الحلقة الرابعة
من تاريخ الكويت البحري
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الرابعة، تسلط تراثنا الضوء على دور سفينة “التشالة” وهي احدى السفن الشراعية الكويتية التي صنعها أهل الكويت خصيصاً لنقل مواد البناء والحجارة والأخشاب بمواصفات خاصة لهذا الغرض ، وتعد الوحيدة من نوعها في المنطقة .
النقل الساحلي
حين ظهرت الحاجة في الكويت إلى سفن لنقل المواد الأولية اللازمة لبناء المنازل مثل الصخور المرجانية وغيرها من الاخشاب التي كانت تجلب من الهند ، صنع الكويتيون سفينة “التشالة ” ، وهي سفينة شراعية تشبه سفينة ” البوم ” ، ولكنها متوسطة الحجم ، وذات غاطس ضحل وحملات نازلة (منخفضة) لكي يسهل تنقلها من مكان إلى آخر على الساحل .
ولكي تحمل أكير قدر من هذه المواد وغيرها من البضائع ، وحين بدأت هذه البواخر تصل إلى الكويت وهي محملة بالمواد الغذائية المختلفة ، كانت هذه البواخر ترسو بعيدة عن ساحل مدينة الكويت ، لذا صنع أهل الكويت سفناً أكثر حجماً من التشالة ، أطلق عليها أسم ” حمال باشي”.
ولقد بلغت أهمية سفن النقل الساحلي درجة جعلت الحكومة الكويتية تنشئ شركة مساهمة للنقل والتنزيل ،غرفت محلياً باسم شركة حمال باشي .
وكان لهذه الشركة اسطول من سفن النقل الساحلي ساهم مساهمة فعالة في خدمة الكويت وأهلها قبل ظهر النفط فيها .
لم يعرف ميناء آخر صنع التشالة أو حمال باشا ،ولم تسلم أية تشالة كويتية من الاندثار ،أما حمال باشي فقد كانت هناك سفينة من هذا النوع راسية في نقعة الشملان ، وكانت جميلة المنظر ، بديعة التصميم ، وكانت معروضة للبيع فاشتراها أحد التجار الخليجيين ،وحولها إلى سفينة للنقل داخل الخليج ، حتى تمت استعادتها من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت ، وهي تقف اليوم في الساحة الشرقية للمتحف البحري الكويتي..إنها (الحربي) صنعها الأستاذ المشهور أحمد بن سلمان في الاربعينيات من القرن العشرين .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة الثالثة :
سفن البوم الشراعية تروي أهالي الكويت من شط العرب
نقلا عن تراثنا / العدد 43
تواصل مع تراثنا