الشيخ سعيد المغيري يوثق رحلة سلطان زنجبار إلى أوربة دقيقة بدقيقة ..
تراثنا – التحرير : لا يخفى ما للرحلات التي يقوم أعيان البلاد وكبراءهم من أهمية توثيقية ، خاصة أذا رافقتها أحداث مهمة تم رصد مجرياتها بدقة ، تعد على أساسه وثيقة تاريخية لحقبة معينة لا يمكن تغافلها ، وهي من جهة أخرى أدب قائم بذاته يسمى ب ” أدب الرحلات ” حيث يحرص المرافقون للشخصية تدوين كل المشاهدات والملاحظات التي ترافق الجولة .
• المؤلف يصف سكان لندن : في تمام العافية والرونق من حيث القوة والنشاط ، ولا تفرق بين الشباب والكهول في الوقار!
• توثيق كل دقائق الرحلة من ميناء الإقلاع بالدقيقة والساعة والموانئ التي مربها والمدن وأسماء الشخصيات ومراكزهم .
• وصف المؤلف جغرافية وجمالية المدن والبلدان التي مر بها الرحلة وميناء عدن والسودان ومدينة السويس.
ومن بين رفوف مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق أنتقى د . محمد بن أبراهيم الشيياني رئيس المركز ورئيس تحرير مجلة تراثنا كتاب ” رحلة السلطان خليفة بن حارب إلى أوربة ) من تأليف العلامة المحقق سعيد بن علي المغيري وتحقيق محمد علي الصليبي من منشورات ” وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان 1405هجرية الموافق ( 1985م ) وتم نشرها في العدد الخمسون من مجلة تراثنا المطبوعة بتاريخ ديسمبر 2013 م.
الرحلة إلى لندن
يشير المحقق ” الصليبي “: إلى أن أدب الرحلات بلغ أوج نضجه الفني في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ..وينتقل إلى القول : إذا نظرنا إلى الرحلة التي قام بها السلطان خليفة بن حارب ( 1911- 1960 م) سلطان زنجبار إلى بريطانية لحضور حفل تتويج الملك جورج السادس والتي دونها لنا الشيخ الجليل سعيد بن علي المغيري أحد اعضاء المجلس التشريعي والنائب العام للعرب بالجزيرة الخضراء وأحد المرافقين للسلطان في رحلته ، فقد بدأ الحديث فيها بمقدمة صغيرة عبارة عن فقرة ذكر فيها أهمية الرحلات والأسفار ، وأورد الآية القرآنية الكريمة ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) الإسراء .
دقة في النقل والتاريخ
ويلمح المحقق إلى الدقة في نقل الأحداث ” عامل الزمان في الرحلة في يوم 19 المحرم عام 1359 هجرية الموافق عصر الجمعة 2 أبرايل عام 1937 بدأت رحلة السلطان خليفة من زنجبار إلى لندن .
من الإقلاع إلى الوصول
ويشيد بالدقة لدى المؤلف الذي سجل كل دقائق الرحلة من ميناء الإقلاع بالدقيقة والساعة والموانئ التي مربها والمدن و أسماء الشخصيات ومراكز الذين تم الالتقاء بهم …إلى قوله :” وأخيرا وصل الركب إلى ميناء مرسيلية في الساعات الأولى من يوم 13 صفر الموافق 25 أبريل، ثم تحركت الرحلة براً من مرسيلية إلى باريس في إحدى عشرة ساعة ، وبعد ذلك تحرك الركب إلى لندن “.
وفي أثناء العودة ، يعود المحقق إلى الإشادة بما قام به المؤلف من توثيق تواريخها بكل دقة ، حيث بدأت رحلة العودة من لندن يوم السبت 29 مايو بركوب الطائرة ، ذاكراً المدن التي مربها … “حتي انتهت الرحلة في زنجبار بسلامة الله في يوم 28 يونيو الموافق 17 ربيع الثاني “.
وصف جغرافية المدن
ولم يفوت المؤلف – كما يقول المحقق – وصف جغرافية المدن والبلدان التي مرت بها الرحلة ” حيث يتضح ذلك من وصفه لميناء عدن وميناء السودان وميناء ومدينة السويس.. وكذلك وصفه لمظاهر السطح في جزيرة كريت حيث وصف أشكال الجبال الموجودة بها ، ووجود الثلج عليها في شهر أبريل كما وصف سواحل جزر ايطالية وجزيرة كورسيكة … ” .
ولم يغفل المؤلف عن وصف الجانب الإنساني في رحلته ، فقد قدم لنا نموذجاً حياً للملامح والسمات والمراسم التي تكون عند توديعه واستقبال الحكام والسلاطين ..ثم استعراض حرس الشرف والجند ، وعزف الموسيقى …
• تسجيل عادات وتقاليد سكان لندن واعمال الرجال وأعمال النساء وصورا من ملابس سكانها ونظافة المدينة .
عادات الناس
كما قدم لنا المؤلف ” صوراً حية عن عادات وتقاليد الناس في المدن والبلدان التي زارها وكان النموذج على ذلك ما قدمه لنا من وصف لمدينة لندن وعادات وتقاليد سكانه”و ” أورد لنا وصفاً جميلاً لعادات وتقاليد سكان لندن واعمال الرجال وأعمال النساء وصوراً من ملابس سكانها ونظافة المدينة ، فأكثر سكانها من الصوف لشدة البرد ..” .
ويتحدث عن الجانب الصحي لسكان أوربة حيث يقول المؤلف: “أما صحة سكان أوروبة فهي في تمام العافية والرونق ، من حيث القوة والنشاط ، حتي لا يمكن أن تفرق بين الشباب والكهول في الوقار والسكينة، كما اورد المؤلف الماشية فيها والمزروعات وألوان الملابس.
• التركيز على وصف آثار الفراعنة في مصر و الوجه القبلي والأقصر والدير البحري خلال زيارة السلطان لها ..
وينتقل المؤلف – كما يقول المحقق – إلى مدينة اخرى وصل إليها السلطان في رحلة عودته ” هي مدينة القاهرة ولكنه ركز على وصف آثارها وكذلك الوجه القبلي في مصر خلال الرحلة التي قام بها السلطان إلى هذه الأماكن ، حيث زار الأقصر والدير البحري وشاهد آثار الفراعنة …” .
ويستطرد : ” وبذلك تعتبر هذه الرحلة من المصادر التاريخية المهمة لتاريخ عمان الحديث وتاريخ شرق أفريقية ، وقد فرغ المؤلف من تدوينها في أول شعبان من عام 1357 هجري ” كما دون رحلة أخرى قام بها السلطان خليفة بن حارب عام 1953 م لحضور تتويج الملكة اليزابيث الثانية .
شاهد جانب من جولة السلطان خليفة بن حارب التاريخية إلى لندن “ يوتيوب “
زيارة الصفحة الرئيسية تراثنا
خدمة متابعة اخبار الموفع
التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه