حتى لا ننسى (2-5 )
وقفات مع بلدية الكويت بين الأمس واليوم
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
مازلت اذكر بعض تاريخ الكويت وشعبها ، من خلال قراءاتي في سجلات البلدية ، التي أعدتها مشكورة أ د. نجاة عبد القادر الجاسم في بحوثها المتنوعة الطيبة .
ومن الجوانب التي عالجتها بلدية الأمس لا اليوم ، مشكلة المياه أيضا ،والحرص على نظافة الأوعية ( التوانكي ) التي تنقل فيها المياه ، حيث نشرت إعلانا في عام 1931 م ، أمرت فيه جميع نواخذة أبوام الماء ( السفن ) بتنظيف توانكي الماء ( خزانات الماء ) في كل كل مطرش ( أي رحلة ) وفرضت غرامة قدرها عشر روبيات على من يخالفه !
-
10 روبيات مخالفة تفرضها بلدية الكويت قديماً على نواخذة السفن إذا لم يلتزموا بنظافة توانكي الماء في كل “مَطْرَش ” !
-
النوايا الحسنة لدى السابقين باركت في عطاءهم ، رقم قلة الامكانيات ، والبلدية اليوم مطالبة بميزانياتها الضخمة تسهيل الأمور .
فهذه النظرة الدقيقة إلى مثل هذه الأمور دلالة على السعي إلى الأفضل ، والمحافظة على صحة الناس ، ووقايتهم من الأمراض المعدية ، التي تنقلها سفن الماء .
صحة المواطن
فالمسؤول الذي يحرص على دقائق الأمور ، ويقّعد لها القوانين ،وينشرها بين المواطنين ، حري أن يُحترم ويُؤيد من الله تعالى قبل الناس ،فمن حرص على صحة الناس وأمنهم ، شكر من الله والناس ، وحنانيك هذا كان الأمر من بداية نهضة الكويت ، وانتشار المعروف والخير ، والحرص على سلامة الوطن والمواطنين ، ولا نقول أن الكويت نضبت من اهل الخير والحرص على خير الوطن والمواطنين من المسؤولين ، فلو خليت خربت ، ولكن انتشار الأشرار ، غلب على الأبرلر ، فصار عمل الخيرين الحريصين لا يُبان ولا يظهر كما تراه من الأشرار ونتنهم وقذرهم !
الثرى والثرية
أين الثريا من الثرى ، وأين زيد من عمرو ؟! بلدية اليوم مطالبة بزيادة جهودها في ظل توفر الامكانيات والميزانيات الضخمة وزيادة تعداد السكان ،وتوسع العمران والرقعة الحضرية من أنشطة ومولات وأسواق، ومصانع تتطلب جهد بالغ للتصدي لمخالفاتها .
لم يعد الأمر كما كان بالأمس، اعلان تلصقه البلدية على حائط في السوق ، يدعو النواخذة لنظافة توانكي الماء ، فرغم البساطة في ذلك الوقت ، وقلة الامكانيات وذات اليد ، فالنوايا كانت صادقة ، وكانت النتائج مبروكة ، أينعت وازدادت وازدهرت ، ومازلنا نرتع بمزاياها ، ومن نتاجها الطيب حتى الأن ، مما يضاعف المسؤولية والدور الملقي على البلدية في ظل الأمكانيات الكبيرة ، فلا نفع لامكانيات وميزانيات ضخمة ، مع ضمائر يشوبها ما يشوبها ، فالمصداقية مطلوبة ، وتنقية الضمائر من الحسد والصدق مطية للأصلاح ، فالنية مطية ..كما قال الأولون .
عصر الميكنة
نحن في عصر الميكنة ، وتسهيل الخدمات في الدول المتقدمة يتم بضغطة زر ، مما يسهل على المواطن والمقيم زحمة الطرق و ضياع الوقت ، ينبغي تطويرها للتعجيل في اختصار الدورة المستندية بين إدارات البلدية، وغيرها من وزارات الدولة الخدمية .
كبار السن
كما ينبغي على قيادات البلدية توفير رعاية خاصة لكبار السن والمتقاعدين والمقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث يجهل قطاع واسع منهم استعمال هذه الأجهزة والروابط، مما يستلزم تسهيل استقبالهم في اماكن مخصصة اعدت لهم لهذا الغرض ، منها مكاتب الخدمة المتوزعة في محافظات البلاد ،مما يسهل عليهم انجاز معاملاتهم بيسر وسهولة بدون منة من احد .
والله المستعان ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا