الحلقة (الأولى)
الديوانية تمثل أحد أعمدة العادات الموروثة والتقاليد الصميمة المتأصلة في التركيبة الاجتماعية
تراثنا – التحرير :
تتميز الديوانية الكويتية بقدرات مجتمعية تلقي بتأثيرها المباشر على متخذ القرار السياسي ، وتشكل عامل مهم في الدفع نحو اتخاذ قرارات تمس حاجات ومتطلبات المجتمع الكويتي اجتماعيا وثقافياً واقتصاديا .ولهذا تيمم القوى النخبوية والرسمية في خطاباتها شطر تجمعات الديوانيات بتنوع طوائفها وقبائلها واهتماماتها لسهولة الوصول إليها ، ولإدراكها بما تمثله من ثقل في الساحة يمكن الارتكاز عليه .
• الديوانية الكويتية : نمط مميز وفريد في المنطقة و تشكل أحد أعمدة العادات الموروثة والتقاليد الصميمة المتأصلة في التركيبة الاجتماعية .
• للديوانية تأثيرٌ ودورٌ في بلورة الأمور وتحليلها فهي أشبه ما تكون بالبرلمانات إلا أنها ليست الصبغة القانونية .
• ظهرت «الديوانية» كمكان يتجمع فيه الرجال مع بداية نشوء مدينة الكويت وظهور البيوت الحجرية انتقلت الفكرة مع العائلات القبلية .
دراسة أعدها الدبلوماسي : خالد المغامس
وفي اطار استجلاء ما تمثله الديوانية في معيار الدبلوماسية حرصت تراثنا على نشر جوانب من دراسة ” الديوانية السياسية : تأثيرها السياسي و الثقافي والاجتماعي ” للسفير السابق خالد محمد المغامس ..حيث يذكر في دراسته :
إن بناء الدولة المعاصرة لا توقفه قُصر مساحة أرض أو عدد سكانها وإنما تخلقه عزيمة الرجال وإصرارهم وطموحاتهم وهذا ما حققه رجال الكويت من العمل والتضحيات إلى أن وصلت الكويت إلى مكانتها الرائدة بين دول العالم. ولم تتوقف مسيرة الحياة المتشعبة والمتعددة التي شملت بناء الانسان الكويتي ومفاهيمه نحو ذاته ووطنه فلقد أصبحت التجربة الديمقراطية في الكويت من أنجح التجارب والتي افتقرت إليها العديد من دول العالم الثالث، وأصبحت الديمقراطية نبراساً ونبعاً للحرية واستطاعت الكويت أن تحقق الشيء الكثير.
تجربة فريدة
وبما أن التجربة الديمقراطية الكويتية مميزة في منطقة الخليج والعالم العربي فإنه تبرز أيضاً «الديوانية الكويتية» كنمط مميز وفريد في المنطقة والتي لها موقع كبير في نظامنا الاجتماعي والسياسي، فهي تشكل أحد أعمدة العادات الموروثة والتقاليد الصميمة المتأصلة في التركيبة الاجتماعية والتي ورثناها عن أجدادنا وآبائنا منذ نشأة هذا الوطن لا يمكن الاستغناء عنها.
ماذا تعني الديوانية ؟
إن الهدف من هذه الدراسة هو الإجابة عن العديد من الأسئلة التي ترد إلى الذهن حول طبيعة الديوانية وإيجاد الإجابة الشافية قدر استطاعتنا، فهي مساهمة متواضعة منا لوضع لبنة من أجل توضيح الدور الذي تلعبه الديوانية في حياتنا، فمنذ أن تفتحت أعيننا على هذه الأرض الطيبة ونحن نسمع ترديد تلك الجمل الشعبية الجميلة والتي لها وقع جميل في آذاننا ونفوسنا كالقول «أنا ذاهب إلى الديوانية» أو «نراك في الديوانية» أو «أنا قادم من الديوانية» تلك الجملة الجميلة وتلك الكلمة «الديوانية» ماذا تعني لنا في قاموسنا المحلي؟ وما موقعها من تراثنا ونظامنا الاجتماعي؟
كل هذه التساؤلات وغيرها التي ترد إلى الذهن حول طبيعة «الديوانية» تجعلنا نجد البحث عن دورها في تاريخنا المحلي وحياتنا العادية ومدى تأثيرها علينا من خلال ممارستنا لحياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية.
ومن هنا نرى بداية قبل الدخول حول تأثير الديوانية الاجتماعي والسياسي سواء قبل النفط أو بعده وانعكاسات ذلك على حياتنا النيابية أن نحدد أصل تلك الكلمة لغوياً وتاريخياً وأن نعرف من أين جاءت.
