الحلقة (16)
تراثنا – التحرير :
في هذه الحلقة يستكمل د . راشد عبدالله الفرحان “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ” عبر زاويته “ تراثيات د . الفرحان ” سرد ما سطره في كتابه النادر عن حياة ( الشيخ أحمد المبارك المطوع ) المطبوع في نيودلهي ( الهند ) الطبعة الأولى الوحيدة التي خصنا به.
كنت أتساءل مع نفسي ، ثم مع غيري ، ما هي علاقة الشيخ ( أحمد المبارك المطوع ) بالجهراء ؟
زوج ابنتيه لهم ، وتزوج منهم مرتين ، وهو بالفحيحيل التي تبعد عن الجهراء مسافة طويلة ، بل قل إن الجهراء – بالغرب – والفحيحيل – بالشرق .
-
توثقت صلاته بأهل الجهراء فأحبوه ووقروه ..وزوج ابنتيه منهما وتزوج هو متقربا إلى بيت الهدة .
-
داهمه السكر , فاشترى مزرعة للراحة والاستجمام فلم يمهله الناس طلبا للرقية والاستشفاء ببركة قراءته عليهم .
حتى التقيت محمد عبدالله الشيبة ، الذي عاصره مدة طويلة ، وهو في مقتبل العمر ،وكان أولاد الشيخ وقت ذاك صغارا ، قال لي جواب لسؤالي له في دولة الإمارات بالشارقة ، كانت للشيخ أحمد ” رحمه الله ” صحبة مع أثنين من
الأشخاص المعروفين ، الأول عبدالله الخلف بالجهراء ،والثاني صالح الدعيج بالفحيحيل .
وعبدالله الخلف” يرحمه الله ” من رجال الجهراء وأهلها ، وصالح الدعيج من بيت علم ودين، وهو مدرس يتردد على أماكن كثيرة ، ثم تعرف الشيخ بعد ذلك على عالم بالجهراء وإمامها الشيخ عبدالرحمن الكمالي “يرحمه الله” ، وكان رجلاً محترماً محبوباً فيهم ، وكانت بين الشيخين مودة ، ومحبة ،ولقاءات وزيارات .
زيجات مع أهل الجهراء
فأحب الشيخ أهل الجهراء ، وتوثقت صلته بهم فأحبوه وأكرموه ، فزوج ابنتيه لهم ، لثقته بهم ، زوج الأولى لطيفة لإسحاق الصالح ، بواسطة عبدالله الخلف ، وزوج الثانية لصالح الهدة ،فنعم الزوجات ونعم الأزواج .
ولما توثقت العلاقة أكثر ، تزود منهم لمحبته لهم ، وخاصة أنه تقرب من بيت عزيز منهم هو بيت الهدة .
أحبه الجميع
إن للشيخ مكانة ومحبة ليس لدى أهل الفحيحيل ، وأهل الجهراء فقط ، بل كانت مكانته ومحبته عند أهل الكويت عموماً ، لأخلاقه وصفاته الحميدة ، وبشاشة وجهه في الناس ، فمن أحبه الناس أحبوه ، ومن زار الناس زاروه ، ومن أكرم
الناس أكرموه ، ووقروه ، وهكذا كانت رجالات الكويت مع بعضه ، تعاون ومحبة ، ولذلك عاشوا بسلام وأمان ، وحفظ من ألله خير حافظ .
وفاته
بعد أن تقاعد الشيخ من أعماله بالفحيحيل ، بعد أن داهمه مرض السكر ، كثر عليه المراجعون ، وخاصة الذين يطلبون العلاج والدواء الذي كان يصنعه بنفسه ، ويقرأ عليه ما شاء من القرآن .
وقد اشتهر أمره وذاع صيته ، بعد النجاحات والإفادات التي حصل عليها عدد غير قليل من الناس ، وكان ذلك بإذن الله ، ثم بركة هذا الشيخ الجليل ، وبعد أستملك بيته الذي يسكنه ، الذي صارا لآن موضع المسجد الذي أطلق عليه أسمه ، حيث ضم البيت لساحة المسجد ، وحمل المكان كله أسم مسجد أحمد عبدالله المبارك المطوع .
انتقل إلى الكويت واشترى بيتاً في الروضة ، ثم رأى أن يعتزل في مكان آخر ، فاشترى مزرعة في الفنيطيس ، لينعم بالهواء العليل والراحة ، ولكن الناس تلاحقه في كل مكان يسكن فيه ، حتى ولو كان مريضاً وفي حاجة للراحة .
اشترى بيتاً آخر بدل المزرعة وبيت الروضة في العمرية ، والموت حق ، لا يترك أحدا على هذه الدنيا ، فانتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة في الثامن من رمضان عام 1388 هجرية ، الموافق 28 /2/1968 م .
رثاء
وفي الختام يرثي د . عبدالله الفرحان الشيخ الفاضل أحمد المبارك بقوله : “أسكنه الله فسيح جناته وغفر له ، بما قدم أعمال جليلة ، وسيرة حسنة ، وإنه ان شاء الله من الصالحين ، لأن وجهه حين تطالعه – رحمه الله – تجده وكأن النور ينبعث منه “.
يتبع لاحقا / الحلقة (16) والأخيرة : الشيخ عبدالعزيز الهده وبُشرى رُؤى المنام .
الصور :