حرف كويتية قديمة اندثرت
تراثنا – التحرير :
حين ظهرت الحاجة في الكويت في ثلاثينيات القرن العشرين إلى سفن لنقل المواد الأولية اللازمة لبناء المنازل مثل الصخور المرجانية وغيرها،مثل الأخشاب التي تجلب من الهند ، صنع الكويتيون (التشالة) وهي سفينة شراعية تشبه سفينة ” البوم “.
كانت سفينة “التشالة ” متوسطة الحجم ، وذات غاطس ضحل ،و حملات نازلة ، لكي يسهل تنقلها من مكان إلى آخر على الساحل، ولكي تحمل أكبر قدر من هذه المواد وغيرها من البضائع .
شركة حمال باتشي
وحين بدأت البواخر تصل إلى الكويت ، وهي محملة بالمواد الغذائية المختلفة ، كانت هذه البواخر ترسو بعيداً عن ساحل مدينة الكويت ،لذا صنع أهل الكويت سفناً أكبر حجماً من النشالة ، أطلق عليها أسم “حمال باشي “.
ولقد بلغت أهمية سفن النقل الساحلي درجة جعلت الحكومة الكويتية تنشيء في عام 1935م شركة مساهمة للنقل والتنزيل ، عُرفت محلياً باسم ” شركة حمال باشي “.
وكان لهذه الشركة أسطول من سفن النقل الساحلي ، ساهم مساهمة فعالة في خدمة الكويت وأهلها قبل ظهور النفط فيها .
لم يعرف ميناء آخر صنع “التشالة ” أو حمال باشي ، ولم تسلم أية تشالة كويتية من الإندثار ، أما حمال باشي فقد كانت هناك سفينة من هذا النوع راسية في نقعة الشملان ، وكانت جميلة المنظر ، بديعة التصميم ، وكانت معروضة للبيع فاشتراها أحد التجار الخليجيين ، وحولها إلى سفينة للنقل داخل الخليج .
حتى تمت استعادتها من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، وهي تقف اليوم (عند كتابة المقالة) في الساحة الشرقية للمتحف البحري الكويتي ، وتدعى “الحربي ” صنعها الأستاذ المشهور أحمد بن سلمان في الأربعينيات من القرن العشرين” نقلا عن مجلة تراثنا بتصرف” .
إنتقاء من تراثنا