الحلقة الرابعة
من التراث الاقتصادي الإسلامي
تراثنا – محمد بن إبراهيم الشيباني * :
وقع اختياري على صفحات منتقاة من مؤلفات العلامة عمر رضا كحالة – رحمه الله – من كتاب (مباحث اجتماعية في عالمي العرب والإسلام)، وهي الصفحات من (109 -119) حيث توسع في بعض الخفايا العلمية النادرة في العلوم المتنوعة ، وبالأخص منها المعنية بتاريخ (النقود) .
يذكر أننا في مركزنا (مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت) نعني بمثل هذه البحوث، لا سيما أننا نملك نقود أصلية تعود إلى عصور الإسلام الأولى ، كالأموي والعباسي والمملوكي وغيرها ، ناهيك عن النقود ما قبل الإسلام والحضارات غير العربية ، كما لنا مشاركات في كثير من المزادات التي تعني بها ، ولنا متابعة عن كثب لما يباع منها ،وينشر من مجلات ومؤلفات وغيرها .
وفي الحلقة الرابعة نتابع ما كتبه العلامة كحالة – يرحمه الله – عن النقود في العهود الإسلامية المختلفة تباعاً :
الدراهم البيض المكروهة
ضرب الحجاج الدراهم البيض ، أي ما كان منها نقياً وافي الوزن ، ونقش عليها ( قل هو الله أحد) ، فقال القرّاء : قاتله الله ، أي شيء صنع للناس ؟ الآن يأخذه الجنب والحائض ، وكانت الدراهم قبل ذلك منقوشة بالفارسية ، فيكره القرّاء مسها ، وهم على غير طهارة ، وصار رسمه لها علامة عليها .
الهبيرية
فلما أُستخلف يزيد بن عبدالملك ضرب (الهبيرية) عمر بن هبيرة بالعراق ، على عيار شبه دوانيق ، فكان أول من شدّد في أمر الوزن ، وخلص الفضة أبلغ من تخليص من قبله .
السكة الخالدية
فلما قام هشام بن عبدالملك ، أمر خالد بن عبدالله القسري سنة ست ومئة ، من الهجرة ، أن يصيّر العيار إلى وزن سبعة ، وأن يُبطل السكك من كل بلد إلا واسط ، فضرب الدراهم بواسط ، وكبّر السكة، فكان خالد في تخليص الفضة أشد من قبله ، فضربت الدراهم على السكة الخالدية ، حتى عُزل خالد سنة عشرين ومئة ، وتولى يوسف بن عمر الثقفي ، فافرط في الشدة ، بحث امتحن يوماً العيار ، فوجد درهماً ينقص حبة ، فضرب كل صانع ألف سوط ، وكانوا “مئة” صانع ، فضرب في حبة ألف سط .
الهيبرية الخالدية واليوسفية
وصغّر يوسف السكة ،وأجراها على وزن سبعة ، وضربها بواسط وحدها ، حتى قُتل الوليد بن يزيد سنة ست وعشرين ومئة ، فلما استخلف مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية ، ضرب الدراهم بالجزيرة على السكة بحرّان حتى قُتل ، وكانت الهبيرية، والخالدية ، واليوسفية ، أجود نقود بني أمية.
دراهم أرباع قيراط
وكانت دولة بني العباس ، فضرب السفاح الدراهم بالأنبار ، وعملها على نقش الدنانير ، فكتب عليها السكة العباسية ، وقطع منها ، ونقص حبة ، ثم نقصها حبتين ، فلما قام أبو جعفر المنصور نقصها ثلاث حبات ، وسُميت تلك الدراهم ثلاثة أربع قيراط ، لأن القيراط أربع حبات ، وكانت الدراهم كذلك .
يتبع لاحقا ..
-لمزيد من تفاصيل البحث يمكن مطالعة مجلة تراثنا ..
طالع الحلقة الثالثة :
سك الدرهم والدينار في بدايات عهود الإسلام
نقلا عن تراثنا – العدد 92
تواصل مع تراثنا