الحلقة الخامسة
انتقاءات nمن كتابات المؤرخ أحمد البشر
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
الفت الملابسات والأحدات في المنطقة ، اقليمياً ودولياً ، ظلالها على بداية نشأة الكويت ، والتهيئة لقيامها ، وفي السطور التالية ، نستكمل في حلقات ، ما دونه المؤرخ الكويتي أحمد البشر الرومي ، عن تاريخ الكويت ، موضحاً تلك الملابسات والظروف .
البشر الرومي
-
عريعر بن دجين يستنفر أهل الوشم وسدير ومنيخ والخَرْج والرياض لمواجهة بن سعود وشيخ الدعوة بن عبدالوهاب فأخفق في فتح الجبيلة والدرعية.
-
بن سعود يهاجم العجمان الذين أغاروا على سبيع وأسروا منهم مئة ، فتحالفوا مع قبائل نجران فأسروا من جيش بن سعود 220 مقاتلاً .
-
أبناء عريعر يغتالون أخيهم بطين خنقاً أثر توليه توليه الأمارة ، فتولى بعده أخاه دجين الذي ما لبث أن مات مسوما على يد أخيه سعدون !
هجوم عريعر على الدرعية
ورأى عريعر ان الدرعية – وفيها محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب – مصدر خطر عليه يتفاقم بمرور الزمن، وأن دعوة الشيخ تلقى تأييداً كبيراً في قرى نجد وباديتها، وأنه إن لم يقض عليها قضت عليه، فلابد والحال هذه من منازلتها في الميدان، فجهز عام ١١٧٢هـ/ ١٧٥٨م جيشاً هائلاً من بني خالد وبادية الأحساء، واستنفر أهل (الوشم) و(سدير) و(منيخ) وأهل (الخرج) و(الرياض) .
فكون من هذه المجموعة قوة عظيمة سار بها إلى (الجبيلة) و(الدرعية) عاصمة محمد بن سعود لافتتاحها عنوة والقضاء على سيطرتها التي أقضت مضجعه، ودارت بين الفريقين المعارك وحاول عريعر بن دجين التغلب على سكان هاتين القريتين ولكنه باء بالإخفاق فكرّ راجعاً من حيث أتى، فلما رأى من تبعه من أهل الوشم وسدير وقرى نجد الأخرى أنه عجز عن فتح هاتين القريتين انفصلوا عنه ، واتجهوا إلى محمد بن سعدون تائبين خاضعين ، فقبل توبتهم ولم يعاقبهم على انحيازهم لعدوه، وقد تركت هذه الحادثة عريعر يفكر جدياً في مستقبل إمارته.
بن سعود يغير على العجمان
وفي عام ١١٧٧هـ/ ١٧٦٣م حدث أن فريقاً من قبيلة (العجمان) أغاروا على بعض قبائل من (سبيع) فالتقى بهم عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، فأحاطت جيوشه بالعجمان وقتل منهم نحواً من عشرين رجلاً وأسر منهم مئة، فذهب وفد من العجمان إلى (نجران) يستنفرون قبائلهم فالتف حولهم عدد كبير من أهل نجران بعد موافقة أميرها (السيد حسن بن هبة الله) وقدم هذا الجمع إلى (حاير) وهو موضع بين (الخرج) و(العارض) وعسكروا فيه .
طالع االحلقة الرابعة : انشقاق الخوالد وتهديد أمير العيينة بطرد محمد بن عبدالوهاب
العجمان ينتصرون
فجهز عبدالعزيز بن محمد بن سعود جيشاً والتقى بهم في الحاير ودارت بينهم معركة كان النصر فيها حليف العجمان فأسروا من جيش عبدالعزيز ٢٢٠ رجلاً ولم يجد محمد بن سعود طريقاً لإرجاع الأسرى من نجران إلا بالوساطة فاختار (فيصل ابن سهيل) شيخ (الظفير) وسيطاً بين الطرفين.
وفاة عريعر
وكان السيد حسن بن هبة الله – إثر الحوادث السابقة – قد أرسل إلى عريعر بن دجين أن يوافيه بجيوشه لحرب محمد بن سعود فرأى عريعر في هذه الدعوة فرصة سانحة، فجهز جيشاً كبيراً قصد به الدرعية عاصمة محمد بن سعود ومقر
الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، فأقام على الدرعية ومعه المدافع ومعداتها نحواً من عشرين يوماً منتظراً قدوم حسن بن هبة الله ، ولما يئس من مجيئه قفل راجعاً إلى الأحساء ، فعلم أن الصلح قد تم بين ابن سعود وحسن بن هبة الله.
وفي عام ١١٨٨هـ/ ١٧٧٤م سار عريعر بن دجين إلى (القصيم) وحاصر (بريده) فاحتلها عنوة ورحل إلى (الخابية) فالتفت حوله البادية وبعض قرى نجد ، فتألفت بذلك مجموعة ضخمة أخافت جميع من وصل إليه خبرها، وقصد الدرعية، ولكنه مات في الطريق قبل أن يصل إليها.
مؤامرات الأخوة
وتولى بعده ابنه (بطين) فرجع بجمعه إلى الأحساء، وكان بينه وبين أخويه (سعدون) و(دجين) أبناء عريعر سوء تفاهم فدبرا له مؤامرة واغتالاه خنقاً،وتولى بعده (دجين) بن عريعر فلم يلبث إلا مدة يسيرة حتى مات، وقيل توفي مسموماً من قبل أخيه سعدون.
يتبع لاحقا ..
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا