من دفاتر تراثنا القديمة
حرف ومهن كويتية شعبية
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
اشتهرت الكويت مع ما اشتهرت به من تجارات بالصناعات الحرفية التي يقوم عليها الأفراد والجماعات والأسر داخل السور وخارجه .
ومن ضمن هذه الحرف والصناعات التي سنتطرق إليها في موضوعنا هذا صناعة البشوت (العباءات) التي كان الكويتيون يقومون بصناعتها ، وصار لها تجارها وسوقها في المنطقة ، حتى اشتهرت بين الشيوخ والأمراء والوجهاء والأعيان كلباس للتهندم .
-
البشت أفضل هدية تُقدم للضيوف عند الحكام ولها مسميات عدة ولها أسواقها وتجارها واشتهر الأمراء والوجهاء والأعيان بلبسها والتزين بها .
-
منع حاكم الكويت أحمد الجابر الأهالي من لبس البشوت فقوبل القرار بالأنتقاد والرفض ولما رأوا الأمير وحاشيته بدونه خلع الشعب البشت !
-
المعتمدية البريطانية تقوم في كل عام بشراء كمية كبيرة من البشوت من أكثر من تاجر ،بل تعدت شراء البشوت إلى شراء الغتر (الشماغ) وغيرها !!
أفضل هدية
فكان البشت أفضل هدية تقدم للضيوف عند الحكام ، حتى أخذت هذه الصناعة تتطور وتزدهر ويكثر الطلب عليها ، فصارت مغرية عندما اتخذت أشكالاً وألواناً ، وصار لها أسماؤها المتنوعة .
المعتمدون البريطانيون في الكويت ، منذ المعتمد الأول ( نوكس ) عام 1322هجري( 1904م) حتى الأخير ( رتشموند) وفي وثائقنا التي بين أيدينا من نوكس حتى هاملتون فقد أخد الجميع بالعادة التي تسي عليها أنظمة الحكم في المنطقة ، بدءاً من الكويت ،وهي شراء البشوت المتنوعةوإهداؤها للأمراء والوجهاء والضيوف وكبار الزوار للمعتمدية البريطاينة في الكويت .
بشت صيفي وشتوي
ولُبس البشت في الكويت ودول الخليج والعرق وغيرها ، ليس فقط للتزين ، بل للرجولة وللوقاية من برد الشتاء ، وفي الصيف من حر الشمس ، ففي الشتاء تُلبس بشوت الصوف السميكة ، في الصيف الخفيفة .
قرار منع لبس البشوت
صدر في عام 1349 هجرية (1930م ) قرار يمنع ارتداء البشوت ، فأمر الأهالي بخلع البشوت ، وألزمتهم الحكومة بتنفيذ هذا الأمر ، لكنه قوبل بالانتقاد والرفض ، لما للبشت عندهم من عزة وشرف .
ولكن لما رأي المواطنون أن الحاكم (الشيخ أحمدالجابر الصباح) ورجال الدولة كلهم طبقوه وساروا في الشوارع بلا بشوت ، نفذوا الأمر .
– المؤرخ عبدالله الحاتم ( يرحمه الله ) له وجهة نظر بالنسبة لهذا القرار جعلت الحاكم يفرضه على شعبه آنذاك ، لأسباب عدة منها :
الأول : القصد اقتصادي :
ذلك ان تكاليف العباءة كبير جدا في ذلك الوقت ، فمن هذا كنا نرى لرجل الفقير يرتدي عباءة سميكة في اشد أيام الصيف حرارة ، أو يرتدي عباءة رقيقة جداً في فصل الشتاء ، لأنه لا يملك غيرها ، أو نرى بعضهم يتأبط عباءة وهي مهلهلة .
الثاني: القصد الاجتماعي :
بأن الأهالي ينظرون إليها بتعصب كبير ، فهي في رأيهم من علامات الرجولة ومتمماتها ، والرجل من دونها لا مكان له في المجتمع، وينظر إليه باحتقار واشمئزاز .
وليس هذا التعصب للعباءة مقتصراً على أهل الكويت فقط ، وإنما في أكثر البلاد العربية ، ولا سيما في البلاد النجدية ، وخير تعبير عن هذا التعصب ما يقوله أهل الكويت لأبنائهم الصغار : ( عشت ولبست البشت ) ، أي يعنون الزواج حيث أن العريس يلبس البشت ليلة زواجه .
كان للبشوت سوقها وتجارها كما سبق وذكرت ، في الوثائق التي بين أيدينا والمسرود لنا الأعداد الكبيرة لتجار هذه السلعة الرائجة في كل زمان ومكان لا تجدها اليوم في كتاب ، وهي نادرة إلى حد لا توصف ، فهذه واحدة من الزيادات في تاريخ الكويت ،لرجال لم يدونوا في تاريخها ، فماتت أسماءهم معهم .
المعتمدية البريطانية والبشوت
ولكن التاريخ لا يموت، وصانعوه لا يمكن أن تموت أسماؤهم ، إذا نبشت الأوراق وتكلمت الألسن التي تحفظ من تاريخ هذه البلد ماتحفظ ،ولم يطرأ على ذاكرتها النسيان والخرف وكبر السن .
