من الموروث والتراث العُماني
تبادل الأطباق بين الجيران بعد الأفطار عادة يحافظ عليها العماني
تراثنا – من سعود بن أحمد البلوشي * :
تتميز سلطنة عمان بطقوس رمضانية جميلة أستعداداً لأستقبال شهر رمضان المبارك وعيد الأضحى المبارك ،ويطلعنا الأستاذ سعود بن أحمد ابراهيم البلوشي من سلطنه عمان على جانب من هذه الطقوس .
عند الإعلان عن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان في سلطنة عمان عبر وسائل الاعلام المختلفة يجتمع الأهالي في المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح ، وبعد الانتهاء من الصلاة يسلمون على بعضهم ويتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم الشهر الفضيل كما يقومون بزيارات للأقارب وخاصة من يسكنون قريبا من منازلهم بل إن بعضهم يقوم بزيارة الأقارب خاصة كبار السن وتهنئتهم بقدوم هذه المناسبة قبل دخول الشهر المبارك بيومين أو ثلاثة حفاظا على صلة الرحم .
-
الأفطار الجماعي في المساجد او في بيت الأكبر السن من العادات العمانية الراسخة .
-
في النصف من رمضان يحتفل الصغار بليلة “قرنقشوه ” وتسمى في الكويت” قرقيعان “.
-
الأسودان ..الماء والتمر سيدا المائدة العمانية مع الشوربة والسنبوسة والهريسة ووجبة سمك .
-
الأسواق الموسمية الشعبية المعروفة ب ” الهبطات ” تنتشر في رمضان ومناسبات الاعياد .
-
يحرص الناس على ختم القرآن والاكثار من فعل الخير والتجمع في حلقات الذكر في المساجد .
الافطار الجماعي في المساجد
يصطحب الآباء أبناءهم وخاصة الصغار في صلاة التراويح بعد شرح نظري واف ويتم التطبيق عمليا استنادا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي ) كما يحرص الآباء على تعويد الأبناء على الصيام وتحمل الجوع والعطش والصبر لما للصائم من أجر عظيم عند الله عزّ وجل ومن الطقوس الخاصة برمضان في مجتمعنا المحلي الإفطار الجماعي في المساجد وتجمع أفراد العائلة في بيت أكبرهم سنا حيث يلتقي الصغير والكبير على مائدة الإفطار مجتمعين في حلقة واحدة .
الأسودان سيدا المائدة
وغالبا ما يفطر الصائم في السلطنة على التمر والماء واللبن رغم كل ما يصنع في المنزل من وجبات ومعجنات إلا أن تناول ( الأسودين ) في الفطور يبقى أمرا ضروريا ويتجلى في ذلك ارتباط العماني بالنخلة وهي عادة يتوارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم ويستعد الأهالي لاستقبال شهر الصيام مبكرا من خلال التسوق وشراء المؤن الغذائية التي يحتاجونها لإعداد الوجبات المعتادة في شهر رمضان كالشوربة وعمل بعض المعجنات كالسمبوسة ووجبة الهريس وغيرها من المأكولات التي تصنع في المنازل كما يفضل البعض أكل السمك بعد الإفطار مباشرة وبشكل يومي، ويتم قبل الإفطار تبادل الأطباق بين الجيران وهي عادة ما زال المجتمع العماني محافظاً عليها وتجسد مفاهيم التسامح والإخاء والألفة والمودة التي نشأ وكبر عليها أفراد المجتمع العماني قديما وحديثا .
ليلة قرنقشوه
ويحتفى في بعض ولايات السلطنة وخاصة ولايات محافظة مسقط بليلة النصف من رمضان حيث يتجول الأطفال في الأحياء السكنية داخل الحارات والطرقات في احتفالية تسمى ( قرنقشوه ) وهي عادة توجد في عددمن دول الخليج العربية وإن كانت تختلف في أسمائها فمثلا تسمى في دولة الكويت ( قرقيعان ) وهنا يتجلى مدى التلاحم في العادات والتقاليد بين الشعوب الخليجية، ويخرج الأطفال في هذه الاحتفالية ليجمعوا ما يعطيهم أهاليهم وذويهم وجيرانهم من الحلويات والمكسرات والنقود كما تقوم بلدية مسقط أيضا بإحياء هذه الليلة في الحدائق العامة بهدف إدخال الفرحة على قلوب الأطفال وإحياء لهذا الموروث الشعبي الذي بات يقل تدريجيامع ظهور المخططات السكنية الحديثة في مختلف المحافظات بالسلطنة وتقام على مستوى محافظات وولايات السلطنة العديد من الأسواق التقليدية، سواء كانت الأسبوعية المعروفة في بعض الولايات بسوق الأربعاء أو الخميس أو الاثنين ، وأخرى تقام على مدار العام كسوق مطرح وسوق نزوى والسوق المركزي بمحافظة ظفار وغيرها من الأسواق .
الأسواق الموسمية
وتسمى بسوق ( الهبطات ) وهي عبارة عن موعد معين وثابت ومعروف لدى الأهالي ، حيث تعتبر الهبطات إرثا قديما بالسلطنة وهي عبارة عن سوق مفتوح يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار والمواطنين وتقام في جو تقليدي متميز قبل العيد بأيام وتختلف هذه الهبطات في بعض الولايات في موعد إقامتها فبعضها تبدأ فعالياته في اليوم الثالث والعشرين من رمضان وتستمر إلى آخر يوم من رمضان وتعاد فعالياتها أيضا في عيد الأضحى المبارك .وهناك هبطات شهيرة يتطلع إليها المواطن العماني سواء كتاجر أو مستهلك رغم تعدد الأسواق وكثرتها وتنوع عملية التسوق من خلال المراكز والمجمعات التجارية لكن يبقى المواطن العماني يتطلع وينتظر موسم الهبطات التي تتميز عن غيرها بشراء مستلزمات العيد وخاصة اللحوم حيث يجد متنفسا في سوق الهبطات التي تشتهر بها السلطنة بشكل عام .
تهافت على فعل الخير
كما تقوم الهيئة العمانية للأعمال الخيرية بتوزيع برنامج إفطار صائم على مختلف محافظات و ولايات السلطنة ويتهافت الجميع على عمل الخير في هذا الشهر المبارك طلباً لرضوان الله تعالى والأجر والثواب الجزيل وهناك زكاة الأبدان التي شرعها الله على عباده فالجميع يقوم بشراء مؤونة غذائية ليقوم بتوزيعها قبل صلاة عيد الفطر المبارك .
حلقات الذكر
ويحرص الناس على حضور حلقات الذّكر التي تقام في المساجد وخاصة بعد صلاتي الفجر والعصر وكذلك قراءة القرآن الكريم ويتنافسون على ختم المصحف الشريف ولو لمرة واحدة خلال شهر رمضان المبارك.
وفي نهاية الشهر المبارك تستعد اللجان المختصة لاستطلاع رؤية هلال شهر شوال الرسمي عن ثبوت رؤية الهلال يقوم الأهالي بتبادل التهاني والتبريكات وبعضهم يقوم بذلك قبل قدوم عيد الفطر المبارك بمدة ثلاثة أيام وتختلف الطقوس من ولاية إلى أخرى في موعد نحر بهيمة الأنعام لكن أغلب الولايات يتم فيها النحر قبل صلاة العيد .
العرسية وذبح الاضاحي
يتناول الأهالي الوجبة العمانية المشهورة ( العرسية ) في نهار العيد وهي عبارة عن أرز ممزوج بالسمن العماني واللحم المحلي ويكون غالباُ من صغار المواشي ثم يخرج الأهالي إلى المصليات المنتشرة في مختلف أرجاء السلطنة لأداء صلاة العيد وسماع الخطبة وهم يرتدون اللباس التقليدي وهو الدشداشة والمصر والخنجر العماني والعصا صغاراً وكباراً وهي عادات وموروثات عمانية.
*باحث وتربوي من سلطنة عمان