تراثنا – التحرير : تحمل ثانوية الشويخ ذكرى عطرة لقطاع واسع من أبناء حقبة الاربعينيات و الخمسينيات من القرن الماضي بصفتها أول ثانوية تفتح في الكويت .
-
ضاقت مبان المباركية على الطلبة فجاءت فكرة انشاء أكبر ثانوية في الشرق الاوسط بالشويخ .
-
رعى الشيخ عبدالله الجابر الصباح طرح مشروع الجامعة بكلفة 5 مليون جنيه استرليني عام 1953م.
-
درس في ردهاتها وصفوفها طلاب كويتيون وخليجيون وعرب وأفارقه ومسلمون من انحاء العالم .
-
تحول جزء من مبانيها إلى جامعة في عام 1972- 1973 .
-
ضمت مبانيها مختبرات علمية ودار سينما واستاد رياضي ومطاعم ومساكن طلبة والمدرسين وفق أحدث نموذج عصري .
بدء الفكرة
كان الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف صاحب فكرة انشاء ثانوية الشويخ في صورتها التي تراعي التطور التعليمي في الكويت و تنهض برسالته التي رافقت تحولها من ثانوية الى اول جامعة تقام على ضفاف الخليج .
أضخم ثانوية في الشرق الاوسط
وجاء التوجه بأنشاء ثانوية الشويخ عام 1953 م بعد ازدياد اعداد الدارسين في المدرسة المباركية وعدم قدرة منشآتها على استيعابهم ، ما حدا بدائرة المعارف التي يراسها الشيخ عبدالله الجابر الصباح إلى طرح مشروع ضخم لانشاء اكبر مدرسة ثانوية في الشرق الأوسط .
2.5 كم مساحة ثانوية الشويخ
وقد وقع الاختيار لإنشاء المشروع الطموح على ساحل خليج الكويت في منطقة الشويخ، على مساحة 2.5 مليون متر مربع ، تبعد عن مدينة الكويت بمقدار 6 كم ، حيث أطلق عليها اسم “المدينة الجامعية ” استشرافاً للمستقبل.
5 ملايين جنية للمباني و المنشآت
وتم أعتماد نحو 5 ملايين جنية استرليني لأقامه منشآت الجامعة ، حيث تمت المباشرة في البناء عام 1950 م .
مباني ضخمة و مختبرات
وضمت مباني الجامعة الضخمة كل الوسائل لجعلها نموذجية تواكب مستوى العالمي حينها ، حيث حوت ثلاثة مختبرات حديثة واسعة ومتحف ، وقاعة للرسم وعشرات الحجر الدراسية والصحية الكاملة ومطبخ من أحدث المطابخ ، وقاعة طعام صحية تتسع لألف طالب ، بالإضافة إلى مسجد يعد تحفة في البناء العربي الإسلامي ، ومنازل للمدرسين ، ومبنى المستشفى والصيدلة ، واستاذ رياضي وملاعب رياضية متنوعة ، ونادي للطلبة ونادي لاسر المدرسين.
تنوع الجنسيات
لم تقتصر الدراسة على ابناء المواطنين الكويتيين ، بل فتحت أبوابها لكل الجنسيات العربية والإسلامية والافريقية وغيرهم .
التحول الى جامعة
كان الطلبة المتخرجون من ثانوية الشويخ يبعثون للخارج لاستكمال دراستهم الجامعية ، ومع تزايد اعداد المبتعثين تم تحويل جزء من مباني الثانوية لتكون جامعة في عام 1972- 1973 ،وكان اول ناظر للمدرسة الاستاذ عبدالمجيد مصطفي وهو رئيس البعثة المصرية ، وجاء بعده الاستاذ سليمان عبدالرزاق المطوع ، ثم الاستاذ صالح العثمان ، ثم الاستاذ عبدالحميد الحبشي ، ثم الاستاذ حمود الرومي .
أرقام في تاريخ ثانوية الشويخ
- 65 -1957 تخرج 18 طالب كويتي في الآداب و31 طالب كويتي في العلوم كأول دفعة من طلبة ثانوية الشويخ .
- عام 58 – 1959 تخرج 499 طالب كويتي في الآداب و55 طالب كويتي في العلوم .
- وفي عام 58- 1959 ارتفع عدد طلاب القسم الداخلي بالمدرسة إلى 540 طالباً بينهم 230 كويتياً”43% “والباقي موزعون على جنسيات مختلفة بينهم تسعة باكستانيون .
وحين أنشأت جامعة الكويت , وقع الاختيار على ثانوية الشويخ لتكون مقراً لكلية الحقوق عام 72-1973 م وكلية الأداب عام 73-1974م وكلية الطب المساعد عام 1977 و زودت بالبنايات الحديثة لتكون سكناً خالصاً للمدرسين .
مجسم الكرة الأرضية
تشتهر ثانوية الشويخ بمجسم الكرة الأرضية الذي كان رمزا معبراً ، حيث صكت صورته على الدينار الكويتي في بدايات اصدار عملة الدينار , كما جاءت رمزا على مجلة “الكويت اليوم” الرسمية التي تحمل مراسيم الدولة وقوانينها ..
يذكر ان المجسم الرمز هدم بطريق الخطأ عند اعادة التوسعة وترميم المباني .
و يشار ألى ان المجسم كان هدية مقدمة الشركة المنفذة لمشروع الثانوية في عام1953 ..و تمت أعادة بناءه من جديد بالقرب من الموقع القديم الذي شغل بمنشأت جديدة.
برج الساعة
يمثل برج الساعة في ثانوية الشويخ رمزا وعلامة لافتة للمبني ،حيث بني على الطراز الاندلسي القديم ليراه الداخل الى مباني الثانوية ” الكليات حاليا” من كل جهات، وله أطلاله مميزة جميلة على البحر …وما زال المبنى قائما .
انا من خريجي ١٩٧٢ ثانوية الشويخ الجميلة وقد عاصرت المربين الافاضل الاستاذ عبد الحميد الحبشي طيب الله ثراه وعاصرت الاستاذ حمود الرومي والاستاذ يوسف الحميد والاستاذ يوسف خريبطوالاستاذ يعقوب الشراح والاستاذ جاسم الجيماز والاستاذ مرزوق الغنيم جزاهم الله عنا خيراً ورحم الله من مات منهم كانوا مثالاً يحتذى به لهم خالص التقدير
اعود مرة أخرى للكتابة عن ثانوية الشويخ الجميلة اذ انني اذكر انه كان على ساحلها سفينة بوم وكان مكتوباً على السفينة بيت من الشعر واظنه للشاعر محمد الفايز يقول فيه:
وعلى الضفافِ سفينةٌ مهجورةٌ
يبكي على ألواحها مسمارُ
فيالها من أيام جميلة حبذا لو تعود وتذكرني بقول أبي تمام :
ثم انقضتْ تلكَ السنونُ وأهلُها
فكأنّها وكأنّهم أحلامُ
شكراً لكل من ساهم في ذلك الصرح