الحلقة (1)
انتقاءات نادرة من مكتبة تراثنا
تراثنا – التحرير :
كتاب (رحلة إلى الحبشة) من تأليف صادق باشا المؤيد العظم المندوب العثماني السابق (*) ،طُبع سنة ( 1326هجرية – 1908 م) ، يُعد من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق النادرة .
تولى تعريب الكتاب من التركية إلى العربية رفيق بيك العظم و حقي بك العظم، وهو بمثابة مذكرات كتبها صادق العظم – يرحمه الله – أشار فيها إلى تكليفه بأمر سلطاني لإيصال كتابه إلى منليك الثاني نجاشي الحبشة ، حيث وصف تفاصيل رحلته يوما بيوم ، بدءاً من انطلاقته من الأستانة في الخامس عشر من شهر نيسان ( ابريل ) على الباخرة “اورة نوف ” قاصداً مرسيليا ، ومنها السفر عبر البحر إلى جيبوتي .
صاحبه في رحلته الطويلة البكباشي طالب بك من ضباط الفرقة الثانية ومن ياوران الحضرة السلطانية، ويس أفندي أحد جواش بلوك المعية .
الكتاب غني بالأحداث والوقائع ، حيث يصف لقاءه بجلالة الامبراطور منليك والامبراطورة تايتو ، وامراء المقاطعات ،وزيارته إلى أديس بابا ، وتنقله بين الاحراش والصحاري ، وذكر كثير من المدن والموانئ التي مر بها ، كما يتطرق إلى الوقائع الحربية بين الطليان والحبشة وغيرها .
مشاهير الاحباش والصحابة
ويعدد الكاتب مشاهير وأعلام الاحباش مع ذكر نبذة عن كل منهم ، وفيهم : لقمان الحبشي ( لقمان الحكيم) ، وبلال الحبشي ،ومهجع الحبشي، وشقران الحبشي ، وذو محجر الحبشي ، وذو مهدم الحبشي،وخالد بن رباح الحبشي ، وذو جن الحبشي وغيره ، وأسلم الحبشي ، ويسار الحبشي ،ووحشي بن حرب الحبشي ،وعاصم الحبشي ،وغيرهم من الرجال والنساء ممن نالوا شرف الصحبة .. وسيأتي ذكرهم .
لقمان الحبشي
وعن لقمان الحبشي ، يشير المؤلف صادق باشا انه لقمان الحكيم المذكور في القرآن الكريم ، موضحاً وقوع الاختلاف بين العلماء في كونه نبياً أو ولياً صالحاً ،والأرجح هو القول الأخير ، وهو مشهور بفرط التعقل والحكمة ، وقد روى بعض المحدثين منهم ابن مردويه بإسناده إلى ابي هريرة رضي الله عنه ، وابن عساكر إلى عبد الرحمن بن يزبد وجابر ان لقمان حبشي .
بلال الحبشي
وفي السياق ينوه الكاتب بالصحابي الجليل بلال الحبشي مولى عبدالله بن جدعان في مكة ، وقد أسلم على يدي النبي عليه الصلاة والسلام وكان أول من رفع الأذان في الإسلام وروي عنه العديد من الأحاديث .. وتناول الكاتب جانب من سيرته .مشيراً الي وفاته وقد ناهز الستين عاما ، ودفن في مقبرة الباب الصغير .
مهجع الحبشي
ويقول عنه :” كان مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد أسلم وصحب الرسول عليه الصلاة والسلالم وحضر واقعة بدر واستشهد فيها” .
طالع الحلقة الثانية :
رحلة الحبشة وذكر الصحابة من الأحباش ومنهم حفيد أبرهة صاحب الفيل
شقران الحبشي
وينوه المؤلف بأن ” أصل اسم شقران الحبشي هو صالح بن عدي لقبه الشقران ، كان في بادئ الامر مولى عبدالرحمن بن عوف ، واشتراه فيما بعد النبي عليه الصلاة والسلام ، واعتقه عقب واقعة بدر ، وقد حضر هذا الصحابي رضي الله عنه وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكان أنه كان من جملة الذين قاموا بتكفينه وتجهيزه ودفنه ، وقد استمرت ذريته موجودة إلى زمن الخليفة هارون الرشيد العباسي “.
ذو محجر الحبشي
ويذكر ان المؤلف انه : ” هو ابن اخي أصحمة نجاشي في الحبشة ، ووقد كان بين الأثنين وسبعين حبشياً الذين حضروا من الحبشة مع سيدنا جعفر( رضي الله عنه ) ،وكان لهذا الصحابي حب للنبي صلى الله عليه وسلم وملازمة ، وكان يظن أنه أحد مواليه ، وما كان يفارق النبي عليه الصلاة والسلام ولا لحظة ، بل كان في خدمته الشريفة ، وقد روى بعض الأحاديث وتوفى في دمشق في الستين من عمره” .
ذو مهدم الحبشي
ويقول صادق باشا عنه : “وهو أيضا من الاحباش الذين أتوا مع سيدنا جعفر (رضي الله عنه) وتشرفوا بصحبة النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد كان هذا الصحابي يومئ في قصائده التي ينشدها أمام النبي عليه الصلاة والسلام ، أن اصل الاحباش من أولاد هود الذين مروا من جزيرة العرب على الساحل الافريقي” .
كاتب وكتاب
كتاب (رحلة إلى الحبشة) تأليف : تأليف صادق باشا العظم المندوب العثماني السابق فريق أول بالجيش العثماني ، تعريب رفيق بك العظم وحقي بك العظم ، يقع في (335) صفحة من الحجم الكبير ، طبعة سنة ( 1326 هجري – 1908 م ) ، مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق (الكويت ) .
يتبع لاحقا ..
هامش :
(*)؛ فريق أول بالجيش العثماني والمندوب العثماني السابق في بلغاريا ، طبع الكتاب بمطبعة الجريدة بسراي البارودي بباب الخلق ( 1326 هجرية – 1908 م ) .
تواصل مع تراثنا