• Post published:15/07/2024

بين الإيمان والألحاد

 

عبدالله القصيمي - يمين - وصديقه إبراهيم عبدالرحمن مؤلف كتاب (خمسون عام مع عبدالرحمن القصيبي)
عبدالله القصيمي – يمينا – وصديقه إبراهيم عبدالرحمن مؤلف كتاب (خمسون عام مع عبدالرحمن القصيبي)

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

في رسالة كتبها عبدالله القصيمي لصديق له يقول فيها : ” لا أدري ماذا أريد أن أقول … أشعر أن الانفعالات مختلطة وقوية وكثيرة وسريعة إلى المدي الذي يجعلني عاجزاً عن التعبير والتفسير ” !

 

 

عبدالله القصيبي في شبابه
عبدالله القصيبي في شبابه

  • القصيبي كانت كتاباته حجة الإسلام في الرد على المعاندين ولكنه ارتد وشغل الأمة العربية بآرائه الالحادية !

  • وصف د .صلاح الدين المنجد أراء القصيبي بأنها  واهية وستذهب مع الريح كما ذهبت آراء من سبقه من الملحدين !

  • آمال عثمان تقول عنه في آخر حياته بالمستشفى : إن الله يراقبنا من فوق ، فعلينا أن نطهر قلوبنا من الحقد والحسد.

  •  قال نجله د . محمد بن عبدالله القصيمي :” قضي والدي إيامه الأخيرة في مستشفى فلسطين يقرأ القرآن في أغلب أوقاته.

 

ويمضي : هنالك أقوام أقوياء إزاء المشاعر وإزاء الحب والشوق :

 

 أنا مع الأسف من هؤلاء السعداء .. هل أنتم منهم ؟

 

أين أنا ؟ وماذا أقصد ؟ وكيف أستطيع ؟

 

أريد أن أقول .. وأريد .. وأريد ..وأريد ..

 

لقد اختلطت إراداتي علي ، واختلجت أمامي الكلمات ..

 

إني اشعر … أشعر بما لا أستطيع الاهتداء إليه ..

 

وأين أريد .. أريد .. لا أعرف ..

 

أنا ضعيف .. نعم ضعيف .. ضعيف أمام حبي وشوقي وتقدير ذكرياتي ،و أنا أعجب كذلك كيف لا يضعف الآخرون مثلي تصوركم ..تصور ما في نفسكم من فضائل إنسانية ومن حب وطهارة ونزاهة ..

 

 

تذبذب واضطراب

 

قرية خُب الحلوة في بريدة حيث ولد عبدالله القصيبي عام 1907م
قرية خُب الحلوة في بريدة حيث ولد عبدالله القصيبي عام 1907م

كل هذا الشتات والتبعثر نثره القصيمي برسالة مؤرخة في 9 أكتوبر 1958م ،إلى صديقه الأستاذ قدري قلعجي المستشار بوزارة الإعلام الكويتية عام 1962م ، حيث استقال في أواخرها ، ويشرح فيها ما في داخله من تراجع وتذبذب وضعف ووهن واضطراب نفسي ،وهي ليست الرسالة الوحيدة وإنما رسائل كثير يصل عددها إلى (65) رسالة .

 

عبدالله القصيمي قد شغل الأمة العربية بآرائه التي تأرجحت به من الإسلام إلى الردة إلى العودة أخيراً ، إلى أن يقرأ القرآن ويرتله ترتيلاً .

 

فمؤلفات القصيمي قبل الردة كانت حجة الإسلام على المعاندين وخصومه تبني فيها المنهج السلفي واتباع الشيخ محمد ابن عبدالوهاب والدفاع عنه .

 

 

ولادته ونسبه 

 

وُلد القصيمي في عام (1325 هجرية – 1907م) ، في قرية (خب الحلوة) في مدينة بريدة ، وهو ينتمي إلى اسرة الرميح المشهورة ، وهناك من يقول غير ذلك ، ويذكرون أن والده من الصعيد المصري ، فتزوج بامرأة  قصيمية (نسبة إلى القصيم) فولدت له عبدالله في القصيم .

 

ولم تكن الردود على القصيمي من علماء الأمة وأدباءها لتعجبه ، فكان يستهين بها ويسخر منها ، وكان أكثرها مشحوناً بالشتم والبذاءة والتفاهة ، وليس على المنهجية العلمية ، وهذا هو منهج الملاحدة وضعيفي الحجة دائماً .

 

آراءه تذهب مع الريح !

 

وكان من ضمن من رد عليه وأسكته وأضعف حجته الواهنة د . صلاح الدين المنجد ، الخبير في المخطوطات والوثائق والببليوغرافية العربية والغربية في دراسته عن القصيمي قائلاً  :” لقد جاء قبل القصيمي ملحدون كثيرون ، اختفوا وراء شعارات مختلفة ، وكانوا أمضى ذكاء وأعمق ثقافة ، فلم يستطيعوا أن يوهنوا الإسلام أو يضعفوه ، بل زاد قوة ومضاءً وظهوراً ، وذهبت محاولاتهم وأقوالهم هباء ، وكانوا كالبثور الملأى بالقيح في صفحات الإيمان النقي الأصيل ، وستذهب أقوال القصيمي أيضا مع الريح ، لأنها سلبية لا تدعو إلى خير ولا حق ولا محبة “.

 

كتاب خمسون عاما مع عبدالله القصيمي
كتاب خمسون عاما مع عبدالله القصيمي

 

مات قارئاً للقرآن

 

 لا أريد في هذه الأسطر المحكومة أن أكتب تاريخ القصيمي من الإيمان إلى الإلحاد إلى الرجوع فهو كثير وطويل ،ولكن حسبي أن أكتب ما آل إليه الرجل قبل موته ، مما ذكره المحامي المصري إبراهيم عبدالرحمن في كتابه ” خمسون عاماً مع عبدالله القصيمي” الذي يتناول فيه علاقته به منذ أن تعرف عليه في دراسته الثانوية .

الملئى

ظل القصيمي ، كما ذكرت مجلة الفيصل في عدديها (463 – 464) مثيراً للجدل إلى ما بعد وفاته ، ففي حين يرى المتابعون له أنه مات على فكره الذي عُرف عنه ، تقول آمال عثمان ،المسؤولة الإدارية عن قسم كبار السن في مستشفى فلسطين في مصر الجديدة ، حيث كان يتعالج فيه إلى وفاته ..” إن الله يراقبنا من فوق ، فعلينا أن نطهر قلوبنا من الحقد والحسد ” وأضافت : ” كان يقضي وقته في قراءة القرآن الكريم ” .

 

كما قال نجله د . محمد بن عبدالله القصيمي :” إن والده قضي إيامه الأخيرة في مستشفى فلسطين يقرأ القرآن الكريم في أغلب أوقاته “!!

 

أين الرجل الآن ؟ تحت الثرى فلن نقول شيئاً بعد شهادة الشهود على رجوعه حيث سيكون كلامنا تحصيل حاصل لا طائل منه ، وكان القصد من كتابة هذه السطور للعبرة والاتعاظ من قصص هؤلاء ومآلهم ونهايتهم !

 

والله المستعان ..

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 61

أنقر للتفاصيل 

 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 61 الصادر في رجب /شعبان 1438هجري - إبريل/ مايو 2017م ) .
 إصدار :إبريل/ مايو 2017م

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 

 , , , , , , , , , , , , , , , , , , 

اترك تعليقاً