“القاضي والحرامي” كانت البداية
الرومي والسيف والمحميد والغانم من رواد مكتبة الرويح
تراثنا – التحرير :
روى الحاج محمد احمد الرويح ” 1889-1996 م ” يرحمة الله ” ل ” تراثنا ” قبيل وفاته ،عن الظروف التي كانت شرارة الدفع نحو إنشاء أول مكتبة أهلية وطنية باشرت عملها في الكويت عام 1927م .
الحاج محمد الرويح
-
بطولات عنترة بن شداد كانت طرف الخيط لانطلاق تأسيس أول مكتبة أهلية في الكويت.
-
كتبت رسالة الى مكتبة سرورتي بالهند قائلا :” أبغي أشتري كتب إن كان عندكم ” !
-
فهد العسكر كان يأخذ الكتب مني بالإيجار وأحمد بشر الرومي من رواد مكتبتي .
-
أول محل استأجرته لبيع الكتب في السوق الداخلي بروبيتين ..
يقول “رحمة الله عليه” أنه تعلم القران في سن الثامنة ، في عام 1328 هجري، وختمه على يد السيد عبدالوهاب الحنيان ، كما درس الخط العربي ومباديْ الكتابة .
ويمضي قائلاً :أوقفني والدي عن الدراسة للعمل في بقالته ،طيلة فترة الصباح والظهر حتي صلاة المغرب، وما بعد العشاء كنت أقوم بخدمة الزوار وأقدم لهم الشاي والقهوة ، ويتذكر الرويح أن منزله كان في محلة الدبوس بجانب براحة ” قروية ” وبراحة “مبارك “.
التهرب من الديوان
ويقول : كنت أتهرب بعد صلاة العشاء من الخدمة في الديوان وأتسلل للراحة في بيت عمي المجاور ،مشيراً إلى توافقه ذات يوم برجل يقرأ كتاب يروي قصة ” عنتر بن شداد ” وبطولاته في بيت عمه برجل ..و كانت المرة الأولي التي أستمع فيها لمثل هذه القصص .
ويقول : أدخلت القصة على نفسي السرور ، ونصحني الرجل بقراءة كتاب ” القاضي والحرامي ” .
الدرويش
ولكن عجزت عن الحصول عليه في الكويت ، وتصادف ذات يوم أن مر بالمتجر الذي أعمل فيه” درويش ” يتعامل بنقل الكتب و الرسائل من البحرين إلى الكويت ، ومن البحرين إلى البصرة ..فوعدني بإحضاره من البصرة ، وبالفعل أحضره لي ، فوجدت أن صفحاته لا تعدو أكثر من ” 20 ” صفحة . فسررت به .
بداية المكتبة
وجاءت أول ومضة لفكرة تجارة الكتب من هذا الموقف .. يقول :كان لنا جار غني ، أراد أبنه شراء الكتاب مني ، فوافقت وبعته بضعف سعره الذي أشتريته به ، وأستمر الامر هكذا..” الدرويش” يحضر لي الروايات في سفراته ، وأبن الجار يشتريها مني .
وذات يوم نصحني نسيبي سيد عبدالله الحنيان ، وكان يعمل مؤذناً في مسجد العنجري ، وموظفا في القنصلية البريطانية، أن اطلب الكتب مباشرة من مصدرها في بومباي ، وزودني بعنوان المكتبة وتدعى ” سرورتي” ومنها يستورد الخليج كله ما يحتاج من كتب .
أول رسالة تجارية
ويصف الرويح “رحمة الله عليه ” أول رسالة أرسلها للمكتبة ” سرورتي ” بأنها كانت عباره عن قرطاساُ وظرفاً قديمين ، كتب فيها بلهجة شعبية مكسرة: ” أبغي أشتري كتب إن كان عندكم “!!
ويستطرد : ولحسن الحظ أن أحد رجالات الكويت كان متواجداً ، وتمكن من “فك ” ما جاء لهم بالرسالة، وكانت من هنا بداية انطلاقة تعاملاته مع الكتب.
منتقى من تراثنا العدد”1″ يونيو 1996
المكتبة والحرب العالمية الثانية
ويوضح انه مع ازدياد الطلب على الكتب ،أستأجر محلاُ بالسوق الداخلي قرب مسجد السوق بروبيتين ،فكانت أول لبنات مكتبة أهلية في الكويت، وأنتقل لاحقاُ إلى محل أكبر مقابل الباب الشرقي لمسجد السوق بإيجار 4 روبيات ،وتولى الصرف على والده لتوقف أحواله بسب ظروف الحرب العالمية الثانية .
رقابة صارمة
ويصف الرويح ” رحمة الله عليه ” الرقابة الاعلامية في الكويت على الكتب بأنها كانت صارمة و خاصة على الواردة من الهند ، أما عن أبرز الشخصيات المترددة على مكتبته فيقول : الشاعر فهد العسكر الذي كان يأخذ الكتب بالإيجار ، وراشد السيف و عبدالوهاب الجسار ومحمد الغانم وعبداللطيف المحميد ، و كذلك احمد البشر الرومي .
*نُشرت المقابلة كاملة مع الحاج محمد الرويح ” يرحمه الله ” في عدد تراثنا الأول الصادر في يونيو من عام 1996م .
تواصل مع تراثنا