• Post published:14/07/2018

أدب الرحلات (الحلقة 2) والأخيرة

من جعبة السياحة في أرض الله الواسعة 

 

العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز "يرحمه الله"
العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز “يرحمه الله”

 

تراثنا –  د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه..تعود علاقتي به إلى سنة 1974 ، عندما زرته في دار الإفتاء في الرياض، بقصد أخذ مجموعة من الكتب الكبيرة جداً وتوزيعها على خمس وعشرين  من ذوي الاختصاص بالعلم الشرعي والدعوي آنذاك ..وفي حلقتنا الثانية والأخيرة نستكمل جانب أمن حداث الرحلة .

 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد بن إبراهيم الشيباني

 

د. الشيباني

  •  اكرم الشيخ بن باز وفادتنا عليه واستضافنا في بيته على دعوة لتناول الغداء مع ضيوفه .

  • 5000 كتاباً توزع على 25 طالباً من طلبة العلم الشرعي بالكويت لكل منهما 250 كتاباً .

  • عندما  هممنا بالعودة للكويت محملين بالكتب سألنا أصحاب الشاحنات : أتريدونها قانونية أم تهريب ؟

 

كان نصيبي ورفيقي في الرحلة الأخ الكريم عبدالعزيز الصقر لكل منا 250 كتاباً ، كلُ على حدة، ومثلها لتوزيعه على 25 طالب من طلبة العلم الشرعي في الكويت، وهي تعُد من عيون تراث الأمة وخلاصة ما صنف علماؤها ، بيد أن رحلتنا استغرقت ثلاثة أيام ، لوعورة الطريق ومشاقه ، وخاصة وأن سيارتي المسكينة كانت قديمة من طراز (فيات 124)، ثقيلة الخطى وبطيئة السرعة، في حين ان الطريق الممتد من الرياض إلى المنطقة الشرقية كان قيد الإنشاء والتنفيذ آنذاك .

 

وصلنا إلى الرياض القديمة ، حيث مدخلها بين بقية جبلين ، والتقينا الشيخ عبدالعزيز بن باز “رحمة الله عليه”  واكرمنا ، حيث أعتاد أن يتناول وجبة غدائه دائماً مع الناس في بيته .

 

العلامة عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله
العلامة عبدالعزيز بن باز -يرحمه الله 

 

أثنى الشيخ عبدالعزيز بن باز على الجهد ، وبارك فيه بعد أن ضيَّفنا على الغداء ، وقال أحضروا سيارة كبيرة لنقل الكتب ، وعندما ذهبنا إلى صفاة سيارات الأجرة الكبيرة، قال : تريدونها قانونية أم تهريب ؟ ! أي نخرج بحمولة الكتب بطريقة نظامية قانونية أو عبر مسالك أخرى برية غير مطروقة ؟

 

قلنا :بل.. قانونية أعاذنا الله من التهريب، وكان آنذاك على أشده ، حيث كانت الحدود مفتوحة بين البلدين ، وكانت هذه طريقة تجار السجائر عندنا لتهريب هذا السم القاتل إلى المملكة آنذاك .

 

 طالع الحلقة الأولى :

الشيخ بن باز كما عرفته

 

 

 

وبعد حادثة الحرم المكي / بدأت تتغير الاستراتيجية الحدودية بين البلدين خشية دخول التكفيريين بالمصطلح القديم ، والإرهابيين بالمصطلح الجديد .

 

وبعد رجوعنا إلى الكويت عقب أيام من وصولنا ، وصلت السيارة “الوانيت ” إلى صفاة الكويت ، فتسلمت الكتب و وزعتها على المعنيين ، ومازالت هذه الكتب عندي أنهل منها علومها ، ومنذ ذلك الحين وجميع من حل في ديوانيتي استفاد منها ، وكان يؤمها عشرات الناس ، وطلبة العلم والعلماء والزوار الذين كانت ديوانيتي هي مضافتهم وقبلتهم العلمية والدعوية آنذاك ، والحمدلله …

 

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق  ومجلة تراثنا

 

 

تواصل مع تراثنا

اترك تعليقاً