الحلقة الثانية
نصوص ملتقطة لمعركة الرقعي وحوادثها (1928-1930)
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
بين أيدينا الجمع الثالث لأحداث معركة الرقعي ( 1346 هجري – 1928م) في طبعة جديدة مزيدة ومنقحة أعددتها لحوادث معركة الرقعي التي وقعت عام (1346هجري – 1928م)،تحت عنوان (من تاريخ الكويت .. موقعة الرقعي) ، برواية الشيخ عبدالعزيز الرشيد نشرها في مجلته ( مجلة الكويت) .
وقد سبقتها الطبعة الأولى في عام (2003) ، والطبعة الثانية بعنوان (مذكرات الجندي البريطاني فوجن في الكويت) صدرت عام (2021م) مزيدة ومنقحة ، وفيها تفصيل البيان في أسباب معركة الرقعي ، مع ذكر آراء الجندي البريطاني فوجن المشارك فيها والمعايش لها من وجهة نظره.
في الطبعة الثالثة الجديدة جاء ذكر الابيات الشعرية التالية انشدها صقر الشبيب ، ونشرتها ( مجلة الكويت) في ذكرى استشهاد الشيخ علي بن سالم الصباح قائد الجانب الكويتي– يرحمهما الله – وجاء فيها :
ذكرى الشيخ علي بن سالم آل صباح
يقولون لي إنا عهدناك يا صقر
إلى الصبر تدعو كل من أحزن الدهر
وتوصي بامساك الدموع ذوي البكا
إذا ما عدت تبكيهم النوب الغبر
فما لك قد أصبحت أجزع جازع
كأنك قبل اليوم لم تدر ما الصبر
و ما لبحور الشعر مدت ولم يكن
ليدركها ما بين أجفانك الجزر
فقلت لهم قد كان ذاك ولي حجي
فزايل مذ زال ابن سالم الحجر
فقلت علي لم يدع لي من نهى
فاعرف ما خير الأمور وما الشر
فإن فاض دمع العين منى كآبة
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
وإن حال ما بيني وبين جلاده
أسى كاد أن ينشق من وقعه الصدر
فما أنا من يستطيع دفع الأسى
إذا ما لقلبي مدها حادث أمر
فلا تعذلوني إن بكيت على فتى
بكته كما أبكي مكارمه الغر
فما برحت تربو النمو مكارم
على حبها منه انطوى ناشيء حر
على أنه ما غاب إلا وكلها
بأفق علاه دونها الأنجم الزهر
ففقي رحمة الرحمن غضنفر
إلى موته كان الحفاظ هو الجسر
و لا برح ( الدفعي ) يسقيه هاطل
من الغيث يحكي أدمعي فيضه العمر
فبين روابيه الشهيد ابن سالم
بأيدي الحفاظ المر خط له قبر
بأيدي المنايا كل حي سينطوي
وإن طال في الدنيا الغدور له عمر
ولكن حسن الذكر ليس بمنطو
طوال الليالي يا (علي ) له نشر
وما البغي من عاداتهم فإذا بغى
حميد وهل مات أمرؤ له ذكر
وأن لم أظل مرثاتي اليوم فالأسى
عليك به قد صار من فمي الشعر
كان قريضي قوم موسى بتيههم
ولكن أراضي تيهه مني الثغر
ولو لم يكن فينا شقيقك لم يكن
ليجبر من قلبي بفرقتك الكسر
ولكن كلا الشيخين بدر منور
ففارقنا بدر ودام لنا بدر
وإن يعبد الله خير فتى به
عزائي لنظم ينثني شمله النثر
فأنت لنا نعم العزاء إذا مضى
عزيز وانت الذخر إن نفد الذخر
فلا زلت عبدالله ذخراً نعده
فيشتد منا في الخطوب به الأزر
وليس لنا بعد ابن عمك أحمد
سواك على كثر الورى والدّبر
فنعم الأمير الشهم فينا ابن جابر
ففي ليل أحداث الكويت هو الفجر
له سيف رأي لا نخافه انثناءه
إذا سله يوما لحادثة تعرو
وقد يدفع الرأي السديد مجرداً
من الخطب ما لا تدفع البيض والسمر
فلا زال من آل الصباح مملكا
تحف به منهم غطارفة غر
إذا زمجروا عند اللقا فالت العدا
كذا فليجل الخطب أو يفدح الأمر
تكاد ولو لم يُدو رعد سلاحهم
وما جرهم تردي المعادين والزأر
يردد أصداء الزئير مجاوباً
إذا زأروا يوم الوغي لهم النصر
قم غير محزون فذكراك خالد
عدو عليهم حل في ساحة الخسر
طالع الحلقة الأولى :
المؤرخ عبدالعزيز الرشيد يفند روايات حول موقعة الرقعي
-المزيد من التفاصيل في مذكور في العدد .
نقلا عن تراثنا – العدد 92
احجز نسختك
تواصل مع تراثنا