انتقاءات من مواقع التواصل الإجتماعي ( الحلقة 6 )
رد عليه علماء أهل الحديث فيما اشتبه عليه في صحيح الأمام البخاري
تراثنا – التحرير :
تحرص تراثنا على إعادة تعريف المتابع والقاريء ببعض ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي ذي الصلة بالقضايا التراثية المحلية والعربية والإسلامية والعالمية .
وفي هذا التسجيل المرئي يتحدث محاضر مغربي ( لم تتضح هويته*)عن العالم التركي الكبير فؤاد سزكين ، مبينا مكانته العلمية ، ودوره في إعادة الفضل في كثير من الاكتشافات الموجودة في بحوث الغرب إلى أصلها العربي الذي تم حجبها وانتحالها .
-
العالم التركي الألماني سزكين يقع على الآف الانتحالات والسرقات الغربية لبحوث كتّاب الحضارة الإسلامية لأنفسهم !
-
شهدت عملية ترجمة كتب العلوم الإسلامية في (عصر النهضة ) ثلاث اتجاهات هي (الانتقائية ، الانتحالية ، الكتمانية) !
-
أثرت بحوث العِالم سزكين بكتاباته المرجعية في علوم الفلك والفقه والطب والصيدلة والبيطرة والتاريخ والفقه ..
-
رغم مكانته العلمية إلا أن علماء أهل الحديث تصدوا له بالرد والتفنيد على ما التبس عليه من شبهات في صحيح البخاري .
ويقول المحاضر : هناك عالم تركي كبير مقيم في المانيا منذ 60 سنة أو يزيد ، يدعي فؤاد سزكين (1924 -2018 ) ** ، تأهل حقيقة لشهادة نوبل ولم يحصل عليها ، لأن ليس له ولاء للصهيونية ، ومن المعروف ان لم ليس له ولاء للصهيونية لا يحصل عليه .
150 ألف كتاب أصولها عربية
ويستطرد : يعمل سزكين منذ 60 سنة مع فريق يتكون من عرب والمان واتراك ، في مؤسسة مستقلة ، شغله فحص الكتب الاوربية ، وارجاعها إلى اصلها المنكر رسمياً .. هو اصلها العربي .
ويقول : قد نجح سزكين ” يرحمه الله ” في الوصول إلى أكثر من 150 ألف كتاب ، واستطاع هو فريقه من فحص أكثر من 40 ألف كتاب منها، مبيناً أنه تمكن من التعريف بالأصول العربية لما يزيد على 35 ألفا ،.
ونوه المحاضر إلى أن أحدى الجامعات السعودية وهي جامعة محمد بن سعود الإسلامية قد تبنت منذ زمن طباعة الأجزاء الأولى منها ، مشيراً إلى أن لديه ما يزيد على 10 مجلدات من تلك الدراسات المنشورة منذ اكثر من 30 سنة ، غير انه لم يواصل المتابعة بعدها .
استبدال الاسماء
وعن طبيعة بحوث العالم سزكين يقول المحاضر المغربي : يأتي بالكتاب الأوربي ثم يتتبع أصوله ، فيجد انه في الأصل مُترجم ، وقد أزال المترجم اسم المؤلف العربي ، وبدلا من ذلك وضع المترجم اسمه !! مؤكدا ان تلك المباحث شملت علوم في البصريات والطب والفلك و الجراحة والزراعة وعلوم البحار والملاحة والطقس وكل شيء .
وأوضح أن الغرب ربح بهذا كل شيء ، فهو أخذ كل علومنا، وانتحله لنفسه معطياً لذاته قوة نفسية ، لا يمكن ان تتحقق لمن يعيش وهو ينقل عن الأخرين ، فقد اباحت لهم اخلاقهم ، ما لا تبيحه لنا اخلاقنا من السرقة والانتحال .
ثلاث قواعد للسرقة
ويستأنف بالقول : لذلك عندما حاضرت عن (حركة الترجمة في عصر النهضة ) كشفت القواعد الآتية بعد طول تعمق ودراسة مفصلة ، ثلاثة قواعد شابت الترجمة الغربية في عصر النهضة ، في القرن الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر ، ابتداء من إيطاليا إلى أمريكا ، واصفا اياها بأنها ترجمة : ( انتقائية ، انتحالية ، كتمانية ) ! ويوضحها بالقول :
– الترجمة الإنتقائية : ناس ( الغرب ) عندهم بوصلة حضارية قوية جدا ، لم يترجموا كتب عقيدتنا ، ولا كتب أدبنا ،ولا الجوانب القيمية ، ترجموا التكنولوجيا المحضة ، علم الميكانيكا الذي كان يسمى عند المسلمين علم الحيل ، ترجموا الفيزياء الكيمياء الرياضيات ، الفلك الهندسة الطب التشريح الزراعة صناعة السفن ..هذا ما ترجموه .
- أما الترجمة الانتحالية : فقد شطبوا أسماء العلماء وكتبوا أسماءهم بدلا منها ، خصوصا الذين لم يشتهروا منهم ، أما أمثال ابن سينا وابن رشد فهؤلاء اشتهروا خلاص ، وصاروا رموزاً ، اما الآخرين غير المعروفين فقد سُرقت مؤلفاتهم .
- اما الترجمة الكتمانية : عندما يضطرون – الغرب – الى الدخول الى العلوم القيمية والأخلاقية الإسلامية ، فإنه يفعل ذلك بتكمان شديد ، مثلا ، دخلوا الى الفقه الإسلامي -استثناء – فنقلوا المعاملات الاقتصادية ، اخذوا علم الإدارة، والعناصر القيمية المحفزة للانضباط الاجتماعي والمحفز الاقتصادي ،ولكنهم كتموا هذا .