الأصل اللغوي والتاريخي
جاء في المنجد أن كلمة «ديوان» وجمعها دواوين ودياوين تعني مجتمع الصحف أي الكتاب الذي تجمع فيه قصائد الشعراء، أو الكتاب يُكتب فيه أهل الجندية وأهل العطية وسواهم، أو المكان الذي يجتمع فيه لفصل الدعاوي، أو النظر في أمور الدولة.
وكلمة «الديوان» كما جاء في دائرة المعارف الإسلامية مشتقة من كلمة فارسية افترض وجودها وهي «ديوان» وتمت هذه الكلمة بسبب لـ«دبير» أي الكاتب ويقال أن لها صلة بكلمة دب الآشورية.
وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته أن أصل هذه التسمية أن كسرى نظر يوماً إلى كُتاب ديوانه وهم يحسبون على أنفسهم كأنهم يتحادثون فقال «ديوانه» أي مجانين بلغة الفرس فسمى موضعهم بذلك وحذفت الهاء لكثرة الاستعمال تخفيفاً فقيل «ديوان». وهي سجلات الحساب العامة وكانت باليونانية في الشام ومصر وبالفهلوية في بلاد فارس في السنين الأولى من الفتح العربي الإسلامي ثم نقلت إلى العربية في زمن عمر بن الخطاب وظلت تكتب بهذه اللغة في هذا الوقت.
الديوانية عند الخلفاء
وأطلق الاسم بعد ذلك على مكاتب بيت المال ومن ثم توسع في مدلوله فعرفت به حكومة الخلفاء العباسيين، بل أطلق في عهد صلاح الدين على الخليفة نفسه. ومعناه أيضاً شبه الوزارة عند العرب بعد الفتح، فهناك «ديوان الزمام» وهو الذي تمسك به سجلات الدخل والخرج، و«ديوان التوقيع» وهو ديوان المحاسبة الذي كان يقوم رئيسه بمراجعة حساب الولاة. و«ديوان البر» الذي أنشأه علي بن عيسى وزير الخليفة العباسي المقتدر، وهو الديوان الذي كان ينتظر على بعض الضياع التي جعلها هذا الوزير من الأوقاف. أما «ديوان الخاتم» الذي أنشأه معاوية بن أبي سفيان فقد ظل إلى منتصف عهد العباسيين.
كما تدل كلمة «ديوان» في العربية والفارسية والتركية على مجموعة قصائد شاعر من الشعراء، ويرتب مثل هذا الديوان عادة ترتيباً أبجدياً بحسب القافية. كما يدل «الديوان» أيضاً على بناء كبير تجبى فيه المكوس وينزل به التجار الأغراب ويستعمل أيضاً مخزناً للبضائع وداراً للمقاصة.
الديوانية بالطريقة الكويتية
أشرنا فيما سبق إلى كلمة «ديوان» وما تعنيه لغوياً وتاريخياً إلا أن تلك الكلمة تختلف في المفهوم الكويتي عنها في أصل اللغة.«فالديوانية» تعني مكاناً منعزلاً من البيت له باب خارجي يتخذ خصيصاً لجلوس الرجال وهي بمثابة ناد يضم مجموعات من الناس تشكل مجتمعاً صغيراً حيث يتداولون في مختلف شؤون الحياة من معيشة أو تجارية أو سياسية أو أدبية أو فكرية.
بلورة الامور
ولمجتمعات الدواوين هذه تأثيرٌ ودورٌ في بلورة الأمور وتحليلها فهي أشبه ما تكون بالبرلمانات إلا أنها ليست الصبغة القانونية التي تتمتع بها البرلمانات وليس لها حصانات، لذلك فالحوار الذي يدور فيها يأخذ طابع الصدق والصراحة والحرية الكاملة بعفوية تامة وبدون تكلف. وهي ليست مقتصرة على أناس بذاتهم وإنما هي عامة للجميع يؤمها الداني والقاصي المتعلم وغير المتعلم لكنها أيضاً تضم أناساً متقاربين في الفهم متفقين في الرأي متساوين في المزاج وهذه الدواوين منتشرة في مختلف الأحياء والمناطق من البلاد فلا يمكن أن تجد حياً من أحيائها قديماً أو منطقة من مناطقها حديثاً دون أن تخلو منها وليس معنى ذلك أن كل مجتمع منها خاص بأبناء الحي أو المنطقة لكنه مفتوح للجميع من هنا وهناك حيث تجد فيها مستويات شتى من الناس في ثقافاتهم وفي حالاتهم الاجتماعية وغير الاجتماعية بل في مذاهبهم وعقائدهم.
وفي هذا المجتمع الصغير يتحاور الرواد مرة بهدوء ومرات بحدة مرة لا تسمعهم إلا همساً ومرة لا تسمع إلا صراخهم.
البداية بيت شعر
هذا ويذهب البعض إلى أن أساس نشأة الديوانية أنها جاءت من بيوت الشعر لدى البدو حيث كان الأعراب يخصصون جزء من بيت الشعر لاستقبال ضيوفهم ، وقد ظهرت «الديوانية» كمكان يتجمع فيه الرجال مع بداية نشوء مدينة الكويت وظهور البيوت الحجرية، وقد انتقلت الفكرة مع العائلات القبلية التي وفدت من الجزيرة العربية ، ثم بدأت تتطور الفكرة شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت كما هي معروفة بشكلها الحالي. هذا ويذهب البعض من كبار السن عندنا إلى القول بأن أول ديوان ظهر في الكويت كان مضيف وديوان أول حاكم للبلاد حينذاك وهو صباح الأول.
المجتمع الكويتي ما قبل النفط
تقع الكويت في أقصى الخليج العربي وهي على شكل مثلث ضلعه الشمالي في جنوبي العراق وضلعه الجنوبي على حدود المملكة العربية السعودية وضلعه الشرقي على شاطئ الخليج العربي.
والكويت تصغير لكلمة «كوت» وهي تعني القلعة أو الحصن وسميت بهذا الاسم لوجود حصن صغير كان قائماً وقد بناه في أواخر القرن الحادي عشر الهجري «محمد بن عريعر» (زعيم بني خالد).
وأول من شاد فيها البيوت الحجرية هم آل الصباح والعائلات الأخرى التي وفدت معهم حيث اتخذوها لهم مقراً.
السور الاول
إلى ما قبل الخمسينيات من القرن الماضي لم يكن المجتمع الكويتي يتمثل سوى في مدينة صغيرة قابعة على شاطئ الخليج وتتسم بطابع المدينة الصحراوية العربية وتعرف بمدينة الكويت يحيطها سور كبير وهو يمثابة المثال الحي لتضامن الكويتيين وقد بني هذا السور في عهد الشيخ «سالم المبارك الصباح من ١٧ من مايو – ٢٢ من يونيو عام ١٩٢٠ بذرة الوذلك على أثر معركة حمض ١٥ من مايو ١٩٢٠» وكذلك لصد هجمات الاخوان على المدينة، وقد تطوع أهالي الكويت جميعهم كل بمجهوده أو ماله لبنائه وكانوا يعملون فيه ليلاً ونهار حتى تم بناؤه في شهرين. وقد بلغ طول هذا السور حوالي خمسة أميال تتخلله خمس بوابات كبيرة وتسمى باللهجة الكويتية «دروازات» وأصلها لفظة فارسية وتعني البوابة وهي: دروازة بنيد القار، البريعصي، نايف أو الشامية، الجهراء، المقصب.
يبلغ ارتفاع السور نحو أربعة أمتار في حين بلغ سمكه في بعض الأماكن متراً يحيط بمدينة مساحتها ٧٥٠ هكتاراً وقد تم هدم هذا السور في شتاء عام ١٩٥٧ (٤ فبراير ١٩٥٧) ولم يتبق منه سوى البوابات كمركز خالد لكفاح الكويتيين في الحفاظ على مدينتهم. «ويعتبر هذا السور هو السور الثالث حيث تم بناء أول سور في ١٣ من ديسمبر ١٧٦٠ وحدوده تبدأ من نقعة سعود غرباً على الساحل القريب من البنك المركزي الحالي ويأخذ نصف دائرة ينتهي طرفها في الساحل الآخر على بعد أمتار من الديوان الأميري شرقاً». وقد بلغ طول هذا السور ٧٥٠ متراً فقط يحيط بقرية صغيرة مساحتها حوالي ١١٫٢٧٥ هكتاراً (الهكتار يساوي عشرة آلاف متر مربع) .
السور الثاني
أما السور الثاني فقد أنشئ عام ١٨١١ ثم جرى ترميمه عام ١٨٤٥ عندما عزم بندر السعدون (شيخ المنتفك) على غزو الكويت وكان له سبع بوابات بعد ترميمه ثم أضيفت له البوابة الثامنة (بوابة البدر) وبلغ طول هذا السور حوالي ٢٣٠٠م وبلغت مساحة المدينة حوالي ٧٢٤ كم.
احياء الكويت سابقا
لم تكن مدينة الكويت التي امتدت على طول شاطئ «جون الكويت» لأميال قليلة مزدحمة بالسكان نظراً لصغر مساحتها بل كان كل ما فيها أحياء عدة رئيسة يفصل بينها شارع رئيس يصل ما بين أهم أسواقهم وشاطئ الخليج. فالقسم الشمالي منه مقسوم إلى قسمين، فالذي يلي البحر يسمى «الشرق» والذي يلي البر يسمى «المرقاب» أما القسم الآخر فينقسم إلى قسمين أيضاً فالذي يلي البحر يسمى «القبلة» والذي يلي البر يسمى «الصالحية» أما حي «الوسط» فيقع في وسط المدينة بين الشرق والقبلة، وإلى جانب هذه الأحياء تناثرت بعض الأحياء الصغيرة.
الارتباط بالبحر
لقد كان لفقر بيئة الكويت الصحراوية وملاصقتهم لشاطئ الخليج أثره إذ تفتحت أعين الكويتيين على البحر فارتبطت حياتهم به ارتباطاً وثيقاً فاعتمدوا في تحصيل رزقهم على ما يذخر به فجابوا إلى مناطق نائية واعتمد المجتمع الكويتي في اقتصادياته على صيد السمك والغوص والسفر وجميع هذه الحرف بصفة الجماعية.
ما أن بدأ الكساد يدب في حرفة الغوص نتيجة لاكتشاف اللؤلؤ الصناعي في اليابان حتى أخذ المجتمع الكويتي يعاني فترة من الشدة الاقتصادية ومن ثم لم يكن أمامه سوى الاتجاه إلى استثمار السفر وقد نتج عن ذلك أن تغيرت بعض معالم المجتمع الكويتي الذي اتسم بعد ذلك بالطابع التجاري. ولعبت العلاقات الحرفية دوراً رئيساً في تحديد ملامح المجتمع الكويتي القديم.
الاسرة الكويتية
كانت الأسرة الكويتية بعلاقاتها الأولية وتقاليدها الاجتماعية هي الوحدة الأساسية في التنظيم الاجتماعي، وهي تستمد مكانتها من صلاتها القبلية التي انحدرت منها ومن علاقاتها بالنشاط الحرفي في الغوص أو السفر أو التجارة. لقد كان لكبير الأسرة الكلمة العليا في تصريف أمورها المالية والاجتماعية، والعلاقات العائلية تكاد تمحو شخصية الفرد، وتشترك الأسرة أو جزء منها في سكنى دار واحدة ويرجع السبب في هذا التجمع إلى ارتباط أفراد الأسرة جميعاً بمهنة واحدة وإلى صلات الرحم والمودة التي كانت طابع العلاقات الأسرية. هذا بالاضافة إلى قلة الامكانيات المادية المتوفرة لدى أفراد الأسرة والتي يتعذر معها استقلالهم في بيوت منفصلة.
لقد كانت معظم المساكن في الكويت القديمة متلاصقة وتتسم بالبساطة ورقة الحال وأكثرها يتكون من طابق واحد، أما بيوت كبار الكويتيين وأثريائهم فتشيد حول ساحتين مستقلة الواحدة منها عن الأخرى تخصص إحداهما بما تحتويه من غرف تطل عليها للنساء في حين تخصص الساحة الثانية بغرفها المطلة عليها كجناح للرجال وتعرف باسم «الديوانية» ولكل جناح مدخله الخاص.
الديوانية قديما
و«الديوانية» عبارة عن غرفة مستطيلة منفصلة عن المنزل لها باب خارجي يطل على الحوش «الفناء» منعزل وله باب على الخارج. وهي تكون مفروشة بالزل «السجاد» أو من البسط أو الحصير وتتناثر فيها بعض المساند ويتصدر الغرفة «الوياق» أو «الوجاغ» وهو الموقد الذي تصنع فيه القهوة والشاي فهو حفرة مجوفة مربعة لها حواشي مرتفعة قليلاً تبنى عادة من الجص أو الطين وعلى حافتيها مجلسان صغيران أقيم لكل واحد (متكأ) جدار صغير أحدهما يجلس فيه رب البيت بنفسه والثاني لصانع القهوة وأحياناً يوجد خلف المجلس الأخير أو عن يساره مخزن للحطب وحوله بعض الرفوف التي تصف عليها دلال القهوة النحاسية الصفراء والبيضاء ومرش الورد ومباخر العود وعلب البخور والهيل والاستكانات وهي كؤوس زجاجية صغيرة مستطيلة الشكل يشرب فيها الشاي. ومجموع آلات القهوة يسمى (دلالا) جمع (دلة) وهي مؤلفة من أباريق عدة مستوية أشكالها في حين اختلافها في الحجم والأسماء. ومن تلك الأباريق ما يصنع في نفس الكويت ومنها ما يجلب إليها من الخارج وتسمى آلات الشرب (فناجين) وكما قال الشاعر:
هات اسقتني قهوة قشرية فضحت
بكر المدام وشنف لي الفناجينا
تدعو إلى ما نحو فيه البقاء ولو
دعت إلى نحو ما فيه الفناجينا
لو أن ألفاً أحاطوا نحو ساحتها
قصد النجاة رأيت الألف ناجينا
يتبع لاحقا ..
*طالع الحلقة (الثانية) :
تأثير الديوانية على الوضع السياسي والثقافي
تواصل مع تراثنا