شهادات الحاتم من كتابه ( من هنا بدأت الكويت ) الحلقة 5
تراثنا – التحرير : من بين سطور ( من هنا بدأت الكويت ) للمؤرخ الكويتي عبدالله الحاتم ، انتقى د . محمد بن إبراهيم الشيباني * دعابات وشهادات تاريخية ضمنها في كتابه ( شهادات عبدالله الحاتم.. بين الدعابة والتاريخ) تنشرها تراثنا الإلكترونية في سلسلة حلقات ( الحلقات كاملة ) .
المؤرخ الحاتم :
-
أمر الشيخ أحمد الجابر بخلع البشوت فقوبل القرار بالانتقاد والتحدي من أكثرية الشعب .
-
هدد حاكم البلاد كل من لا ينصاع للقرار بمصادرة عباءته من على ظهره وحرقها .
-
خرج أمير البلاد متصدرا أسرته وحاشيته وخدمه بلا بشوت فعمت الظاهرة البلد.
-
استهدف القرار المساواة الاجتماعية والأقتصادية ومراعاة عدم قدرة الكافة على لبس البشوت الغالية .
سنة البشوت
يقول المؤرخ الحاتم تحت هذا العنوان : ” في هذه السنة ( 1349 هجرية – 1930 م ) ، أصدر أمير الكويت أحمد الجابر الصباح ” يرحمه الله ” ، أمراً إلى الأهالي بخلع البشوت ( جمع بشت ) وهو العباءة .
وألزمهم بتنفيذ هذا الأمر ، فقوبل هذا القرار من أكثرية الشعب بالانتقاد والتحدي ، ولما رأى أمير البلاد عدم انصياع الأهالي لهذا الأمر ، هدد بمصادرة عباءة كل رجل على ظهره وحرقها .
فخاف الناس ، وخرج معظمهم بلا عباءة ، مستعيضين عنها بعصا من الخيزران ، أما بعض المتعصبين فإنهم لازموا منازلهم .
الأمير وحاشيته بلا بشت
وكان أول من خرج للناس بلا عباءة جميع أفراد العائلة ، يتقدمهم أمير البلاد ، وكذلك الحاشية والخدام .. وما هي إلا أيام قليلة حتى اختفت العباءة تماماً ، إلا المعروض منها في الأسواق .
أما القصد من وراء هذا القرار فهو اجتماعي واقتصادي في آن واحد ، ذلك أن تكاليف العباءة كبيرة جداً في ذلك الوقت..فمن هذا كنا نرى الرجل الفقير يرتدي عباءة سميكة في أشد أيام الصيف حرارة ، أو يرتدي عباءة رقيقة جداً في فصل الشتاء ، لأنه لا يملك غيرها ، أو نرى بعضهم يتأبط عباءته لأنها مهلهلة .
أما من الناحية الاجتماعية ، فإن الأهالي ينظرون إليها بتعصب كبير ، فهي في رأيهم من علامات الرجولة ومتمماتها ، والرجل من دونها لا مكان له في المجتمع ، وينظر إليه باحتقار واشمئزاز .
وليس هذا التعصب للعباءة مقتصراً على أهل الكويت فقط ، وإنما في أكثر البلاد العربية ، ولاسيما في البلاد النجدية ، وخير تعبير عن هذا التعصب هوما يقوله أهل الكويت لأبنائهم ( عشت ولبست البشت ) .
بن سعود ومنع البشت !
فبهذا القرار أصبح الناس سواسية تدريجياً ..ويُقال أن الملك عبدالعزيز ابن سعود أرسل كتاباً إلى الشيخ أحمد الجابر يسأله عن هذا القرار وينتقده ، فسمح للناس بالعودة إلى العباءة ( البشت ) .
ابيات شعرية بالمناسبة
وما أحسن قول الشاعر الشعبي ابراهيم الخالد في وصف هذه الحادثة هذه :
يارب صبرني على كل ماكاد
وانظر الوقت مدبرات سنينه
والطف بحال حل فيها التنكاد
بين عليها شيي مستنكرينه
دشيت(دخلت)السوق كجاري
العاد مستانس للشي ما صار بينه
وإلا أشوف اللون في ناس أفراد
في دقلة (جلابية هندية) والخيزران بيمينه
قلت السبب ؟ هل كيف تمشون
لاعاد( لم يعد) بشت يذريكم عن البرد وينه؟
قالوا تسمع لا عدمناك يا واد
عصر جديد وتونا داخلينه
وقفيت أرد الراي باليوم ترداد
وظليت هايم والقضية كنينه(مكدره)
من يوم حكيات المدارس مع الناد
وشفت المواتر مشيها في مكينة
وبان الجويت(مسحوق أزرق لغسيل الملابس)
وهبت الناس به عاد وشفت الكلام محرف عن يقينه
وقالوا على المودات(حوادث العصر)
والعام يزداد عرفت أن البشت (قد) جد حل حينه
من يوم قالوا ذبة البشت تنزاد
وشفت العرب في ذبهم مشتهينه
عيا يجودني مع الناس مقعاد (لم أطق الجلوس مع الناس)
متحسف والعين مني حزينه
عفت الفراح وعيت النفس للزاد
ونقلت هم -يالربع- ما ستهينه
أتم طول الليل في ضد رقاد
ومن الملل صغت القوافي الحسينه
هل كيف أذب البشت من غير معتاد
ما أشوفها ذربة ولاهي بزينة(غير لائقة)
لاني هندي وبقول وشعاد
ولانيب غلوم وافتهم للرطينه
فإلى اتفت وشفت بعض
الأجواد بالكوت والسروال تومي ايدينه
يمشي بملبوس من البرد ما فاد
جنه اطوير يالربع ناتفينه
إن كان هذه هرجة (أمر الشيخ أحمد)
الشيخ بوكاد ولزم وحط المسألة في يقينه
ملزوم نتبع قبلته حق وإسناد
وماداس رأسه شيخنا دايسينه
وصلاة ربي عد ماطق حداد
على نبي جلى الشرك دينه
الحلقة السابقة (4)
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) . حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +