انتقاءات من مكتبة تراثنا
دراسة في نشأته وشيوخه وتلاميذه ورحلاته العلمية وآل فيروز
تراثنا – التحرير :
الغموض وندرة المعلومات عن أول من تولى الفضاء في الكويت ، تطلب التوصل إليها جهداً في تقصي وتجميع للبيانات من لقاءات واطلاعات وقراءات ، حتى اتضحت الرؤية بابعادها ، قدر المستطاع ، ولا يزال يبقى الباب مفتوحاً لمزيد من الزيادة والتنقيح والإضافة .
-
الكتاب ترجمة لآل فيروز وجمع لما تفرق من تراجم رجالاتهم وعلمائهم وحلهم وترحالهم ولم يكن بالأمر الميسر السهل .
-
تواجد آل فيروز في أشيقر وبريدة والأحساء والزبير وكان منهم القضاة والعلماء وينتسبون إلى وهيب الحنظلي التميمي .
-
وُلد قاضي الكويت محمد بن فيروز في أشيقر وتتلمذ على يد والده وخاله وشيوخ عدة وتلقى العلم في الأحساء وعاد لقريته ليكون أحد علماءها .
-
أصبح أحد علماء قطر المشهورين ، وولي القضاء لدى الخوالد ثم حلف العتوب ،واختاره صباح بن جابر قاضياً للكويت وتُوفي فيها .
-
سُمي حفيد لقاضي الكويت باسم على مسماه تكاتب مع المجدد الشيخ محمد بن الوهاب واختلفا في قضايا عقدية ما أوقع اللبس عند الناس بينه وبين جده .
يضع كتاب ( تاريخ العلامة قاضي الكويت الأول في الزبارة والكويت محمد بن عبدالوهاب التميمي الفيروزي الأشيقري) لجامعه د . محمد بن إبراهيم الشيباني(*) ركيزة البحث الأولى في هذا المجال ، ويجلي كثير من الحقائق المخفية عن هذه الشخصية والظروف التي رافقت نشأتها ، والبئية الاجتماعية والعلمية التي نشأت فيها ، وتتلمذه على يد مشايخ وعلماء ، وترحاله بين البلاد ، حتى استقر به المقام في الكويت، وتولى الفضاء فيها ومات هناك عام 1722م .
أهداف الدراسة
يرجع د . محمد بن إبراهيم الشيباني سبب تأليفه للكتاب ، إلى ما ذكره في المقدمة من قدوم شاب عليه في الثلاثين من العمر ، دخل عليه في مكتبه بمركز المخطوطات والتراث والوثائق ، معرفاً نفسه بأنه من أحفاد القاضي محمد بن فيروز !
وبين المؤلف استعجابه من وجود عقب في الكويت للقاضي (**)، خاصة وان الفاضي نشأته من الأحساء ، مشيرا أن الشاب كان لا يتوفر لديه وثائق عن جده الفاضي ، كما لم يقوموا بأي بحوث عنه .
ووضح د .الشباني في المقدمة محاولته في اعداد ترجمة آل فيروز جمع ما تفرق من تراجم رجالاتهم وعلمائهم ..مؤكدا أنه لم يكن بالأمر الميسر مع شهرة أكثرهم ولا سيما قاضي الأحساء محمد بن عبدالله وهو حفيد القاضي الأول .
من هم آل فيروز
وفي التمهيد يذكر الشيباني اصول وامتداد واماكن تواجد آل فيروز فيقول : في أشيقر ثم بريدة والاحساء والزبير .. منهم الشيخ عبدالوهاب بن محمد ابن عبدالله ابن عبدالوهاب ابن عبدالله ابن فيروز بن محمد ابن بسام بن عقبة ابن ريس ابن زاخر بن محمد ابن علوي ابن وهيب الحنظلي التميمي .
وُلد ( 1172 هجرية – 1758 م ) وتوفي ( 1205 هجرية – 1790 م ) والشيخ / محمد بن عبدالله ابن محمد بن عبدالوهاب بن عبدالله بن فيروز ابن محمد ابن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب ولد سنة (1142 هجري – 1729م ) وتوفي ( 1216 هجري – 1704م ) والشيخ / عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب بن عبدالله بن محمد بن فيروز بن محمد بن بسام بن عقبة بن رئيس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب ولد سنة (1072 هجرية – 1758 م ) وتوفي سنة (1135 هجري – 1722 م ) يرحمهم الله .
وهم من آل ريس من الوهبة من بطن حنظلة أحد بطون بني تميم ، وسبق لهم ترجمة عند ذكر علماء آل بسام ابن عقبة بن ريس بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب . انتهي كلام المؤلف (1).
فاضي الكويت الأول
وفي حديثه وتعريفه عن الفاضي الأول في الزبارة والكويت ( 1697- 1701م ) – (1706 – 1722 م ) عالم الزبارة الفقيه الشيخ محمد ابن عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله ابن محمد ابن فيروز بن محمد بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب التميمي نسبا ، النحدي الاشيقري مولدا ، الزباري عالما ، ثم الكويتي سكنا وقاضيا .
مواطن أسرة ال فيروز
كان موطن أسرة آل فيروز وأل عزاز الوهبة ، في بلدة أشيقر – إحدى بلدان الوشم النجدية – في الحزيرة العربية .
