الحلقة الثانية (الأخيرة)
شيخة الصباح حرم الشيخ صباح الناصر تتحدث عن كواليس أحدات مجهولة
تراثنا – التحرير :
في الجزء الثاني والأخير ،تستأنف تراثنا نشر معاناة الشيخة شيخة صباح السالم الصباح وزوجها الملقب ببطل المقاومة الشيخ صباح الناصر السعود الصباح من جراء الاحتلال العراقي للكويت في الثاني من أغسطس 1990 .
يتابع اليوتيوبر صاحب حساب “حسين يفكر” نقل جوانب لقاءه الذي تفرد به مع الشيخة شيخة الصباح ، حيث تروى له عمليات التخفي والتنقل بين نحو 14 بيتاً ، هروباً من مطاردة الإستخبارات العراقية الحثيثة، بحثاً عن أفراد أسرة الحكم ، وكل ما يمت بصلة للمقاومة الكويتية أو داعميها .
حصة الصباح :
-
د .بشير أستنكر تواجدي في بنك الدم للتبرع في وقت قُتل خالي وحُفظ جثمانه في ثلاجة المستشفى وازداد البحث عن أبناء الأسرة !
-
مضاعفات حمل فاجأتني أثناء زيارة صديقتي في كيفان ورفضت العلاج بالمستشفى فحذرتني مختصة في الطب الإسلامي من التعرض للإجهاض !
-
تنقلت وزوجي الشيخ صباح الناصر بين 14 مسكناً في مناطق مختلفة فراراً من رصد الاستخبارات وحينها تعرفت على أسرار القبندي وحزنت لاستشهادها.
-
القوات العراقية داهمت بيت خاجة حيث اخفى زوجي مليون دينار في صندوق قديم .. وبطريقة ما أختفى المبلغ ولم يتمكن الجنود من العثور على شيء !
-
علمت بتحرير الكويت من أصوات الضجيج في الشوارع فسارعت مباشرة لمعاينة قصر الشعب ودسمان ومنعني جنود كويتيين من الدخول .
ومن الأحداث التي جرت في أيام الاحتلال الأولى ، تروى شيخة الصباح التي فضلت عدم الظهور في التسجيل (يوتيوب ) أنها أتجهت مع صديقتها غنيمة الفهد إلى بنك الدم بغرض التبرع ، إثر تناهي أنباء عن نقص شديد في مخزون الدم لدى البنك مما يعرض الصامدون في داخل من مرضى ومصابين بجروح المقاومة للخطر .
وأفصحت عن استخدامها هوية مزورة لأمرأة متوفاة حديثاً لاخفاء هويتها الحقيقة ، واثناء قيامها بالتبرع ، تصادف مرور مدير بنك الدم آنذاك د . عبدالعزيز بشير – يرحمه الله – الذي انتابته تساؤلات بشأن هوية المتبرعة .
وما أن وقع نظره على الشيخة ، ادرك شخصيتها الحقيقة فوراً ، وتساءل مستنكراً عن سبب تواجدها في مرفق عام ، في وقت من شأنه تعريضها لإعتقال الأستخبارات العراقية المنتشرين في كل مكان.
وأبلغها أن خالها وقع بين أيدي استخبارات الغزو واستشهد ، وهو في ثلاجة الموتى في المستشفي ، ورغم الخبر المؤلم الوقع على أسماع شيخة الصباح ، إلا انها تمالكت نفسها ، حيث قام د .بشير شخصياً بنقلها بعيداً عن البنك ، واستقر بها المقام في مسكن غنيمة الفهد .
البحث عن طبيبة
يقول اليوتيوبر “حسين يفكر” أن الكثيرون يجهلون أن الشيخة شيخة الصباح ، كانت خلال فترة الغزو حاملاً ، وتعرصت أثناء زيارتها لصديقتها فوزية المنصوري من سكان كيفان ، إلى مضاعفات صحية ناتجة عن الحمل .
غير إنها رفضت مراجعة مستشفى الصباح المختص بإمراض الولادة ، لوقوعه تحت إدارة شخصية عربية توالي بلاده الاحتلال الصدامي للكويت ، وصُنف باعتباره من رعايا (دول الضد) حينها.
ونظراً لحساسية وضع الشيخة مع خطورة حالتها الصحية، اضطرت المنصوري للاستنجاد بأهالي الجوار من سكان المنطقة ، وعثرت على جارة تُدعي سلوى من مركز الطب الإسلامي ،التي أوصتها بعد المعاينة بضرورة نقلها للمستشفى ، باعتباره عرضة للإجهاض .
وأمام الأصرار عليها بالمراجعة ، اضطرت الشيخة حصة الصباح إلى كشف هويتها الحقيقية التي تخفيها ، وبينت أنها عرضة للمطاردة ، وقبالة هذا الوضع الحرج تداركت الجارات من ذوي الخبرة في الطب الأمر، وانتهى الامر بسلام .
حصة الصباح واسرار القبندي
وبمرور الأيام ، ومع تضييق الخناق على المقاومة الكويتية ، بلغ عدد البيوت التي أنتقل إليها شيخة الصباح وزوجها فراراً من رصد الاستخبارات نحو 14 بيتاً في مناطق عدة.
