الحلقة الرابعة
انتقاءات من كتابات المؤرخ أحمد البشر
البشر :
-
تنازع ابناء محمد بن عريعر فيما بينهم على الحكم ، فانقسموا وتفرق ابناء القبيلة بين الطرفين وتقاتلوا فيما بينهم .
-
الأحساء بتمورها وميناءها البحري كانت مركزاً هاماً للغوص وتجارة اللؤلؤ حققت موارد كبيرة لبني عريعر باحتلالهم لها .
-
آل حميد هددوا أمير العيينة بقطع راتبه إن لم يطرد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومنعه عن بث دعوته الإصلاحية حينذاك !
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
الفت الملابسات والأحدات في المنطقة ، اقليمياً ودولياً ، ظلالها على بداية نشأة الكويت ، والتهيئة لقيامها ، وفي السطور التالية ، نستكمل في حلقات ، ما دونه المؤرخ الكويتي أحمد البشر الرومي ، عن تاريخ الكويت ، موضحاً تلك الملابسات والظروف.
وباحتلال ( آل عريعر ) للقطيف ، أمنوا ناحية البحر التي تتمون منها الأحساء بعض حاجياتها، كما أن الدخل الذي يدره هذا الميناء ليس بالشيء القليل ، ذلك لأنها كانت مركزاً مهما للغواصين وتجار اللؤلؤ ، علاة على ما تنتجه من تمور .
انتصار الخوالد على الظفير
ولم يزل براك بن غرير يناضل ويكافح في سبيل تثبيت ملكه الجديد بكل ما أوتي من قوة ، وفي عام 1086 هجري /1675 م اشتبك مع قبيلة ( الظفير ) في حرب كان النصر فيها حليفه .
وقد أسر في هذه المعركة ( سلامة بن سويط ) أمير الظفير ، وتوفى براك بن غرير بعد نضال طويل مرير عام 1093 هجري / 1682 م ، فتولى الأمر بعده أخوه محمد بن عريعر (1) فواصل الكفاح ، وأخذ يشن الغارات على قرى العارض التي لم تخضع له .
بنو عريعر ومحمد بن عبدالوهاب
وكان ( آل حميد ) يدفعون لأمراء القرى التي تعترف بسلطانهم وتخضع لأوامرهم راتباً شهرياً ، جزاء طاعتهم حتى إن ( آل حميد – آل عريعر ) هددوا ( عثمان ابن معمر ) أمير ( العينية ) بقطع مرتبه عنه إن لم يطرد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، الذي كان يبث دعوته آنذاك .
غزو الظفير
وقد نفذ عثمان أوامر ( آل عريعر ) وطرد الشيخ من ( العينية ) وتوفى محمد ابن غرير عام 1103 / 1691 م ، فتولى من بعده إمارة الإحساء والقطيف وقبائل بني خالد ( سعدون بن محمد ) وقد اتسع نفوذ سعدون هذا حتى أنه في في عام 1126 هجري / 1714 م غزا قبيلة ( الظفير ) في (الحجرة ) وهي صحراء واقعة بين العراق وسورية .
وفي عام 1135 هجري / 1722 م ،جهز سعدون قوة كبيرة من الأحساء ، زودها بالمدافع ، وذهب بها إلى نجد وبقي صيف ذلك العام يقاتل مدن وقرى نجد ، ويسلب ما يقع تحت يده ، وتوفى عام 1135 هجري / 1722 م .
طالع : الحلقة الثالثة ( السابقة ) : بنو خالد يطردون الأتراك ويحتلون القطيف والأحساء
انقسام الأخوة
وهنا اختلف ( آل عريعر ) بينهم في من يليه ، وانقسموا قسمين ، قسم تزعمه ( دجين ) بن سعدون ، و ( منيع ) بن سعدون ، والقسم الآخر تزعمه ( علي وسليمان ) أبناء محمد بن غرير ، ويؤيد كل فريق منهم قسماً من قبيلة بني خالد .
حرب طاحنة
واشتد خلاف الفريقين ثم استحال إلى حرب طاحنة انهزم فيها أبناء سعدون ، وتم الأمر في الأحساء لعلي بن محمد بن غرير ،وفر ( دجين بن سعدون ) إلى الشمال ، فالتجأ بابن سويط ، فسار ابن سويط بجمع من ( المنتفق) إلى الأحساء وبصحبته دجين ، فجرت بين الفريقين معارك عدة ، ولم يستطع ابن سويط الاستيلاء على الأحساء ، فاكتفى بنهب وسلب القرى الصغيرة التي استطاع الدخول إليها .
تآلف بنو خالد
ثم عُقد صلح بين الفريقين ، فرجع ابن سويط ودجين بصحبته عن الأحساء ، وتوفى علي بن محمد عام 1166هجرية /1752 م ، وتولى الأمر بعده على الأحساء ( عريعر بن دجين ) غير أن أهالى الأحساء ثاروا عليه ، فهرب من الأحساء إلى ( جلاجل ) وهي إحد قرى نجد ، ثم رجع إلى الإحساء بتأييد زعماء قبيلة بني خالد ، وعُين أميراً والتف حوله بنو خالد .
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا
يتبع لاحقا
هامش
1- وهو الذي نرجح أنه بنى (الكوت) أو الحصن الذي سُميت ( الكويت ) باسمه .