الحلقة (14)
شفاء الأسقام بالطب النبوي بين النظرية والتطبيق
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الرابعة عشر ، تواصل تراثنا نشر حلقات ومقتطفات من دراسة (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق) أهدته الباحثة الاستاذة السعودية سلوي صقر حسين المحمد (*) لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بغرض تعميم الفائدة للباحثين والمهتمين.
آداب الحجامة
من أداب الحجّام ونقصد به القائم بعمل الحجامة وهي تتمحور في الآتي :
أولا : أن يكون الحجّام على أخلاق رفيعة .
.
ثانيا : أن تكون نيته في العلاج خالصة لوجه الله تعالى .
وفي هذا السياق يقول العلامة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – : (ما كل من أمسك بالمشرط حجَّام ) ، لأن لها قواعد ، ولها دروس ، ولها ثوابت ، ولها منهجية إسلامية نبوية ، ولها نتائج علمية محققة ، ولها أبحاث علمية كثيرة ، وهذا وحي محمد عليه الصلاة والسلام ( وما ينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحي ) النجم.
أوقات الحجامة
وفي هذا يقول الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحجامة على الريق أمثل ،وفيها شفاء وبركة ، وتزيد في الحفظ وفي العقل ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، فإنه ليوم الذي عافي الله فيه أيوب من البلاء ، وما يبدو جذام أو برص آلا في يوم الإربعاء ، أو في ليلة الأربعاء ” .
قال المناوي : الحجامة على الريق : ( أي قبل الفطر) أمثل ، وفيه شفاء وبركة ، أي زيادة في الخير ، وهي تزيد العقل ، وتزيد الحافظ حفظاً ، فمن كان محتجماً فليحتجم يوم الخميس ، وفي الموجز من فوائد الحجامة : تنقية العضو ، وقلة استفراغ جوهر الروح ، وهي علي الساقين تقارب العضد ، وتدر الطمث ، وتصفي الدم ، وعلى القفا لنحو رمد وبخر وقلاع وصداع ، خاصة ما كان في مقدم الرأس ، لأنها تورث النسيان .
قال أبن القيم : وتكره على الشبع ، لإنها تورث أمراضاً .
قال الشوكاني : ( قال صاحب القانون : أوقاتها في النهار الساعة الثانية أو الثالثة ، وتكره عندهم الحجامة على الشبع ، فربما أورثت أمراضاً رديئة ، لا سيما إذا كان الغداء غليظاً ، والحجامة على الريق دواء ، وعلى الشبع داء) .
وقد أخرح الطبري بسند صحيح ، عن ابن سيرين : قال : إذا بلغ الرجل أربعين سنة لم يحتجم ، قال الطبري : وذلك لأنه يصير من حينئذ في انتقاص من عمره ، وانحلال في قوة جسده ، فلا ينبغي أن يزيده وهنا بإخراج الدم .
استعمالات الحجامة وأماكنها في هدي النبوي
الاحتجام لكافة الأسقام ، وهو دواء لكل داء ،عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من احتجم لسبع عشرة من الشهر ، وتسع عشرة ،وأحدى وعشرين ، كان له شفاء من كل داء ) (1).
الأحاديث الضعيفة والموضوعة لأيام الأسبوع
1- (الحجامة يوم الأحد شفاء) : الحديث ضعيف جداً ، انظر : ضعيف الجامع ( رقم 2759 ) .
2-(الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر ،دواء لداء السنة ) : الحديث : موضوع ، انظر : ضعيف الجامع ( 2759 ) .
3- (من احتجم يوم الأربعاء ، أو يوم السبت ، فرأى في جسده وضحاً ، فلا يلومن ألا نفسه) : الحديث ضعيف.
الأحاديث الصحيحة بالنسبة لأيام الأسبوع
1-قال عليه الصلاة والسلام : ( إن خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين ) ، الحديث صحيح لغيره ، انظر صحيح الترغيب
.
2- عن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل ، وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين ) ،الحديث حسن ، انظر السلسلة الصحيحة رقم (908) صحيح الترغيب .
طالع : دراسة عن الإستشفاء والعلاج بالطب النبوي من الأسقام
غلاف الدراسة
(*) : الباحثة السعودية الأستاذة .سلوى صقر حسين المحمد ،باحثة في الطب النبوي ، عضو كرسي الشيخ يوسف عبداللطيف جميل – جامعة عبد العزيز ، عضو منظمة الطب الأصيل العالمية ،عضو في الجامعة الطبية الإلكترونية، ومرشحة لجائزة الشيخ زايد في دورتها الثالثة .
هامش
1) المصدر : الجامع الصغير | الصفحة أو الرقم : 8307 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
يتبع لاحقا..