أسرار وخلفيات مجهولة
نوادر ثمينة وتحف وانتيكات وكتب ومخطوطات وعملات وغيره
تراثنا – كتب خالد أبو قدوم :
التحف وقطع الأنتيكة والكتب والمخطوطات القديمة لها سوق رائج في كل دول العالم، ويتفاوت الاقبال عليها من بلد لآخر ، حسب ثقافة البلد وعراقته، والكويت لا تشذ عن ذلك، اذ يتواجد قطاع من الكويتيين وان قل عددهم، فرغوا وقتهم وطوعوا مالهم خدمة لهوايتهم.
البعض منهم أختص بالتحف ،والبعض الاخر بالكتب والمخطوطات، فتارة يشترون من مزاد وتارة يشترون عبر اعلان، لكنها تبقى بالنهاية روافد لمصدرهم الاساسي الا وهو سوق الجمعة والذي يُعرف في بلدان عربية أخرى ب” سوق الحرامية “!، حيث يرتادوه هواة جمع القديم والأنتيكات منذ عقود لما فيه من فائدة كبيرة.
جالت “ تراثنا “على مجموعة من الكويتيين من جامعي التحف العاملين بسوق الجمعة، وباحثين مهتمين بالكتب والمخطوطات والوثائق من مرتادي السوق، لنتعرف على اهميته في اثراء هوايتهم.
-
الشايجي : لا أعرف الحكمة من منع وتغريم باعة المطبوعات والمصاحف ولوحات آية الكرسي في السوق ب 500 دينار !!
-
الزوير : أدعو الاعلام أو الوطني للثقافة إلى تخصيص ركن للكتب في السوق لتشجيع الناس على المطالعة.
-
الشمالي : حصلت على مخطوطات عمرها يبدأ من 200 سنة و250سنة و270 سنة ومخطوط تجاوز 300 عاماً .
-
السعدون : أشتريت أثاث منزل مستعمل ب 130 دينار بينهم سجادة فارسية قد يصل سعرها لألف دينار!
-
الدوسري : أسعار سوق الجمعة أرخص بكثير عن باقي الأماكن والمزادات التي تقام يتواجد فيها المتخصصون.
-
المرجان : بعض الذين يبحثون عن (الصيدات ) في السوق يحضرون معهم أجهرة تكشف عن المعادن الثمينة !
حسين الدوسري كويتي متقاعد، امضى 20 سنة بجمع التحف والأنتيكة، وله بسطة بسوق الجمعة حيث يعمل…بدأ الموضوع معه كهواية ، ثم ما لبث ان تحول الى احتراف سالبا جل وقته.. يقول الدوسري عن تجربته :
الاتقان والجمال وعبق
الماضي هو ما شدني الى عالم المهنة، الى جانب زملائي الكويتيين وعددنا 25 شخصا في الكويت كافة فقط ، لنا لقاءاتنا الدورية اسبوعياً ، واحيانا كل اسبوعين بالديوانيات، التي نقيم فيها المزادات ونتبادل التحف والقطع الاثرية ايضا “.
مزادات مخالفة في كبد
ما يجري بالديوانيات من مزادات ، يُعد مخالفا للقانون ولكنها احدى الوسائل المتاحة للبيع والشراء ، في ظل انعدام التشجيع من الحكومة ولو في ابسط اشكاله، سوق مخصص للتحف والأنتيكة، مما دفع اصحاب المهنة الى البيع بالديوانيات بل والى اكثر من ذلك بجواخير ( مرابي الماشية ) منطقة كبد.
الخليجيون منظمون
ويقارن الدوسري بين الكويت ودول الخليج ممتعضا من الحال : ” زرت دول الخليج واطلعت على اوضاع اهل المهنة، وكم هالني ما هم فيه، من سوق منظم مخصص، ونقابة تجمعهم وتدافع عن مصالحهم، وقد اقمت خلال زياراتي المتكررة لهم الكثير من العلاقات، وعقدت معهم العديد من عمليات البيع والشراء”.
ويشير إلى أن ذلك انعكس بالتبعية على اهتمام الناس بالتحف، فساهم بارتفاع الطلب على بضائعهم وهو ما زاد من اسعارها، ما دفع التجار الى ان يولوا وجهتهم شطر الكويت، للشراء من سوق الجمعة وغيره ومن ثم بيعها في بلدانهم ، منوها أن عدد البسطات المختصة في سوق الكويت لا يتجاوز خمسة .
زبائن ألمان وأوروبيون
وعن نوعيات الزبائن المترددة على السوق يقول الدوسري : الكويتيون والخليجيون ومن ثم الاوروبيون وتحديداً الالمان والإنجليز، مشيراً إلى أن السوق رغم بساطته الا انه يكلف اصحاب البسطات الكثير ، حيث يفتتح ثلاثة أيام بالأسبوع ، وتكلفة مصاريف الأسبوع الواحد 220 دينار ، من نقل وعمال وغيره ، وهو مبلغ كبير نظرا لأنهم يعملون 12 يوما بالشهر فقط .
