الحلقة السادسة 

الكويت .. وثيقة الماضي والحاضر

 

 

تراثنا – التحرير :

 

تقتطف تراثنا من دراسة أعدها د . محمد بن إبراهيم الشيباني * بعنوان (الكويت : وثيقة الماضي والحاضر) وريقات قديمة تمثل وثائق تاريخية تتعلق بحدود الكويت وجيرانها ونشأتها ومسمياتها الثلاث القديمة وغيرها ، تنشرها تباعاً في حلقات.. وفي( الحلقة 6) نتناول الاسم الثالث والأخير( الكويت ) الذي استقر وعُرفت به .

 

• بنو عريعر سلّموا الكويت وإدارة أمور ما حولها من عشائر وقبائل إلى صباح بن جابر ، فحكمها ، وتأسست مشيخة الكويت .

• عاث الاشقياء الفساد في الفاو ، فاشتراها الشيخ صباح والد مبارك وغرسها نخلاً و جذب المزارعين إليها..ومازالت حلاله .

• سكان الفاو رجال ونساء يلهجون بالثناء والدعاء للشيخ مبارك بطول العمر والدوام  بما مَنّ الله به عليهم من سعة في الرزق.

 

أسم االكويت

 

 

منذ أن وصل العتوب إلى الكويت عام (1117 هجرية – 1705 م ) وحتى تسلمهم الحكم في البلاد عام (1166 هجرية – 1752 م ) يقول السعيدان : ” بعد أن دبت الحروب والخلافات بين بني خالد وتسلم عريعر بن دجين الإمارة عام (1752 م ) وكف هذا الأمير الأخير عن ارتياد ( الكويت )  وأهلها حيث استقر الرأي على تعيين الشيخ صباح شيخاً على القبائل الموجودة حول ( الكوت) في أراضي القرين ، ومن هنا بدأ حكم آل صباح ( للكويت ) الذي أهمله آل عريعر ، واطلقوا عليه أسم الكويت تصغيراً لشأنه .(1)

 

والكوت : قلعة محاطة بسور وخندق تصغيرها كويت ، بناها ابن عريعر ، كان يتخذها محطة لاستراحته وقومه ، قيل أن تاريخ بناؤها كان سنة 1614 م ، وقيل سنة 1671 .

 

تنازل عريعر للصباح

 

وقد عُرف بكوت بني عريعر ، وعندما قرر بنو خالد الانسحاب من أراضي الكويت التي تعرف ( بالقرين ) سلموا أمر إدارتها وشؤون العشائر القاطنة حول الكويت إلى الشيخ صباح بن جابر العتبي ، ومنذ ذلك اليوم تأسست مشيخة الكويت ، عقب وفاة الأمير سليمان بن محمد سنة 1752 م .(2)

 

هيمنة حكام الكويت على الفاو والبصرة 

 

منذ العهد العثماني والملكي وحكام الكويت يسيطروه على تلك المنطقتين الفاو والبصرة .. ينقل الأنطاكي في كتابه ” الآيات الصباح في مدائح مولانا صاحب السمو أمير الكويت ” في الموسوع الكويتية المختصرة للسعيدان :

 

( إن الفاو عبارة عن قرية صغيرة تابعة لولاية البصرة ، وهي الحدود التي تفصل أملاك الدولة العلية العثمانية عن إمارة الكويت البهية من جهة البحر ، وكانت الفاو بالأصل أراض جرداء لا أمان فيها لزارع او مستثمر ، وكان الأشقياء يلتجئون إليها ويعيثون فيها فساداً ) .

 

الفاو ملك لمبارك الكبير

 

 

ومازالت كذلك إلى نحو ثلاثين سنة أو يزيد ، حيث اشترى هذه الأراضي للاستثمار المرحوم الشيخ صباح والد صاحب السمو الشيخ مبارك باشا بن الصباح ، ولما دخلت في ملكيته هاب الأشرار سطوته ، فتلاشى السلب والنهب ، وبادر رحمه الله فغرسها نخلاً وجعل يحرض الناس على سكناها ويعاونهم بالمال على استثمارها على ما هو معروف عن الكرم العربي الممتاز الذي تفرد به آل صباح الفخام ” (4).

 

وقال (السعيدان ) : أما أراضي الفاو فهي لم تزل ملكاً شرعياً حلالاً لسمو الشيخ مبارك بن الصباح ، والذي يتجول في هذه الأراضي الخصبة ويرى أشجار النخيل التي فيها قائمات كالعرائس ،ويحادث الفلاحين الذي يستثمرونها ويعتنون بها ، ويزرعون بقية الأراضي التي فيها ، وما هم فيه من رغد العيش ، وحسن الحال ، يعلم حينئذ فضل مولانا المبارك الحقيقي ، وما خلق الله فيه من الأخلاق العالية ، ويسمع من هؤلاء ونسائهم وأولادهم الدعاء الصادر من صميم قلوبهم : ” يطول عمرك يا شيخ مبارك ، الله يديمك يا شيخ مبارك ” حقا من يرى ما رأيت بعينيه ومن يسمع ما سمعت بأذنيه ..يقول معي ” بارك الله فيك يا أيها الشيخ المبارك الجليل ” .

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

 

طالع الحلقة الخامسة  :

 

القرين وبداية نشأة الكويت

 

 

يتبع لاحقا ..

 

هامش :

1- تاريخ العلم الكويتي ، السعيدان ، ص

27
2- الموسوعة الكويتية المختصرة ، للسعيدان 3/1256 ، 1257.

3- تاريخ الكويت

 

4- ” الرياض المزهرة بين الكويت والمحمرة ” لعبد المسيح الأنطاكي ، صدر عام 1325 هجرية عن مطبعة العرب في مصر .

5- صاحب الكويت : هذا اللقب كثيراً ما يردد في كتب التاريخ مثله في تاريخ الطبري وابن الجوزي وابن كثير وغيرهم ، بقولهم صاحب الكرك وصاحب الموصل وصاحب السرير وصاحب الحلة ..

 

 

صور :   الفاو قديما – شروق 

 

 

تواصل مع تراثنا