الحلقة الثالثة
نصوص ملتقطة لمعركة الرقعي وحوادثها (1928-1930)

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

بين أيدينا الجمع الثالث لأحداث معركة الرقعي ( 1346 هجري – 1928م) في طبعة جديدة مزيدة ومنقحة أعددتها لحوادث معركة الرقعي التي وقعت عام (1346هجري – 1928م)،تحت عنوان (من تاريخ الكويت .. موقعة الرقعي) ، برواية الشيخ عبدالعزيز الرشيد نشرها في مجلته ( مجلة الكويت) .

المؤرخ الرشيد :
-
مجلة الكويت تسير على خطى الإمام “محب الدين الخطيب” حيث يقول ” أعوذ بالله من ساس ويسوس ، وماتصرف منهما ” ولا نكتب إلا الحقائق .
-
أظهر جلالة الملك بن سعود لأخوانه في الكويت استعداده لإعادة ما أخذه الإخوان من أموال الكويتيين ، ولو من خزينته الخاصة .
وقد سبقتها الطبعة الأولى في عام (2003) ، والطبعة الثانية بعنوان (مذكرات الجندي البريطاني فوجن في الكويت) صدرت عام (2021م) مزيدة ومنقحة ، وفيها تفصيل البيان في أسباب معركة الرقعي ، مع ذكر آراء الجندي البريطاني فوجن المشارك فيها والمعايش لها من وجهة نظره.
في الحلقة الثالثة من هذه السلسلة ، نأتي على تفصيل الأحداث كما اوردتها (مجلة الكويت) :
هجوم الإخوان على أطراف الكويت

ليس من غرضنا التفلسف في البواعث والأسباب التي حدت بالأخوان إلى الهجوم على أطراف الكويت والإفاضة في العواقب والنتائج ، التي قد تنبعث من جراء هاتيك الهجومات المتوالية ، فهذا مع كون الجرائد وبعض المجلات قد أفاضات فيه إفاضة لم تدع لقائل مجالاً ، فليس هو من خطة مجلتنا التي حضرنا عليها سلوك منهجه المدلهم ، أو التعمق في البحث عنه امتثالاً للأستاذ الإمام (1) عليه رحمة الملك العلّام حيث يقول ” أعوذ بالله من ساس ويسوس ، وماتصرف منهما” ! لاسيما ولنا في تعدد المواضيع العلمية والأبحاث الأدبية غنى عن التورط في مأرق السياسة التي لا دين لها ، ولا شرف ، ولا خلق ، ولا فضيلة .
الحفاظ على الحقيقة

إذاً .. فنحن إذا ما اضطررنا إلىة ذكر شيء من الحوادث التي لها مساس بالسياسة ، فإنما نذكرها كما هي ،وكما يصورها الواقع ، حفظاً لحقيقتها من الضياع ، ولأننا نود أن تكون مجلتنا هذه مصدراً صحيحاً فيما بعد لتاريخ الكويت ، وقبل الخوض في سرد بعض ما وقع ، من تلك الحوادث ، يجدر بنا أن نشير إلى الآثار السيئة التي أحدثتها إغارة الإخوان على أطراف الكويت وعربانها في نفس جلال الملك عبدالعزيز بن سعود .
رسائل متبادلة
فقد شرح جلالته تلك الآثار على صفحات الرسائل التي تبودلت بين جلالته وسمو أميرنا المعظم وإخوانه في الكويت ، وبالأخص قتل الشيخ علي بن سالم آل صباح ، وجرح قائد الحملة الشيخ علي آل خليفة آل صباح ، وأظهر جلالته أيضا استعداده التام لإعادة ما أخذه الإخوان من أموال الكويتيين ، ولو من خزينته الخاصة ، إذا لم يوفق لاستراد ما أخذوه من أيديهم ، وهذا هو الذي كان يُنتظر من جلالته إزاء الكويت وأهلها ، فعسي أن يكون ماجرى خاتمة المصائب بين الطرفين ، وعسي أن ينظر جلالته إلى الكويت بعين العطف الذي قال عنه ( ويستطيع أهل الكويت أن يعتمدوا على عطفه) (2)
طالع الحلقة الثانية :
رثاء صقر الشبيب لعلي بن سالم الصباح في معركة الرقعي
يتبع لاحقا ..
*رئس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
هامش :
1- الاستاذ الإمام هو : السيد محمد رشيد رضا – يرحمه الله
2- مجلة الكويت : ص 75 ، (75) .
-.
نقلا عن تراثنا – العدد 92
احجز نسختك
تواصل مع تراثنا