بيعة واحدة تعوضني
ويوضح : “التكلفة وان قاربت الألف دينار شهرياً وهو مبلغ كبير، إلا انه ربما يسهل تعويضه بعملية باع واحدة، بتحفة يصل سعرها إلى 500 دينار وقد تصل احيانا الألف ، مؤكداً أنه قد تتوفر بالسوق احيانا تحفاً وانتيكات نادرة ، تساوي الألاف الدنانير تباع بأثمان بخسة، نقوم بشرائها من زبائن يعرضونها علينا، وهي فرصة عظيمة للباحثين عن التحف لا تتوفر الا بسوق الجمعة”.
بين المختص وغيره
وعن الفارق بين البيع في سوق الجمعة ومزادات تقام في ( كبد ) اجاب: ” الفارق ان اسعار البضائع بسوق الجمعة أرخص بكثير عن باقي الأماكن، ففي السوق يشتريها التاجر من اشخاص غير مختصين او عارفين بقيمة ما يعرضون على التاجر، عكس المزادات التي يتواجد فيها مختصون”.
الوالد يتبع الولد
اما زميله بالمهنة فاضل المرجان وهو كويتي متقاعد ايضاً، وله بسطة بسوق الجمعة هو الآخر، فيقول ان دخوله للمهنة كان قبل 16 سنة ، ولكن بطريقة غريبة يكشفها لنا :” جرت العادة ان يتبع الولد والده، ولكن ما حصل معي كان العكس، حيث كان ابني يعمل بالتحف واستهوتني الفكرة ( كهواية ) ومن يومها ونحن نعمل سويا، نبيع ونشتري بسوق الجمعة وغيره من الاماكن”.
ولأن المرجان دخل الى عالم التحف كان لزاماً عليه ان يدخل الى توابع هذا العالم، وهي المزادات الدورية، ولو غاب عن واحد منها لشعر وكأن شيئا ما ينقصه، والقائم بعضا منها بمنطقة ابو فطيرة او بسوق السلاح.
صيدات السوق
سوق الجمعة ورغم شعبيته المفرطة الا ان به العديد من ” الصيدات ” لمن يبحث عنها، حتى ان بعض الزبائن الباحثين عن الخواتم والأحجار الثمينة يحملون معهم الى السوق جهازاً لكشف نوعية المعادن، واشتروا عبر ذلك خواتم بدنانير معدودة وباعوها بمئات الدنانير فيما بعد.
دلة بأربعه آلاف
قد يظن البعض ان هذا اقصى ما في سوق الجمعة، ولكن جولة واحدة بجنباته كفيلة بالكشف عن اشياء اخرى، اغلى واجمل من الاختام والاحجار بنظر الباحثين عنها ..يكشف المرجان عن بعضها : “دلة القهوة الكويتية، المصنوعة محليا وتحديدا بين ثلاثينيات وسبعينيات القرن الماضي، عليها طلب ويصل سعرها لـ 4 الاف دينار طبقا لحالها وعمرها “.
حقا انها اسعار تسيل لعاب الباحثين عن المال، وليس من المبالغة القول ان الناس لو كانوا يعلمون ما ستؤول إليه اسعار دلات القهوة لورثت ربما ابنائها ” دلال ” بدلا من الاموال !!
هاتف بوعلمين
الأسعار المرتفعة بالسوق وان كانت حكراً على دلال القهوة وغيرها من الأشياء، لكن هذا لا يمنع من بيع كل ما له علاقة بالكويت القديمة باسعار جيدة ايضا ، كالتلفون المستعمل باول ظهور الهواتف بالكويت ماركة ” بو علمين ” اسود اللون وباعه المرجان بمبلغ 150 دينار. والسوق لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتعداه الى أبعد من ذلك بكثير، وكل ما عليك فعله ان تأخذ لك ” فره ” لتنال مطلوبك.
قطع ثمينة ب 900 دينار
يقول المرجان عن آخر مزاد حضره : ” بالأسبوع الماضي رسى علي مزاد بـ 900 دينار وكان به العديد من القطع الثمينة الاصلية، والتي من المتوقع ان اجني منها ربحا معتبراً، عند عرضها بسوق الجمعة “.