كان من بين تلك البيوت بيت أحمد خاجة في منطقة مشرف ،حيث توثقت العلاقات مع من تجمعوا في البيت من الناشطين مع المقاومة،ومنهم أسرار القبندي – يرحمها الله – و طلال مبارك ،وغنيمة الفهد ، ونزيه خاجة .
وتقول عن توطد علاقتها بالقبندي ، : عندما حل فصل الشتاء ، لم يكن لدي ما ألبسه ،ففوجئت بسارة القبندي تحضر شنطة ملابس شتوية تعود إلى السيدة لولوة الخليفة التي كانت خارج الكويت ،
مداهمة البيت
ومن الاحداث الفارقة ، تروي أحدث مباغتة استخبارات الجيش العراقي لهم في بيت خاجه، مع أفراد من المقاومة ، فتقول :
في احدى الأيام فوجئنا بإقتحام الجنود بيت أحمد خاجة ، وبدأوا بتكسير الأثاث والتخريب والتفتيش، والتحقيق مع المتواجدين ، وتصادف ان كان زوجي الشيخ صباح الناصر قد أودع مليون دينار بصندوق قديم(مبيت) ، واحتفظ معه بأوراق تحمل إسماء شخصيات من المقاومة وأرقام كان يتواصل معهم .
اختفاء المليون دينار
وتقول أنها تدراكت الأمر وخاطبت الشيخ ناصر باللغة الأنجليزية مذكرة أياه بضرورة التخلص من الأوراق التي معه ، فما كان منه إلا أن أستاذن الجنود ليودعني للخروج، وأن يبقى هو معهم ،فأذنوا له ، وفي أثناء ذلك دس في يدي الأوراق ،فخرجت بها دون انتباههم ..ولكن ما الحل مع المال في الصندوق !!
الغريب أن الجنود أثناء عمليات التفتيش الدقيقة لم يعثروا على شيء في المنزل ، وكان الصندوق فارغا من المال ..فغادروا !
وعن خلفيات هذا الحادث الغريب ، يكشف اليوتيوبر ” حسين يفكر ” ما دار قبل الهجوم على الدار ، فيقول :بالعودة إلى الوراء بنحو 6 ساعات، لاحظ حمد السعيد” ابو صقر” الذي كان من ضمن المتجمعين في منزل خاجة ، أثناء خروجه مداهمة الجنود العراقيين لبيوت منطقة مشرف.
وضياع 20 ألف دينار
فتوجس خوفاً ،فعاد مباشرة وأخذ المليون دينار وجمعها في كيس بلاستيك ، وأودعها في سيارة قديمة بجوار البيت، وعند عودته للداخل ،فوجيء من في الداخل بمداهمة الجنود للبيت ، فلم تتح له فرصة إبلاغ الإخرين بما فعله.
ولكن الصدمة الأكبر أن الجنود العراقيين ، بعد انتهاء التفتيش ،صادروا السيارة القديمة المهملة، وسحبوها إلى ساحة مخفر منطقة بيان ،دون علمهم بوجود المليون دينار المخبأة داخلها !
ولاستعادة الأموال ،تمت الإستعانة بمجموعات المقاومة الأخرى ، وكان ان تصدت مجموعة المسيلة للأمر ، وقاموا بمهارة وخفة باستبدال السيارة المطلوبة في ساحة المخفر، بسيارة أخرى شبيهة قديمة .
ويبدو أن المفاجآت لا تتوقف عند حد،إذ أتضح أن السيارة الشبيهة البديلة، هي الأخرى كانت مخبأ لأموال فريق من المقاومة ، تقدر بنحو 20 ألف دينار !ّ تمكن الجنود العراقيين من العثور عليها أثناء تفتشيهم المركبة ومصادرتها !
طالع الحلقة الأولى :
أبنة حاكم الكويت الثاني عشر تروي حكايتها مع إيام الإحتلال
استشهاد القبندي
ومع تصاعد مواجهة المقاومة للغزاة ، ينقل اليوتيوبر “حسين يفكر” عن الشيخة شيخة الصباح قولها ، أن زوجها الشيخ صباح الناصر – يرحمه الله – أصبح مطلوباً ومعمماً عليه من قبل الإستخبارات ، مما اضطره إلى الأختفاء في عدة أماكن والتخفي بإشكال عدة مختلفة للتمويه ، وفي حينها، نُقل إليها خبر أستشهاد أسرار القبندي والقاء جثتها أمام منزلها، مما أصابها بحزن شديد عليها .
عودة الشرعية
وفي يوم التحرير ، تقول إنها سمعت اصوات الضجيج وأصوا ت عالية في الشوارع ، فخرجت لتستعلم الأمر ، وعلمت حينها بتحرير الكويت من الغزو العراقي ، فذهبت فرحة مباشرة بشوق ووله إلى قصر الشعب ودسمان للمعاينة ، ولم يسمح لها في حينها بالدخول لوقوع القصورالأسرة الحاكمة تحت حراسة الجنود الكويتيين ..
في الختام ، وبعد كل تلك الأحداث ألتئم جمع الشمل والأسرة من جديد بعد معاناة وفرقة..وعادت الشرعية للبلاد .