قال حفيده عالم الأحساء ( وأما الجد الشيخ محمد الذي سمي الفقير باسمه فإن مولده في نسة (1072 هجرية – 1661 ك ) في بلدة أشيقر ، ونشأ بها نشأة صالحة على يد والده و وشيوخ البلدان المجاورة ، حيث رحل لما قارب العشرين عاما ( 1680 م ) إلى الأحساء للتزود بطلب العلم على يد علمائها ، ثم رجع بلدته أشيقر عام (1683 م ) بعلم وفير ، فأصبح أحد فقهائها المشار إليهم ، ثم رحل للزبارة في قطر عام (1694م ) فاستقر بها مقامه احتى أصبح أحد علمائها المشهورين .
ويشير د . الشيباني إلى أنه ولي القضاء في الزبارة للخوالد ، ثم لحلف العتوب في عام (1109 هجري – 1697 م ) بعد ان اتخذه عميد أسرة آل صباح الشيخ صباح بن جابر ( العتبي ) قاضياً لهم في الكويت ، ثم توفي فيها عام (1722 م) ، يرحمهم الله .
شيوخه وتلاميذه
ويينقل المؤلف عن حفيده عالم الإحساء أن الجد أخذ العلم عن الشيخين المذكورين في سندي الفقه وهما : الشيخ سيف ابن محمد ابن عزاز الحنلي ( خالة قاضي بلدة أشيقر ) والشيخ عبدالوهاب بن عبدالله بن مشرف ( قاضي بلدة العيينة ) .
وتتلمذ على يديه مشايخ عدة من علماء نحد والزبير منهم :
- الشيخ أحمد ابن سليمنان بن علي ابن مشرف -“قاضي الكويت وعم الإمام محمد بن عبدالوهاب التميمي”.
- الشيخ سليمان بن ثاقب ( احمد أحفاد أمراء الزبير ) .
- الشيخ عبدالله بن محمد بن فيروز ( ابن قاضي الكويت ووالد عالم الأحساء .
- الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم بن عبدالوهاب بن فيروز ( ابن أخي قاضي الكويت محمد ابن عبدالوهاب بن فيروز ) .
ويستطرد المؤلف د .الشيباني : توفي قاضي الكويت الأول عن عمر يناهز 63 عاماً ، قال حفيده عالم الأحساء ( توفي الجد في السنة الخامسة والثلاثين بعد المئة والألف ( 1135 هجرية – 1722 م ) في البلاد المعروف بالكويت قرب البصرة وهو قاضيها ) .
استقرراه في الكويت
ترك قاصي الكويت الأول الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن فيروز من الابناء أبنا واحداً اسمه عبدالله ، انتقل بعد وفاته بعام من الكويت إلى الأحساء واستوطنها ، وأصبح واحداً من علماءها ، فكان له تلاميذ عدة ، انتفعوا بعلمه وفقهه .
واحتمع به ابن عمته الشيخ محمد ابن عبدالوهاب التميمي ( أثناء رحلته الأولى للأحساء قبل إعلان دعوته الإصلاحية ) إمام الدعوة في الأحساء وأعجب بحسن عقيدته وعلمه ، ورأي عنده كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وسر منه بذلك وأثنى عليه – يرحمهم الله .
ذريته ومحمد بن عبدالوهاب
وولد لعبدالله بن فيروز في الأحساء ابن أسماه باسم أبيه ( محمد ) عام ( 1142 – 1729 م ) وهو حفيد قاضي الكويت الأول ، وعالم الأحساء المشهور فيما بعد ، فتوافق ظهوره وشهرته قيام الإمام محمد بن عبدالوهاب بدعوته الإصلاحية في شرق الجزيرة العربية في حدود عام (1164 هجرية – 1750 م ) فتكاتبا وتبادلا رسائل ( شبيهة بالمناظرات ) حتى اختلفا في اصول الدين ، فأخذ الشيخ الإمام محمد ابن عبدالوهاب التميمي على محمد بن فيزوز الأحسائي واتباعه ( إباحة التوسل بالذوات وشد الرحال إلى القبور ونحوهما من وسائل الشرك والبدع ) والحق أن دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب دعوة واضحة جلية ، أعادت الناس إلى منهج رسو الله صلى عليه وسلم المنهل الأصلي .
سلفي العقيدة
وقال ابنه الشيخ محمد بن فيروز ( ص 19 ) : ( فأما الوالد – عبدالله – فتوفى فجر يوم الأحد السادس من شهر رجب سنة خمس وسبعين ومئة وألف – رحمه الله ) ووفاته في الأحساء ، فيكون عمره حين وفاته سبعين سنة ، وكان سلفي العقيدة رحمه الله ) (2).
هذا الكتاب
كتاب ( تاريخ العلامة قاضي الكويت الأول في الزبارة والكويت محمد بن عبدالوهاب التميمي الفيروزي الأشيقري – ومعه علماء آل فيروز في التاريخ ) جمعه وضبطه وعلق عليه د . محمد بن إبراهيم الشيباني ، من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، الطبعة الأولى ( 1437 هجري – 2016 م ) يقع في 37 صفحة من الحجم الوسط – يُطلب من دار الوراقين للنشر والتوزيع – الجابرية – الكويت )وفيه الكثير من التفاصيل لمن اراد الاستزادة والتوسع .
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
الصور : ( منتديات المدينة ) ، (الجزيرة )
هوامش :
** من ( ص 9-12) .
1- معجم أسر بني تميم في الحديث والقديم – حمد الناصر 474/2 .
2- علماء نجد خلال ستة قرون 2/627 ، وانظر السحب الوابلة 2/652-653 ،وتسهيل المسابلة لمريد معرفة الحنابلة 3 /1612 .