خبرة طويلة
أما عبد الجبار السعدون فيتردد على السوق منذ عام 1991 م ، لكنه على عكس الآخرون يجد به مصلحة كبيرة.. يذكر مثالاً لذلك : ” اشتريت حمولة هاف لوري من احد المنازل بمبلغ 130 دينار، وكان من بين الاغراض سجادة فارسية صغيرة بعتها بسوق الجمعة بمبلغ 150 دينار، ومن اشتراها باعها بـ 250 دينار، وهذه السجادة على سبيل المثال لو بيعت بمكان اخر لوصل سعرها ربما الى الف دينار، فسوق الجمعة مهما علت سعر القطعة فيه تبقى رخيصة مقارنة بالأماكن الاخرى، فللسوق قواعده وتقاليده السائدة بعمليات البيع والشراء”.
ومثلما لكثير من السلع موسما كذلك للتحف موسم الا وهو الشتاء، واما الصيف فتخف بالسوق الحركة، والسبب كما يقول السعدون راجع لسفر كثير من الناس من مواطنين ومقيمين.
السعدون لا يهدأ بالبحث عن التحف حيث يشارك بالمزادات المقامة بالسوق، ومزادات منطقة كبد ومزادات المنازل وغيره .
خبرته الطويلة وان مكنته من تقييم الاشياء التقييم الدقيق، الا انها تخونه احيانا، وهذا ما حصل معه ب( قدر كبير للطبخ) كان يعرضه بالبسطة.. يقول عن الموقف مبتسماً : ” كان عندي قدر لا اعلم قيمته نويت بيعه ب 5 دنانير، الا ان احد الزبائن عرض علي 25 بعد ان قلت له :سوم ..عندها اصريت على 35 فلم يعجبه السعر وغادر، وبقى القدر عندي فترة طويلة دون ان اتمكن من بيعه، ولسوء الحظ فقدته بعد ذلك، مع عمليات التحميل والتنزيل الاسبوعية “.
السعدون والمخطوطات
اهتمام السعدون بالتحف لم يثنيه عن الإهتمام ايضا بالمطبوعات، من كتب ومخطوطات ووثائق يبحث عنها بمختلف الأماكن، ويشتريها مزوداً بها مركز المخطوطات والتراث والوثائق.. يقول: ” بالسابق كنت متفرغاً للكتب، واشتريت العشرات من المكتبات، اما الآن فالوضع مختلف وشراء المكتبات قليل جدا “.
ويكشف السعدون عن اكبر مكتبة اشتراها كانت عبارة عن 35 ألف كتاب وهو رقم مهول، يغلب عليها الحديث عن القضايا الإسلامية وبالذات القضية الفلسطينية، وقد مكثت في مخزنه فترة ، إلى أن باعها بثمن بخس للغاية.
البحث عن الكتب
ومثلما هناك فئة من الناس همها التحف وقطع الانتيكة هناك فئة ايضا همها الكتب القديمة والمخطوطات والوثائق تبحث عنها بشغف وتفارق الاحبة وتقطع الحدود طمعا بمبتغاها، وفي نفس الوقت لا تستغني عن سوق الجمعة، اذ يتوفر فيه ما لا يتوفر في غيره..
الباحث فهد الشمالي هو أحد من تلك الفئة، له اهتماماً كبيراً بالكتب والمخطوطات، وبالذات التاريخية منها. وكان لوالداه أكبر الاثر في دفعه وحبه لمجال البحث.. يقول الشمالي عن بدايته :” كان لاصطحاب الوالد لي لمعارض الكتاب بنهاية السبعينات اكبر الاثر بتعلقي بالكتاب، وقد تأثرت بمجموعة من المهتمين والباحثين امثال : الباحث محمود شاكر، والدكتور عبد المحسن جمال، والدكتور عبد الرحمن بدوي، والمفكر مهنا المهنا، والدكتور جاسم الحمدان.
مصدر الشراء
اما عن مصدر شراء الكتب القديمة والمخطوطات والوثائق فهي متنوعة.. يذكرها: ” بالنسبة لي ابحث بجميع الطرق الممكنة كالأصدقاء ، او من خلال الطلبة الدارسون بالخارج، او اثناء سفري، وكذلك في مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة لسوق الجمعة، وقد أثمرت هذه الجهود المنوعة بالحصول على مخطوط عمره 200 سنة ومخطوط اخر عمره 250 سنة، واخر 270 سنة، ومخطوط يتجاوز 300 عام، وهي منوعة بين الطب والفقه والفلك “.
واما عن اكبر مكتبة اشتراها فكانت مكونة من 1300 كتاب بالتعاون مع اثنين من اصدقائه، وهي بين التاريخ والادب والشعر، فيما كان “رحلة في بادية السماوة” المطبوع بعام 1920 اخر كتاب اشتراه .
السوق قبل وبعد
واما عن مصدر الكتب بسوق الجمعة فهو مصدر له خصوصيته، لم يكن يعرفه من قبل وعنه يتحدث الشمالي :” بالبداية لم نكن نعرف اهمية سوق الجمعة، ولكن جاري هديبان البطحاني، وهو من المهتمين بالتراث واشترى من السوق العديد من النوادر، نبهني له وما فيه من كتب قديمة قيمة وغيره، وكان ذلك بعام 1984 ومنذ ذلك الوقت وانا من رواده، لا استغني عن التسوق فيه بين فترة واخرى. “.
سوق الجمعة قبل الغزو اختلف عن السوق عقب التحرير.. يقول الشمالي : ” من عام 1984 الى الغزو اشتريت حوالي 130 كتاباً وبعد التحرير وإلى الآن اشتريت حوالي 240 كتاباً، كما اشتريت مخطوطاً عمره 170 سنة، وكتاباً مؤخراً بمبلغ 85 دينار .
الصور كانت بدايته
أما الباحث التاريخي بدر الزوير فقد كان سوق الجمعة سبباً بجعله باحثاً مهتماً ومتخصصاً بالعملية التربوية ، بعد ان اشترى صور قديمة من مزاد بالسوق كان من بينها صورة تخص مدرسة المباركية ومنها كانت الانطلاقة إلى عالم البحث بتاريخ التعليم بالكويت.. يقول الزوير عن سوق الجمعة : ” كنت دائم التسوق بالسوق طيلة عقد كامل وتحديداً بالفترة من عام 1991 الى عام 2000 وقد اشتريت كتبا كثيرة لا اعلم عددها، في مجالات الادب والشعر والتاريخ، المطبوعة بالخمسينات والستينات والسبعينات، مثل ديوان شعر الشيخ عبدالله النوري، وكتاب يتناول سيرة عبدالعزيز الرشيد لمؤلفه الملثم البدوي.
تحف البيئة الكويتية
الزوير وان كان اهتمامه منصباً على الكتب، إلا انه يولي التحف والانتيكة جزءاً من اهتمامه، اذ يشتري كل ما يخص البيئة الكويتية من ادوات وملابس تراثية، لكنه توقف منذ عام 2000 عن زيارة السوق ويذكر السبب : ” بالسابق كان السوق يعج بكل انواع المطبوعات من كتب ومجلات وصحف وغيره، ولكن بعد صدور قانون حماية الملكية الفكرية منعت المطبوعات من السوق تماما، وما يباع منها بداخل السوق انما يباع بطريقة غير قانونية وبالسر”.
ويختم الزوير حديثه باقتراح يتمنى ان يرى النور قريبا، ويقضي بتخصيص وزارة الاعلام، او المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، ركنا بسوق الجمعة يخصص للكتب والمطبوعات من باب تشجيع الناس على المطالعة، مع تخصيص يوم ومكان معين بالسوق لاقامة المزادات للكتب لما فيه من فائدة كبيرة.
منذ 35 سنة
الزوير المعتزل لسوق الجمعة منذ قرابة العقدين، يقف على النقيض منه زميله عبدالله الشايجي، الباحث بالتراث الكويتي، والذي لم ينقطع عن السوق منذ 35 سنة الا اسبوعا واحد فقط قضاها بالحج، في حالة نادرة، ليس لها شبيه، ليكون بذلك “الاب الروحي” للسوق وبكل جدارة.
صندوق (مبيت) وكبتات
يعبر الشايجي عن حبه للسوق : “هو بالنسبة لي الرئة التي اتنفس منها، واواظب على التردد عليه دون انقطاع، خصوصا واني لا اسافر ابدا”.
الباحث ابو سليمان كما يحب ان نناديه، مولع بالتراث الكويتي يبحث عن كل ما له علاقة به، من ابواب وشبابيك وملابس وادوات طبخ وصندوق مبيت وكبتات وغيره، ويجد بجمعها متعة لا تعادلها متعة، حتى انه اقام له متحفا خاصا به، جل محتوياته من سوق الجمعة الذي يدين له بالفضل.
500 دينار غرامة
وأقر الشايجي بأن منع بيع المطبوعات بالسوق اثر بلا شك على المعروض فيه والغرامة تصل لـ 500 دينار للمخالفين، وما يباع فهو بعيدا عن اعين المسؤولين، وخوفا من انكشاف امر الباعة يضطرون احيانا الى رمي ما عندهم في حاويات القمامة، هربا من العقاب، قبل ان يضبطوا متلبسين..
يتحدث الشايجي وقد آلمه احد المناظر: ” لا ادري ما الحكمة من سن مثل هكذا قانون، يجرم بيع اي مطبوعة حتى القران الكريم او اية الكرسي مثلا.. تخيل اني وجدت عدة مرات مصاحف في كراتين، وقد القي بها قرب حاويات القمامة خوفا من العقاب”.
ولهذا يطالب الشايجي من المسؤولين تخصيص مكان بالسوق، مخصص لبيع المطبوعات، بوجود رقابة من الاعلام فتتحقق الفائدة للجميع.
تواصل مع تراثنا
\