وقفات مع شخصيات كويتية
الوجيه عبدالله الخير …
تراثنا – التحرير :
عبدالله عبداللطيف عبدالله العثمان – يرحمه الله ، ” 1897 -1965م” اسم يترادف مع ذكره معاني السخاء والعطاء، وسد حاجة المعوزين، ومساعدة الفقراء وسند الأيتام والأرامل والمعسرين ، حتي عرف بأوساط الناس ب ” عبدالله الخير ” و لقبت اسرته ب ” عثمان الخير” لأياديها البيضاء .
-
عبدالله العثمان يد حانية أمتدت للأرامل والفقراء فداوت جراحاتهم وفي أيام عسره..تصدق بمال اقترضه للفقراء …
-
افتتح مع إخوانة الأربعة مدرسة ” العثمان ” للتعليم .شرع أبواب ديوانه لاستقبال الفقراء و الأرامل و سدد ديون المعسرين …
-
أوصى بوقف ثلث ثروته للإنفاق على مشاريع الخير والمحتاجين …
جمع بين التجارة و الإمامة
ولد عبدالله العثمان في حي ” العوازم ” بين ثلاثة اخوة هم عبدالعزيز و عثمان و محمد . .وقد اشتهر والده عبداللطيف بالعمل في التجارة و إدارة العقار ، كما كان من تجار الغوص و يمتلك شوعي ” مركب للغوص ” وعرف عنه الأمانة و المصداقية , و حب اعمال الخير و المعروف و رعايته له .
وفي أواسط الثلاثينيات من القرن العشرين افتتح الإخوة الأربعة مدرسة ” العثمان “يدرس فيها علم الفقه والحساب واللغة العربية .
ويشار إلى أن ” عبدالله العثمان ” رحمه الله “زاول مهنة التدريس في المدرسة خلال فصل الشتاء .
واعتاد الذهاب خلال فترة الصيف إلى الغوص ، كعادة الكويتيين حينذاك ، غير أنه التحق بالعمل الحكومي في البلدية إلى أن عين مديرا للبلدية عام 1948 .
وكان العثمان طوال تلك الفترة , يتولى الامامة في مسجد قصر نايف , إلى وفاة الشيخ عبدالله الأحمد الصباح حيث ترك العمل الحكومي و زاول مهنة بيع و شراء الأراضي في مكتب عقاري افتتحه في منطقة المرقاب حيث وفقه الله ووسع عليه .
وقد اشتهر والده عبداللطيف بالعمل في التجارة و إدارة العقار ، كما كان من تجار الغوص ويمتلك شوعي ” مركب للغوص ” وعرف عنه الأمانة و لمصداقية , وحب أعمال الخير والمعروف و رعايته له .
مدرسة العثمان
وفي أواسط الثلاثينيات من القرن العشرين افتتح الإخوة الأربعة مدرسة ” العثمان “يدرس فيها علم الفقه والحساب و اللغة العربية .
شهامته أيام العسر
ويروي كتاب ” عثمان هذا الزمان ” قصة ذات عبر عنه ، قبل أن يمن الله عليه بالخير الوفير ، ففي أحد الأيام لم يكن في بيته ما يكفي للطعام ، فأرسل أحد أولاده ليقترض له مبلغا من المال من أحد أصدقائه .. فعاد الولد ومعه خمسون روبية ، فخرج عبد الله العثمان ليجد في طريقه فقراء مدوا إليه أيديهم .. فأعطاهم كل ما يملك ، الخمسين روبية ، وهو يعرف أنه لا يملك سواها .
مروءته بعد اليسر
أما عن قصة إحسانه ومروءته ونبله في تفريج الكرب عن المحتاجين ،وأصحاب الحاجات، فيروي الكاتب الدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي ، في زاويته في صحيفة القبس بتاريخ 27 من مايو 2017 جاء فيها ” أن التاجر عبدالله عبداللطيف العثمان كان يعمل في التجارة العقارية بعد تركه العمل الحكومي، فمنّ الله عليه بالخير الوفير والنعم الكثيرة التي لم ينس الحمد والثناء لله عليها، فسعى إلى فعل الخيرات وخصص ديوانه للفقراء والمساكين يلتقي بهم ويتعرف على حاجاتهم، وفتح قلبه للغارمين والمدينين والراهنين، فسدد ديون الكثيرين غير منتظر من أصحابها السداد، مبينا أنه : منح قروضاً كثيرة غير محددة الموعد، ومن دون مطالبة بها، فكان دائماً يفك ضيق المدين لحين ميسرة.
فك دين الأيتام
و يستطرد الخرافي : فقد جاءته امرأة ذات يوم بديوانه بالمرقاب، ولما وجدت الديوان مكتظاً بالناس، جلست بعيداً عنهم على استحياء. شعر التاجر عبدالله عبداللطيف العثمان أن لها حاجة، فقام إليها وسألها عن حاجتها، فقالت: توفي زوجي وترك بيتاً مرهوناً عند أحد المرابين، وقد نفذت المحكمة حكم البيع، وأصبحت أنا وأولادي بلا مأوى. فقال لها: اذهبي بأطفالك إلى بيتك، وغداً إن شاء الله ستكون وثيقة البيت بين يديك. ثم أبلغ المرابي أن يحضر إلى مكتبه ليتسلم كامل الدين، ويرد البيت إلى الأيتام وأمهم الأرملة المسكينة، وقد فعل ، ومما يذكر أن الدولة قامت بتثمين البيت بعد ذلك بمبلغ كبير، وانتفعت به الأم في تربية الأبناء وتعليمهم (رواية الكاتب الكويتي غانم يوسف الشاهين الغانم ) انتهى .
انعكاس كرمه على شعره
ولم يخل مجلسه العامر من الأدباء و العلماء الذين أثروا حياته الأدبية وأثروا فيه ,وتجسدت في أشعاره ، وله ديوان شعر ” ديوان العثمان ” وقد أنعكست شهامته على شعره ، فكانت دعوة إلى كرم المواقف ونبلها, ومنها ما جاء في قصيدة ” كويت أنا ” التي خاطب بها سمو الأمير الشيخ عبد الله السالم الصباح – يرحمه الله.
أبا خالد كن للعروبة موئلا
إذا مسها ضر أو اشتكت عسرا
ومد يد العون التي أنت أهلها
لك الله يجزيك الجزا أنعما تترى
الثلث لأعمال الخير
ومما تردد أن العثمان- يرحمه الله – أوصي بثلث أمواله لأعمال الخير والمشاريع الخيرية التي تكفل بها من جوامع وكفالة أيتام وإنشاء مؤسسات خيرية ، تتولى إدارتها دائرة الايتام الكويتية ” الهيأة العامة لشؤون القصر ” .