تنوعت اهتمامات علوم الملوك تبعا لنشأتهم وحضاراتهم
تراثنا – التحرير :
عند تصفح كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية *) لمؤلفه محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية) تكتنفه الرغبة في الاستزادة ، خاصة وانه يبين فضل العلم والعلماء على السلاطين والملوك ،وكيف كان هؤلاء العلماء تبصرة لهم ، وزينة لعقولهم ، وتنوير لمجالسهم ، ورفع لمقاماتهم ، فيما يكشف الكتاب ألاعيب الوزراء ورغبتهم في بقاء السلاطين في حالة من التغييب عن مجريات أمور الدولة ،بأشغالهم باللهو والمؤنس من حكايات القصاصين وغيره.
-
ملوك الفرس أهتموا بالحكم والآداب والهندسة وملوك الإسلام باللسان والشعر والمغول بالحساب وضبط الموارد .
اختلاف علوم الملوك
ملوك الفرس
يقول المؤلف محمد بن علي بن طباطبا ” يرحمه الله ” : وتختلف علوم الملوك باختلاف آرائهم ، فأما ملوك الفرس فكانت علومهم حكماً ووصايا وآداباً وتواريخ وهندسة وما أشبه ذلك .
ملوك الإسلام
وأما علوم ملوك الإسلام فكانت علوم اللسان ، كالنحو واللغة والشعر والتواريخ ، حتي إن اللحن كان عندهم من أفحش عيوب الملك .
وكانت منزلة الإنسان تعلو عندهم بالحكاية الواحدة ، وبالبيت الواحد من الشعر ، بل باللفظة الواحدة من اللغة .
ملوك المغول
وأما في الدولة المغولية ، فرُفضت تلك العلوم كلها ، ونَفقَت فيها علوم أُخر، وهي علوم السياقة والحساب لضبط المملكة وحصر الدخل والخَرج ، والطب لحفظ الأبدان والأمزجة، والنجوم لاختيار الوقت .
وما عدا ذلك من العلوم والآداب ، فكاسدٌ عندهم ، وما رأيته نافقاً إلا بالموصل في أيام ملكها المشار إليه ” ملك الدين لؤلؤ صاحب الموصل ” مد الله ظله ونشر فضله .
يتبع لاحقا
طالع الحلقة السابقة ( الثانية ) : حجب الوزراء علوم الأولين عن أعين السلاطين .
للتواصل
جميع منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق من دار الوراقين للنشر والتوزيع – الجابرية- ص . ب : 3904 الصفاة 13040 الكويت- هاتف( الدولي : 965+) : 25320900 – 25320901 – ناسخ ( فاكس ) : 25320902 – _www.makhtutat.org – shaibani@.makhtutat.org –
منصاتنا الالكترونية
تراثنا الألكترونية – منصة تويتر – منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – موقع مركز المخطوطات الالكتروني.