أرادوا مسحها من رؤوس الناشئة
لن تموت أمة القرآن وستظل باقية ما بقي الزمان والمكان
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
انتهى العلماء في الغرب منذ زمن بعيد إلى الإيمان بقيمة الآثار القديمة والمخطوطات الأصلية ،فانصرفوا إليها ينقبون عنها ويبحثون فيها في جد وشوق لأنها الطريق إلى كتابة التاريخ ودراسة الحضارات ،وفهم الحياة من جوانبها المختلفة ونواحيها المتعددة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفنية والأدبية ” العلامة د . سامي الدهان – يرحمه الله “.
-
الدهان : انتهى العلماء في الغرب إلى الإيمان بقيمة الآثار القديمة فانصرفوا إليها ينقبون فيها لأنها الطريق لكتابة التاريخ وفهم حضاراته .
-
أشغلتنا الحرب العالمية الثانية والحروب المتعددة في بلادنا العربية والإسلامية عن التنقيب عما تركته العقول العربية في عصورها الزاهرة.
-
المتقاتلون في العراق والشام حطموا الآثار والقلاع والحصون والقصور وسويت المكتبة الأحمدية بالأرض لقطع الصلة مع حضارتنا !
قضى هذا الرجل (الدهان) سني حياته ينقب ويحقق ويرحل لاكتشاف نوادر التراث مثله مثل أقرانه واساتذته وغيرهم في عالمنا العربي والإسلامي .
بل كان من الحرص أن يوغل في عميق الأماكن وأصعبها بحثاً عن تراث هذه الأمة ، فقد دخل برلين المقصوفة والمتهدمة بحثاً عن المخطوطات في عام 1952م ، وفي ربوع أوروبة وبرلين ثانية في عام 1953م ، ثم في وكر النسر (قصر هتلر) في التاريخ نفسه ، وقبل ذلك في برلين عام 1951م ، ويبحث عن ميراث المتنبي .
بل أنه أوغل أكثر عندما زار برلين قبل ذلك أيضا في أثناء الحرب الكونية الثانية ثم بعدها مباشرة في عام 1948 م .
لقد ذهب سامي الدهان وعبدالسلام هارون ومحمود الطناجي ومحمد بهجة الأثري وطاهر الجزائري وحمد الجاسر وعبدالستار فراج وأحمد تيمور وأحمد زكي وغيرهم كثير ، وكثيراً جداً إلى رحمة الله ، ممن كانت لهم عناية بتراث العربية في جوانبه المتعددة كما ذكره الدهان في مقدمة كتاب “درب الشوك” ، وهي الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفنية والفكرية وغيرها .
لقد اشغلت الحروب المتعددة في ديارنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان وفلسطين المحتلة وفي ديارنا الإسلامية مثل افغانستان وباكستان ، الجميع عن التفكير بما كان يفكر فيه نوابغ الأمة وعلماؤها الماضون من البحث والرحلة والتفتيش والتنقيب عما تركته العقول العربية وعصورها الزاهرة من علوم إنسانية متنوعة .
إنهم يحاولون تحطيم حضارتنا وطمسها ومسحها من الأرض كما يفعل المتقاتلون هناك في الشام والعراق من تحطيم الآثار مثل القلاع والحصون والقصور مثل قلعة حلب والمكتبة الأحمدية التي سويت أكثرها بالأرض أما في العراق فقد ديس على الحضارات القديمة .
أرادوا تسويتها بالأرض واستطاعوا على الكثير منها ، وأرادوا طمسها ومسحها من عقول الناشئة حتى لا يبقي لهم حضارة أو علوم تركها أجدادهم يتغنون بها ويفاخرون بها بين الأمم .
لن تموت أمة العربية والقرآن ، ستظل باقية ما بقي الزمان والمكان ، وسينشأ جيل ينهض بالأمة كما نهض من سبقهم من أجيال مرت أيام المغول والفرس والصليبيين ثم الاستعمار الحديث .
هذه الأمة لن تموت ولغتها ابداً مادام كتاب الله بين أيدينا ، نقرأه آناء الليل والنهار والحافظ له هو رب العباد .
والله المستعان .
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا .
أحمد تيمور, أحمد زكي باشا, أمة الإسلام والقرآن, أيام المغول والصليبيين والاستعمار الحديث, البحث عن المخطوطات, التنقيب عن الآثار القديمة في الغرب, الحروب وسرقة التراث, الدكتور محمد بن إبراهيم الشيباني, الطريق إلى كتابة التاريخ والحضارات, المؤرخ حمد الجاسر, برلين والتراث العربي والإسلامي, تدمي قلعة حلب, تدمير الآثار في العراق والشام, تدمير مكتبة الأحمدية, تراث المتنبي, دراسة الحضارات, سرقة التراث العربي والإسلامي, طاهر الجزائري, عبدالستار فراح, عبدالسلام هارون, قصر هتلر, مجلة تراثنا, محاول طمس الحضارة الإسلامية, محمد بهجة الأثري, محمد سامي الدهان, محمود الطناجي, مركز المخطوطات والتراث والوثائق, وكر النسر