ارتدادات وباء كورونا على مباحث تأريخ الطب في الكويت وقراءته (3)
تراثنا – التحرير :
عانت الكويت ودول المنطقة والعالم بأسره عبر تاريخها، من أوبئة عصفت باستقرارها وبشعوبها ،و يأتي تقريرنا ذو البعد التاريخي ، في سياق انتشار وباء كورونا في الكويت والعالم ، مما يستدعي استعراض بحوث تاريخية طبية وما يتعلق من خدمات وأحداث طواها التاريخ .
تستعرض تراثنا جوانب من التاريخ الطبي في الكويت وخدماته في حلقات مقتطفة من كتاب (الأمراض الفتاكة في تاريخ الكويت – الطاعون ، الجدري ، الأنفلونزا ) لمحرره د . محمد بن إبراهيم الشيباني ، رئيس التحرير.
مساعد العازمي ولقاح الجدري :
-
تعلم التلقيح ضد الجدري على يد أحد الأطباء في مصر وتخرج من الجامع الأزهر نحو عام 1885 م.
-
مكث في رأس الخيمة داعياً مواطنيها للتداوي فظنه أميرها من المشعوذين ..ثم أصر على بقاءه !
-
عاد إلى الكويت واتخذ من بيته في محلة العوازم بالقرب من مسجد بن فارس عيادة لمداوة الناس بلقاح الجدري .
أول من مارس التلقيح ضد الجدري
أول من تعاطى مهنة التلقيح ضد الجدري في الكويت الشيخ مساعد بن عبدالله العازمي المالكي ” يرحمه الله ” واليكم قصته : في حوالي سنة 1885 م ، غادر الشيخ مساعد العازمي الكويت إلى مصر لطلب العلم ، وفي أثناء إقامته تعرف على أحد الأطباء ، فأظهر له الشيخ رغبته في تعلم التلقيح ضد وباء الجدري .
فاكتسب هذه المهنة وأتقنها خلال مدة وجيزة ، والسبب الذي دعاه لاختيار هذه المهنة بالذات هو :
أولا : سهولة تعلمها بأقل التكاليف ، وكونها مصدراً للكسب .
ثانيا : أهميتها بالنسبة لبعض البلاد العربية النائية التي كثيراً ما يتفشى بين سكانها المرض لعدم وجود أطباء لمقاومته ، ولا سيما إمارات الخليج ومنها الكويت التي يزورها هذا المرض كل عام .
شهادة الأزهر
ثم غادر مساعد مصر بعد أن حصل على شهادته العلمية من الجامع الأزهر ، إلى الهند لشراء بعض المواد اللازمة للتلقيح ، وسافر منها إلى اليمن ، وبقي فيها حوالي السنة، ثم غادرها ماراً ( رأس الخيمة ) ومكث فيها .
في رأس الخيمة
وأخذ يعرض على الناس فائدة التلقيح ، ويذكرهم بالأخطار التي تهدد أطفالهم ، إذا هم لم يبادروا بتلقيحهم ، ولما سمع به أمير رأس الخيمة ظنه من المشعوذين ، الذين كثيراً ما يترددون على هذه البلاد بقصد التغرير بالناس و أخذ أموالهم .
فاستدعاه الأمير إليه للوقوف على أمره ، ولما علم أنه من طلبة العلم وأنه صادق في دعواه ، حبب إليه المقام للاستفادة منه ، فأقام هناك وتزوج وأنجب أبنة ، وهي أول مولود له .
إلى ألإحساء
وبعد سنوات قليلة غادر رأس الخيمة إلى الإحساء على جمل كان قد وهبه أياه أميرها ، ومكث فيها مدة ، أخذ يتزود خلالها من العلم على مشايخها ، وفي الوقت نفسه ، كان يباشر التلقيح .
العودة إلى الكويت
ثم سافر من الإحساء إلى بلده الكويت ، وكان ذلك في زمن الشيخ محمد الصباح ، واتخذ من بيته الواقع في محلة العوازم بالقرب من مسجد بن فارس عيادة ، يأتي إليه الناس فيها بأولادهم لتلقيحهم .
وفاته
وكان يأخذ من كل شخص – قران – أي أربع أنات هندية ، بقي فيها مدة ثم سافر إلى البحرين وعا إلى الكويت في زمن الشيخ مبارك، وبقى فيها إلى حوالي سنة 1347 هجرية ( 1928 م ) ، وغادرها إلى البحرين ، ومكث فيها إلى أن توفي سنة 1362 هجرية ( 1043 م ) وهو نائم في قرية عسكر جنوبي المنامة ، وله من العمر حوالي مئة سنة “يرحمه الله ” .
ذريته
وترك من الأولاد ثمانية ذكور ، أكبرهم : عبدالله ثم عبداللطيف ومحمد صالح وعبدالكريم وعبدالرحمن وحسن وعبدالرحيم وعبدالعزيز ، ومن الإناث : بنتاً واحدة .
يتبع لاحقا
اقرأ : الحلقة السابقة ( الثانية ) : المستشفى الأمريكاني ينهي أعماله في الكويت .
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) . حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه -هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +