من عجائب وغرائب روايات التاريخ 6
تراثنا – التحرير : لا تخلو كتب التاريخ من نوادر وغرائب ، فيها الكثير من العبر ، والاستفادة ، والسمر ، ومن بين دفتي سجلات التاريخ وقع اختيار تراثنا على تلك المقتطفات منتقاة من كتاب ” عجائب من عصور مختلفة ” من مطبوعات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
-
تسونامي القرن الخامس غار بالبحر مسيرة يوم فخرجت الناس تلتقط من الشواطئ فعاد اليهم وأهلكهم !
-
اشتد النقرس وداء الفيل بالخليفة المتوكل بالله فتناوب 40 رجلاً على حمله.. فتمنى أن يحملهم وهو بعافية!
-
أدعي أحدهم المهدوية ..فأمر الناس بالسجود له ، ودمر المساجد وتبعه ثلاثة آلاف شخص .
-
ضاقت النفقة بأمير مكة فضرب دراهم الدنانير من ذهب أستار كسوة الكعبة وبابها وميزابها !
تسونامي القرن الخامس
عام 460 هجرية ..كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحقت (الزلزلة ) بوادي الصفراء (1) و خيبر (2) المال وبلغ حسها إلى الرحبة والكوفة ، وجاء كتاب بعرض التجار في هذه الزلزلة ويقول : إنها خسفت الرملة جميعها ، حتى لم يسلم منها إلا دربان فقط ، وهلك منها خمسة عشرة ألف نسمة ، وانشقت الصخرة (3) التي ببيت المقدس ، ثم عادت فالتأمت بقدرة الله تعالى ، وغار ” تراجع ” البحر مسيرة يوم ، وساح في البر وضرب الدنيا ، ودخل الناس إلى أرضه يلتقطون ، فرجع إليهم فأهلك خلقاً عظيماً منهم .
المنتظم 8 / 248
البداية والنهاية 12/96
النقرس (4) وداء الفيل(5)
وفي هذه السنة ( 278 هجرية ) قدم أبو أحمد محمد بن جعفر المتوكل بالله من الجبل إلى العراق ، وقد اشتد به وجع النقرس ، حتى لم يقدر الركوب ، فاتخذ له سرير عليه قبة ، فكان يقعد عليه ومعه خادم يبرد رجله بالأشياء الباردة ، حتى بلغ من أمره أن كان يضع عليها الثلج ، ثم صارت علة رجله داء الفيل ، وكان يحمل سريره أربعون حمالاً ، يتناوب عليه عشرون عشرون ، وربما اشتد به أحيانا ، فيأمروهم أن يضعوه ، فقال لهم يوما ً : قد ضجرتم ، وبودي أي واحد منكم أحمل على رأسي ، وآكل وأني في عافية ، وقد أطبق دفتري على مائة ألف مرتزق ، ما فيهم أقبح حالاً مني .
مدعي المهدية
عام 717 هجرية في صفر ..ظهر جبلي ادعى أنه المهدي بجبلة ، وثار معه خلق من النصيرية والجهلة ، وبلغوا ثلاثة آلاف ، فقال : أنا محمد المصطفى مرة ، ومرة قال : انا علي ، وتارة قال : انا محمد بن الحسن المنتظر ، وزعم أن الناس كفرة ، وأن دين النصيرية هو الحق ، وأن الناصر صاحب مصر قد مات .
وعاثوا في بالساحل ، واستباحوا جبلة ، ورفعوا أصواتهم وقالوا : لا إله الا علي ، ولعنوا الشيخين ( أبو بكر وعمر ) وخربوا المساجد ، وكانوا يحضرون المسلم إلى طاغيتهم ، ويقولون اسجد لإلهك ، فسار إليهم عسكر طرابلس ، وقتل الطاغية وجماعة وتمزقوا ..قاله الذهبي في العبر .
الشذرات 6 /43
تضعضع الركن اليماني
عام 515 هجرية ..وفيه كانت زلزلة عظيمة بالحجاز ، فتضعضع ( 6) بسببها الركن اليماني وتهدم بعضه ، وتهدم شيء من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
البداية والنهاية 12 /188
صك النقود من استار الكعبة !
عام 462 هجرية ..وفيه ضاقت النفقة على أمير مكة ، فأخذ الذهب من أستار الكعبة والميزاب (7) و باب الكعبة ، فضرب ذلك دراهم ودنانير ، كذا فعل صاحب المدينة بالقناديل (8) التي في المسجد النبوي .
يتبع لاحقا
هامش
1- وادي الصفراء : فيه قرية الصفراء ، ووادي الصفراء الذي لا يزال معروفاً بين قريتي المسيجيد ( المنصرف قديماً ) وبين بدر الموضع المعروف ، والذي أصبح الآن قرية كبيرة من وادي الصفراء بدر الطريق الحديث المعبد من المدينة إلى مكة .
2- الموضع المذكور في غزاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي ناحية على ثمانية بُرد من المدينة لمن يريد الشام ، يطلق هذا الاسم على الولاية ،وتشتمل الولاية هذه الولاية على سبعة حصون ومزارع ونخل كثير ..
3- الصخرة : يدعي أهل الخرافة انها معلقة من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي بعد عروجه من المسجد الأقصى إلى السماء منها ، ومن ذلك اليوم وهي معلقة ، وقد زرت المسجد الأقصى في سنة 1964 م ، ولم أرها وإنما على صخرة أخرى ، فبطل كلام اهل التخريف والتحريف ، ولله في خلقه شؤون .
4- النقرس : داء معروف في الرِجل ، وفي التهذيب : يأخذ في المفاصل ( لسان العرب 3/703 ) .
5- داء الفيل : مرض يحدث من غلظ كثيف في القدم والساق ، تتخلله عجرٌ صغيرة ناتئة ( المنجد ص 603 ) .
6- تضعضع : تصدع وضعف .
7- الميزاب : المعروف فوق سطح الكعبة لتصريف مياه الامطار .
8- القناديل : السرج ، واحده : قنديل .
حلقات سابقة
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا )
حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر
مجلة ( تراثنا ) الورقية
الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق
لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..
التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه
هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +