مختارات تراثنا ” سوق الترك ” المصري
كتب – نيفين سراج
في منطقة المنشية داخل حارة ضيقة تبدأ من سوق الطباخين وحتى شارع الشوربجي، تسير خطوات فيها لتشم رائحة الخشب المميزة ودهاناته، وبعدها تجد ورش للنجارة وتلميع الأخشاب بعضها قديم يرجع إلى منتصف القرن الماضي، كما تجد العديد من معارض الأثاث، ويطلق على هذا السوق الذي كان يضم أكثر من 60 معرض ونحو 10 ورش للنجارة وتلميع الأخشاب “سوق الترك”.
سوق الترك
داخل أحد أقدم الورش وبوجه مبتسم وعيون متأملة يعود بها بالذاكره لتاريخ هذا السوق، يقول الحاج سيد محمد، من أقدم النجارين وأصحاب الورش في سوق الترك، “السوق ده نشأ حوالي في أربعينات القرن اللي فات، وكان في ورش كتيرة جدا لتصنيع الأثاث وأحلى عفش كنت تصنعه على مزاجك من هنا، لكن دلوقتي عدد الورش قلّ ومعارض الأثاث هي اللي زادت”.
وهو يشير إلى ورشته التي توجد داخل منزل قديم غير مرتفع، “كنت زمان هنا مش بنلاحق على الشغل، كان كل الناس حتى الأجانب والمشاهير كانوا بيجيبوا عفشهم كله من هنا، كانت زي دمياط، دلوقتي وطبعا للأسف أغلب الشغل دلوقتي بيجي جاهز من دمياط، واقتصر الشغل هنا في الورش على الطاولات الصغيرة والسراير والدواليب”.
تركت على أظافره وأصابعه علامات تدل على الكفاح والعمل وحب المهنة وهو يمسك علبة تلميع الأثاث ويضع فرشته فيها ليلمع طاولة كانت في يده، يعبر السيد العربي، استروجي، عن حبه لمهنته وأمله لعودة سوق الترك على ما كان عليه سابقا في تصنيع أنواع الأثاث المختلفه، قئلا: “أنا بحب شغلي هنا، السوق ده بقاله أكتر من 60 سنة في مهنة صناعة الأثاث والسوق نفسه يرجع تاريخه لأكثر من 100 عام، وقبل الاتجاه لصناعة الأثاث كان سكانه يبيعون الأراجيل والسبح”.
ويتابع العربي، “زمان السوق ده كان سكانه أتراك عشان كده اتسمى سوق الترك، كان مليان سياح من دول مختلفة بيشتروا أثاث من هنا زي روسيا وإيطاليا واليونان وتركيا، وكان في مشاهير وفنانين بيجوا هنا زي الفنان فاروق الفيشاوي والفنانة ليلى علوي”.
وفي ختام حديثه تمنى أن يعود الحال لسابقه قائلا: “رغم أن عقارب الزمن لا تعود إلى الخلف، لكن أحلم أن تعود مكانة سوق الترك كما كانت عليه في القرن الماضي.
الزميلة ولاد البلد