من كتاب في بلاد اللؤلؤ – الحلقة (11)
سطور من ماضي الكويت بعين شامية
تراثنا – التحرير :
في الحلقة العاشرة، يواصل الكاتب السوري والمحامي فيصل العظمة – يرحمه الله – تدوين انطباعاته وملاحظاته عن كويت عام 1942م ، التي دوَّنها في كتابه (في بلاد اللؤلؤ) في طبعته الأولى عام 1945م .وأعيدت طبعتها الثانية في 2020 م في الكويت .
-
الكويت نقطة متوسطة بين العراق والجزيرة العربية والهند وإيران ولا بد للقوافل للتنقل ذهابا وإياباً مروراً بالكويت .
-
أحمد النقيب أول من فكر في تسيير السيارات عبر الطريق الشمالي من الكويت للبصرة وأخذ امتيازاً من الأمير .
-
الأنكليز استندوا إلى الكويت واتخذوها قاعدة لإرسال المؤن والأسلحة إلى العراق إبان حربه مع الأنكليز في ثورة الكيلاني.
المواصلات
في ص 68 من كتاب (في بلاد اللؤلؤ) يوضح الكاتب السوري العظمة وسائل المواصلات التي تربط الكوبت بغيرها في حقبة الأربعينيات ، وفي هذا السرد معلومات قيمة للباحثين حيث يربط الطرق بالأحداث الواقعة حينها ، فيقول : الكويت مركز كبير للمواصلات في جزيرة العرب ، لأنها نقطة متوسطة بين العراق والجزيرة العربية والهند وإيران ، ولا بد للقوافل من سيارات أو جمال الذاهبة من العراق إلى نحد وبالعكس من المرور بالكويت .
كانت طرق المواصلات في الكويت منذ بضعة عشر عاما تقوم على الجمال ،ولكن السيارات حلت محلها الآن تقريبا .
ويذهب الكاتب إلى تقسيم طرق المواصلات إلى ثلاثة أقسام ، برية ، وخط :
أولا : الخطوط البرية
1- برية : وهي طرق السيارات والجمال ، وهي قسمان : خارجية وداخلية ، فالطرق الخارجية تصل الكويت بالبصرة شمالا ، وأول من فكر في تسيير السيارات على هذه الطريق السيد حامد النقيب – يرحمه الله – ، وأخذ بذلك امتيازاً من الأمير .
ويوضح :وهناك طريق تصل الكويت جنوبا بغرب نجد فالحجاز ، وتصلها جنوباً بالقطيف ، لم تفتح ، ولم تعبد ، وإنما هي صارت طرقاً لكثرة مرور القوافل والسيارات ، وهي غير معبدة ، والسيارات قد لا تفيد نفسها بالسير على الطرق الظاهرة ، بل تسير حيث تشاء ،وإنما تحافظ فقط على الاتجاه .
ويستأنف العظمة قائلاً : وكثيراً ما في الصحراء عشرات الطرق موصلة لهدف واحد ،رغم تعدد اتجاهاتها وبعدها عن بعضها ، ولا بأس ان تُعبد الطرق وتوضع عليها علامات خشية أن تضل السيارات ولتتبين المسافات الباقية والمقطوعة .
الخط الحديدي
2- يوجد خط حديدي من البصرة حتى أم قصر على بعد 150 كيلاً شمالي مدينة الكويت ، أي ينتهي على حدود الكويت الشمالية ، وهو خط ضيق ، أنشأه الأنكليز عام 1942 م ، لغايات عسكرية حينما اشتد ضغظ الألمان على مصر في العلمين ، ثم توقفوا عن إتمامه لعدم الحاجة إليه ،وإنما مد من قبيل الاحتياط .
ولا يخفى أن الكويت من الناحية العسكرية تعد رديفاً للبصرة ، فإذا فقدت البصرة من يد الأنكليز استندوا إلى الكويت ، وبالفعل فقد اتخذوها قاعدة لإرسال المؤن والأسلحة إلى العراق إبان حربه مع الأنكليز في ثورة الكيلاني .
ويمضي الكاتب داعياً : ويجب على الكويت أن تعمل بجهد لتأسيس شركة تُتم مد الخط الحديدي إلى مدينة الكويت ، وبذلك ترتبط بالبصرة ، أي ترتبط بكل أجزاء العالم ، ولا شك أن الكويت تجني من ذلك فائدة جلي من الناحية الاقتصادية ، فتنشط التجارة أضعاف ما هي عليه الآن ، والكويت بلد تجاري ، وتستطيع أن تستقدم من العراق المواد الغذائية والفواكه والخضار ..الخ ، فتتحسن فيها طرائق المعيشة ، هذا عدا الفوائد المعنوية .
يتبع لاحقا (الطربق البحري)..
طالع الحلقة العاشرة :
فيصل العظمة يستغرب من أسماء كويتية متداولة بالأربعينيات
إنتقاءات من كتاب (في بلاد اللؤلؤ)
للكاتب أ .فثصل العظمة
مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق
تواصل مع تراثنا