• Post published:23/12/2024

 

 

من جعبة الأفكار

ولكل مجتهد ..نصيب !

 

وسائل التواصل الاجتماعي تعدم براءة الأطفال وتستبيحها
وسائل التواصل الاجتماعي تعدم براءة النشء الجديد وتستبيحه

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

بحرها عميق ، بل لجي تلك الأجهزة التي تُسمى وسائل التواصل الاجتماعي أمثال (واتس أب ، X ، يوتيوب ، تيلجرام ، انستغرام ..) وغيرها .

 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

 

لقد فتحت الباب على مصراعيه لكل شيء ، من دون استثناء لأمر من الأمور ،مهما صغر أو كبر ، ضعف أو عظم ، يجوز أو لايجوز ، مُباح أو غير مُباح ، أخلاقي أو أباحي ، قانوني أو غير قانوني.

 

فكل دكاكين العالم ، وما تملك من بضائع طيبة أو خبيثة، تحرق الأخضر واليابس ، أو تبقيهما ، تُعرض في هذه الأجهزة ،ومن دون قرع باب أو أستئذان ، المكان لا حرمة فيه ، مفتوح للصغير والكبير ، والمراهق والبالغ ، تراه منزوياً في ربعة ، أو منزوية مثله ، لاتدري ماذا يُشاهد أو تُشاهد ، وماذا يقول أو تقول من موافقات أخلاقية أو ممنوعات من المفاسد المتنوعة في القول والفعل !

 

مخاطر الغرق بعوالم وسائل التواصل الاجتماعى الاخلاقية والفكرية
مخاطر الغرق بعوالم وسائل التواصل الاجتماعى الاخلاقية والفكرية

 

حسناً فعل أهل البر والإحسان والقرآن والعلم والمعرفة والتاريخ والثقافة والساسة من نسر الفوائد بين المطلعين في اليوتيوب وغيره ، من محاضرات أو ندوات أو أخلاقيات في هذا الخضم ،من الزوابع والأمواج المتلاطمة ، من شذوذ البيئات وسيئات أخلاقها وجنونها وفنونها، التي لا تقبل بها أصحاب الفطر السليمة والأرواح الطيبة والقلوب الطاهرة .

 

 

لقد سد أولئك الأجواد في ذلك المكان (اليوتيوب) وغيره، بعضاً من الثغرات والثقوب السوداء ، تُذكر وتنصح الذين أسرفوا في مطالعات ومشاهدات ذلك الخبث المقنن والمخطط له من قبل دور ومصانع عالمية لافساد الإجيال في كل مكان في العالم ، يمسحون من صدورهم تلك البراءه والفطرة الطيبة والأخلاقيات النبيلة ، ومنذ حداثة اسنانهم ، فيصبح جيلهم أو الجيل القادم عموماً ،جيلاً مريضاً ، كسيحاً ، قد أتلفته تلك المشاهدات الإباحية النتنة والمحرمة شرعاً ، والأفكار الهدامة والمجرمة قانوناً.

 

جريمة سرقة العقول والمباديء والقيم
جريمة سرقة العقول والمباديء والقيم

أجهزة الهواتف المتنوعة اليوم أصبحت بيد الجميع ، من دون تحديد لسن معينة ، ولكن هل يستطيع أي أحد منعهم من القول المخالف أو النظر المحرم ؟! لا أحد .

 

إذا هو فضاء مفتوح يحتاج إلى دراسة متعمقة يليغة ، دافعها الخوف والحرص والإنقاذ للجيل ، بل للناس أجمعين ، وهو المقصد الذي كتبت من أجله هذه المقالة ، هو حفظ الدار ،و عدم اتهام الجار ، اي إنقاذ للجميع ، فالتيار قوي جارف ، وصعب على نفسي أن لا أقول شيئاً تجاه ذلك ، ويكون عدم المبالاة بالأخرين هو مسلكي ،و مسلك الطيبين الطاهرين ، حتى لا نكون مثلما قيل في المثل :” السلام عليك ياجاري ، أنت في دارك وأنا بداري ” فهذه أنانية خالصة ..!!

 

أو ذاك الذي يضع في رأسه في الحفرة ، كما تفعل النعامة حين الشدة والبأس ، ولا يكثرث بحال أهله ومجتمعه ووطنه وأمته ..

 

والله المستعان ..

 

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 92

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 92- جمادي الآخرة 1446 هجري - ديسمبر 2024 م

 

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

اترك تعليقاً