تتطلب مهارة استثنائية
أكثر من 4300 فلج متوزع في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان
د . عبدالحافظ ل تراثنا :
-
الأفلاج هي بحق شريان الحياة في سلطنة عمان ، وشاهداً على عبقرية الإنسان العماني و سخاء الأرض .
-
يُقال أن الملك سليمان عليه السلام أمر بحفر ألف نهر في سهولها وصخورها حتي وصلوا إلى 10 آلاف نهر .
-
قبيلة العوامر تخصصت بحفر الآبار والأفلاج ، حيث يقوم ” المتبصر ” بالبحث عنها وتحديد مواقع الأفلاج .
تراثنا – التحرير :
يقول الأستاذ حسني عبدالحافظ الكاتب في دراسة نشرتها “تراثنا ” عن تعريف الفلج ، بأنها كلمة لها جذور سامية.. تعني التقسيم و المشاركة , و أيضا النهر الصغير ، وكل ما شققته لنصفين ، فقد فلجته .
جاء ذلك في مجلة تراثنا عددرقم (27 ) الصادر في شعبان / رمضان الموافق أكتوبر / نوفمبر من عام 2003 م ، في دراسة خصها المجلة أ . عبدالحافظ ، تناول فيها النشأة التاريخية وحكايات الماضي عن نشأة الافلاج في سلطنة عُمان، نقتبس جانبا منها :
• الفرضية الأولى ان نبي الله سليمان بن داود عليه السلام ، لما دخل الأراضي العمانية ، وكان أهلها بداوة ” بدو” ، أرخي رحاله ،وأقام بها عشرة أيام ، وجد خلالها أنها شحيحة الماء قليلة العيون ، فما كان منه إلا أن أمر جند من الجن بأن يحفروا ألف نهر في سهولها وصخورها ، حتى وصل عدد ما حفروه نحو عشرة الآف نهر ..
• ومن حكايات الفرضية الثانية ، ان الفرس هم من أقاموا الأفلاج في سلطنة عمان ..حيث يقول جي . ولكنسون : ان الفرس هم الذين أدخلوا حضارة شق القنوات الى سلطنة عمان .
• أما الفرضية الثالثة ، فيروج لها د .باولوكستا مفادها ، أن هناك أدلة تثبت وجود عدد من الاعمال المثيرة للأعجاب في الجزيرة العربية ، تتعلق بالمياه تعود على الأقل الى الألف الأولي قبل الميلاد تقريبا ..ويقارن بين اساليب التعدين التي كانت معروفة في تلك الفترة ، وبناء القنوات المائية الجوفية ، فقد ثبت تقدم أساليب تعدين النحاس التي كان معمولاً بها في عمان منذ الألف الثالثة قبل الميلاد .
ويشير أ .حسني حافظ في دراسته الى أن عدد الأفلاج العمانية يزيد عن 4300 فلج .
قبيلة متخصصة بحفر الأفلاج
ويقول : هناك قبيلة متخصصة في حفر الآبار والافلاج ، في شمال عمان الداخلية ، هي قبيلة العوامر ، حيث يقوم من يسمونهم ” المتبصر ” بمواقع الماء بتفحص والتدقيق بالمكان وتشكيلات وجه الارض والتدقيق في الاعشاب البرية والتربة تدقيقا بالغا ، حيث يقال ان وجود شجر السمر والسدر بشكل مائل ” دليل على وجود الماء .
ويضيف : و تظهر براعة الذين يقومون بحفر هذه الأفلاج في قدرتهم على توجيه مساراتها ، بحث يلتقي بعضها مع بعض ، ولاسيما أن ضبط مستوياتها يتم بالعين ، مع التوفيق بين المسار المثالي للمجرى ، وبين مسار يأخذ بعين الأعتبار خصائص الصخور التي يتم فيها حفر النفق .
مشكلات بناة الأفلاج
ويؤكد الكاتب أن ثمة مشكلتان تواجهان بناة الأفلاج :
الأولي : تأمين سرعة تدفق كافية و متواصلة للمياه على طول القناة ، و هذه تتطلب مهارة مسح استثنائية ، حيث يجب على البنائين الموازنة بين درجة انحدار القناة ومعدل مستوي المياه المتدفقة مع مراعاة الأختلافات الموسمية لهذا المستوى .
والثانية : التغلب على العقبات الناتجة من مرورها بالأودية و العوائق الأخرى.
ويستطرد قائلا : و في كتابه الموسوم ” الافلاج العمانية ونظامها ” بشير بدر بن سالم العبري إلى أن هذه الأفلاج ” دقيقة في تكوينها ، عظيمة في أنشائها ، صنعتها موهبة الإنسان العماني ، و قاستها بمعيار عقلي ، ووزنت مقاييسها بميزان تطبيقي مستمد من تجارب تفكيرية عقلية .
والمزيد في تراثنا عدد 27 نوفمبر 2003