ” الذي يمثل أحد مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق، بلقي الضوء على حقبة قريبة ، انتهت وولت مع ذكريات التاريخ ، بسقوط دولة الجدار الحديدي نفسها ، وتمزقها إلى اشلاء ، وعاد المصلون من جديد إلى مساجدهم وتحرروا تارة اخرى من عبودية البشر إلى خالقهم الواحد الأحد.
وفي الأخير ..سقطت البروليتارية ، كما سقطت عبر التاريخ محاولات محو الإسلام ، تارة بالجيوش الجرارة القادمة من الشرقة والغرب ، وتارة أخرى بمحاولات دعشنته والباسه ثوب الارهاب لتنفير العالم منه ، وتارة بتقديم نسخ مشوهة دخيلة على الإسلام الصافي ، لتحويله إلى مجموعة من الطقوس الجامدة ، لا مصداقية لها على أرض الواقع ، ولا تأثير لها على الحياة العملية ، وتحجيمها إلى علاقة بين الفرد وربه ، مزينة ببعض حكايات الفولكلور الشعبي في صورة اساطير خرافية لا سند لها .
الصفحة الرئيسية تراثنا
خدمةمتابعة الاخبار التراثية للقراء
التعقيبات ومساهمات القراء ضمن بريد القراء ادناه