تراثنا – التحرير : سعد زغلول والخلافة الإسلامية … لما سقطت الخلافة الإسلامية في تركية قرر مجلس الأمة الوطني وبإيعاز من الغازي مصطفى كمال أتاتورك إلغاء الخلافة ومن ثم اضطر الخليفة عبدالمجيد الثاني إلى مغادرة بلاده إلى بلاد أجنبية ليعيش مع أفراد أسرته !
-
الزعيم سعد زغلول باشا يتقدم بفكرة المناداة بالملك فؤاد خليفة للمسلمين على أطلال سقوط دولة الخلافة العثمانية !
-
الملك فؤاد يرى أن الوقت غير مناسب خاصة وأن سبب وقوف الدول العظمى ضد تركية لكونها مركز الخلافة الإسلامية .
تزامن عهد الملك فؤاد الأول ( 1336-1355 هـ/ 1917 – 1936 ) في مصر مع سقوط الخلافة الإسلامية هناك , فشاور سعد زغلول باشا وكان وقتها رئيسا لمجلس الوزراء في مصر بعض أصحابه بفكرة جعل الخلافة في مصر والمناداة بالملك فؤاد خليفة للمسلمين , اقتنع المستشارون بفكرة سعد باشا فطلب لقاء الملك فتم له ذلك وبعد حديث متنوع دخل عليه بالفكرة وبين له أهميتها العظيمة لمصر في العالم الإسلامي وعما كان عليه سلطان تركية من تمتع بالنفوذ العظيم عند جميع المسلمين بصفته الخليفة , وأنه من الحرام أن يضمحل هذا المنصب على مر الزمان !
ولكن أمر الله كان قدرًا مقدورًا رد الملك فؤاد على سعد باشا بكل مودة وقدر له عاطفته التي أوحت إليه بهذه الفكرة وبين له أن الأمر ليس بهذه السهولة والإنكليز في بلده ، وأنه عازم على الذهاب إلى لندن لحل هذه القضية المؤرقة له وللشعب المصري وليس من الملائم أن تثار هذه القضية الآن , وذكّره أن سبب وقوف الدول العظمى ضد تركية لكونها مركز الخلافة الإسلامية وختم الملك حديثه : «إنه لو كانت المسألة مسألة شخصية فقط لقبل بالفكرة عن طيب خاطر, ما دامت ترمي إلى تعزيز مجد عرشه , أما وأن هذه الفكرة لا تتفق ومصلحة مصر السياسية , فإن علينا أن نكف عن التفكير بها» . فاقتنع سعد باشا بما سمعه من الملك فرجع إلى جماعته الذين ينتظرون سماع النتيجة فأقنعهم بما اقتنع هو به ثم ذهب سعد باشا إلى مكتبة ليدون المقابلة في ذكرياته .
نستخلص من هذا الرغبة التي كان عليها سعد باشا وصحبه (يرحمهم الله) حبهم لرفعة شأن دينهم الإسلام ثم وطنية الملك فؤاد (يرحمه الله) وحبه لمصر وأن هذه القضية لو أثيرت في البلدان الغربية حيث استعمارهم لأغلب الدول العربية والإسلامية فستثيرهم وتزيد في عنادهم وبقائهم في تلك الدول (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
والله المستعان …
د. محمد بن ابراهيم الشيباني
رئيس التحرير.
*تابعنا هنا * اشترك في ايميل خدمة تلقي الاخبار المجاني هنا * اعداد مجلة تراثنا هنا * اصدارات مركز “المخطوطات هنا * جولة بين فهارس مكتبات المركز هنا * مقتنيات تحف معرض مركز المخطوطات هنا
ما تنشره الروابط الخارجية لا تمثل بالضرورة رأي تراثنا