في كل عام ، تقوم المعتمدية البريطانية بشراء كمية كبيرة من البشوت من أكثر من تاجر ، بل تعدت شراء البشوت إلى شراء الغتر (الشماغ ) وغيرها ،والعقال والسيوف والخناجر ..
قائمة أسماء تجار البشوت
فهذه قائمة قائمة بأسماء التجار الذين كانوا يمارسون هذه الصناعة منذ عام 1322هجري ( 1904 م) حتي عام 1336هجري ( 1918م ) أستمروا بعد ذلك حسبما جاء في الوثائق التي بين أيدينا :
– عبدالرحمن الحوطي .
-عبداللطيف الحوطي .
– محمد الصالح العتيقي .
-عبد الرحمن بن محيطب ( المحيطيب ).
-أحمد الياقوت .
-سيف العتيقي .
-عبدالعزيز الرشيد .
– محمد الرقم .
-أحمد بن نمش .
– عبدالله بن ذوينان ( الذوينان ) .
-سليمان الحبيب .
-عبدالعزيز الرقم .
-أحمد محمد علي الشواف .
-يوسف الزين .
-مسفر الزبيري (دكانه مقابل بن عسكر ) .
-عبداللطيف بن عبيد (العبيد ) .
-عبدالله تيفوني .
– عبدالمحسن الطبيخ .
-عبدالمحسن المنصور .
-محمدبن جلال(الجلال) .
– عبدالرحمن بن أحوال (الحوال) .
-ابن شهاب (الشهاب ) .
-عزرة اليهودي .
-علي الخليفي .
-ابن فارس .
سعد بن شكر .
-ناصر النجدي .
-ملا حسين .
– عمر بن فهد (الفهد) .
-بخيث الرقم .
-عبداللطيف العبيد .
-محمد الموسى .
-خليل القطان .
أنواع البشوت
بعض أنواع البشوت (التي وردت في الوثائق) :
-ماهود .
-مدخل حساوي .
-وبر .
-بدري .
– أدبس .
-خفيف .
-دورقي دربويه .
-كيلان .
-جبر .
-حلبي .
تجار الألبسة
بعض تجار الغتر والدشادش والعقل والزبون :
-سيف العتيقي .
-محمد الصالح العتيقي .
-عبداللطيف الحوطي .
-عبدالله المنصور .
-محمد بن جلال (الجلال) .
-عبدالله تيفوني .
-عبداللطيف العبيد .
– عبدالمحسن الطبيخ .
-عبد العزيز الرقم .
-محمد الرقم .
تجار السيوف
بعض تجار السيوف والخناجر والخروج :
– عبدالله المنصور .
-تركي الرشيد .
عبدالله الدلال .
-أحمد بن نمش (النمش) .
(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق رئيس مجلة تراثنا .
مصادر الدراسة :
-من هنا بدأت الكويت .. عبدالله الحاتم
-المعتمدون البريطانيون في الكويت .. د . محمد بن إبراهيم الشيباني .
وثائق خان بهادر عبدالله القناعي .. تحقيق د . محمد بن إبراهيم الشيباني .
الصور : شبكة الأنترنت .
تواصل مع تراثنا
أحمد الياقوت, أحمد بن نمش, أحمد محمد علي الشواف, ابن فارس, اسواق بيع العباءة والبشوت في الكويت, البشت في الصيف والشتاء, البشت في الكويت, البشت لباس الشيوخ والأمراء والوجهاء والأعيان, الخرف والنسيان, الشيخ أحمد الجابر ومنع ارتداء البشت, الصنع الحرفية في الكويت قديما, العباءة الرجالية, العباءة العربية, المعتمدية البريطانية في الكويت, المعتمدية البريطانية والبشوت, انواع البشوت, بخيث الرقم, بش عباءة كيلان, بش ماهود, بشت أدبس, بشت بدري, بشت جبر, بشت حلبي, بشت خفيف, بشت دورقي دربويه, بشت مدخل حساوي, بشت وبر, تطور صناعة البشوت والعباءات في الكويت, خان بهادر عبدالله القناعي, خليل القطان, سعد بن شكر, سليمان الحبيب, سيف العتيقي, صناع البشوت في الكويت قديما, صناعة العباءة في الكويت, عبالله الحاتم, عبد الله الدلال, عبد المحسن الطبيخ, عبدالرحمن الحوطي, عبدالرحمن بن أحوال ن علي الخليفي, عبدالرحمن بن محيطب, عبدالعزيز الرشيد, عبدالعزيز القرم, عبداللطيف الحوط, عبداللطيف العبيد, عبداللطيف بن عبيد, عبدالله بن ذوينان, عبدالله تيفوني, عبدالمحسن المنصور, عزرة اليهودي, عمر بن فهد, لبس الشماغ, لبس العباءة للوقاية من الشتاء والحر, لبس الغترة, محمد الرقم, محمد الصالح العتيقي, محمد الموسي, محمد بن جلال, مسفر الزبيري, ملا حسين, منع لبس البشت في الكويت, ناصر النجدي, هدية البشت