قوانين امريكية أصلها فقه مالكي !
ويواصل المحاضر المغربي : وساحكي لكم قصة رجل قانوني كبير في المغرب هو الدكتور ادريس الضحاك ، الذي كان أمين عام للحكومة برتبة وزير ، باعتبار الأمانة العامة للحكومة مكان صناعة القرار ، هذا الرجل أرسله الملك الحسن الثاني ” يرحمه الله ” في الثمانينات إلى أمريكة، باعتباره متقن للغة الإنجليزية ، ليأخذ الفرصة الكاملة حتى ينفتح على القوانين الامريكية المتعلقة بالتجارة ، فذهب إلى ولاية من الولايات، وهناك تواصل مع المسئوولة عن التشريع ، جاءت به إلى الأرشيف ، واعطته المراجع وتركته يدرس ، رجعت بعد مدة وجدته قد وضع علامات على النصوص القانونية التي يريد نقلها إلى المغرب ، فأخذت بالضحك ، فشك في نفسه ، فقالت له : كل هذه القوانين مأخوذ من الفقه المالكي الموجود عندكم من المغرب !!
ويستطرد المحاضر بالقول : نابليون عندما أراد ان يعيد تنظيم الأسرة نظر في الفقه الإسلامي.. ويستأنف قائلا : عندما يصلون الى هذه النقطة الحرجة ( يقصد الدخول في القضايا الدينية والأدبية في بحوث المسلمين ) ، فانهم خوفا من محاكم التفتيش والخوف من الظلامية ورد الفعل ، وخوف الانفضاح .. يلجؤون إلى الكتم (عدم التصريح بالمصدر وانتحال المعلومة لأنفسهم ) .
يوتيوب ( سزكين يكشف سطو الغرب على 35 ألف كتاب مفكر إسلامي )
من كتاباته ( ويكيبيديا ) :
نشر سزكين موسوعته «تاريخ التراث العربي» في 12 مجلدًا شملت كثيرًا من الاختراعات والاكتشافات والإبداعات التي أنتجها العُلماء المُسلمون. وقد قسم موسوعته حسب التخصصات العلميَّة، منها:
- العُلُوم القُرآنيَّة، علم الحديث، التاريخ، الفقه، علم الكلام (المُجلَّد الأوَّل)، طُبع سنة 1967م.
- الشعر العربي من الجاهليَّة إلى سنة 430 هـ (المُجلَّد الثاني)، طبع سنة 1975م.
- الطب، الصيدلة، البيطرة، علم الحيوان (المُجلَّد الثالث)، طبع سنة 1970م.
- الكيمياء، الزراعة، علم النبات (المُجلَّد الرابع)، طبع سنة 1971م.
- علم الرياضيات (المُجلَّد الخامس)، طبع سنة 1973م.
- علم الفلك (المُجلَّد السادس)، طبع سنة 1978م.
سزكين وأوهامه في صحيح البخاري
ورغم المكانة التي حظى بها سزكين في العالم الاسلامي لبحوثه القيمة ومكانته ، إلا أنه كأي عالم مجتهد لم تخلو بعض كتاباته من الأخطاء العلمية التي تصدى لها المختصون بالرد ، ونخص بالذكر هنا كتابه عن علوم الحديث ( صحيح الأمام البخارى) حيث تصدى له المختصون في علم الحديث وردوا عليه ما التبس عليه من شبهات لعدم تخصصه ،ومنها بحث نشره موقع ملتقى أهل الحديث بعنوان ( دفاع عن صحيح البخاري أمام أوهام فؤاد سزكين) .
كتبه في المركز
الجدير بالذكر ان مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق حرصت على اقتناء مجموعة من بحوث العالم التركي فؤاد سزكين واتاحة مادتها الخصبة للباحثين والدارسين بما يتوفر فيها من علوم تراثية وعلمية وأدبية وإسلامية ذات أهمية بالغة تزهو بها المكتبة العربية والإسلامية .
هامش :
* المحاضر المعربي : هو المفكر عالم اللسانيات وتاريخ الحضارة الدكتور (أبوزيد المقرئ الإدريسي) وهذا جزء من محاضرته (الحضارة) ، كماوردنا في تعليق في نهاية المقال من القاريء الكريم جمال إسماعيل .
**فؤاد سزكين : هو باحث تركي/ألماني، تخصص في التراث العلمي العربي والإسلامي. كان المدير الفخري لمعهد دراسات التاريخ والعلوم الإسلامية والعربية في جامعة غوته في فرانكفورت والذي كان أحد مؤسسيه… هو أحد طُلَّاب المُستشرق الألماني هلموت رتر الذي أقنعه بدراسة التاريخ الإسلامي ( ويكيبيديا ) .
الصور :وكالات ، شبكة الانترنت .
المحاضر المغربي هو المفكر عالم اللسانيات وتاريخ الحضارة الدكتور (أبوزيد المقرئ الإدريسي) وهذا جزء من محاضرته (الحضارة).
نشكر الأخ الكريم جمال إسماعيل على تفاعله على المادة المنشورة وتزويدنا باسم المحاضر المغربي التي تم اضافة الأشارة إلى اسمه أسفل المقال كما تفضلت …جزاك الله خير
مداخلة المقرئ ابو زيد هي فقط ترجمة لمقال تركي ترجمه Fatjon Isufi عن مقال كتبه احد الكتاب من دول البلقان. انظر الرابط:
https://kohaislame.com/fuat-sezgin-mundohuni-ta-mbani-mend-kete-emer-ky-njeri-e-meritonte-te-merte-cmimin-nobel/
نشكر الاخ هشام على تفاعليه واضافته القيمة على المقال ..