من جعبة الأفكار
ولكل مجتهد ..نصيب !
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
بحرها عميق ، بل لجي تلك الأجهزة التي تُسمى وسائل التواصل الاجتماعي أمثال (واتس أب ، X ، يوتيوب ، تيلجرام ، انستغرام ..) وغيرها .
لقد فتحت الباب على مصراعيه لكل شيء ، من دون استثناء لأمر من الأمور ،مهما صغر أو كبر ، ضعف أو عظم ، يجوز أو لايجوز ، مُباح أو غير مُباح ، أخلاقي أو أباحي ، قانوني أو غير قانوني.
فكل دكاكين العالم ، وما تملك من بضائع طيبة أو خبيثة، تحرق الأخضر واليابس ، أو تبقيهما ، تُعرض في هذه الأجهزة ،ومن دون قرع باب أو أستئذان ، المكان لا حرمة فيه ، مفتوح للصغير والكبير ، والمراهق والبالغ ، تراه منزوياً في ربعة ، أو منزوية مثله ، لاتدري ماذا يُشاهد أو تُشاهد ، وماذا يقول أو تقول من موافقات أخلاقية أو ممنوعات من المفاسد المتنوعة في القول والفعل !
حسناً فعل أهل البر والإحسان والقرآن والعلم والمعرفة والتاريخ والثقافة والساسة من نسر الفوائد بين المطلعين في اليوتيوب وغيره ، من محاضرات أو ندوات أو أخلاقيات في هذا الخضم ،من الزوابع والأمواج المتلاطمة ، من شذوذ البيئات وسيئات أخلاقها وجنونها وفنونها، التي لا تقبل بها أصحاب الفطر السليمة والأرواح الطيبة والقلوب الطاهرة .
لقد سد أولئك الأجواد في ذلك المكان (اليوتيوب) وغيره، بعضاً من الثغرات والثقوب السوداء ، تُذكر وتنصح الذين أسرفوا في مطالعات ومشاهدات ذلك الخبث المقنن والمخطط له من قبل دور ومصانع عالمية لافساد الإجيال في كل مكان في العالم ، يمسحون من صدورهم تلك البراءه والفطرة الطيبة والأخلاقيات النبيلة ، ومنذ حداثة اسنانهم ، فيصبح جيلهم أو الجيل القادم عموماً ،جيلاً مريضاً ، كسيحاً ، قد أتلفته تلك المشاهدات الإباحية النتنة والمحرمة شرعاً ، والأفكار الهدامة والمجرمة قانوناً.
أجهزة الهواتف المتنوعة اليوم أصبحت بيد الجميع ، من دون تحديد لسن معينة ، ولكن هل يستطيع أي أحد منعهم من القول المخالف أو النظر المحرم ؟! لا أحد .
إذا هو فضاء مفتوح يحتاج إلى دراسة متعمقة يليغة ، دافعها الخوف والحرص والإنقاذ للجيل ، بل للناس أجمعين ، وهو المقصد الذي كتبت من أجله هذه المقالة ، هو حفظ الدار ،و عدم اتهام الجار ، اي إنقاذ للجميع ، فالتيار قوي جارف ، وصعب على نفسي أن لا أقول شيئاً تجاه ذلك ، ويكون عدم المبالاة بالأخرين هو مسلكي ،و مسلك الطيبين الطاهرين ، حتى لا نكون مثلما قيل في المثل :” السلام عليك ياجاري ، أنت في دارك وأنا بداري ” فهذه أنانية خالصة ..!!
أو ذاك الذي يضع في رأسه في الحفرة ، كما تفعل النعامة حين الشدة والبأس ، ولا يكثرث بحال أهله ومجتمعه ووطنه وأمته ..
والله المستعان ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
نقلا عن تراثنا – العدد 92
تواصل مع تراثنا