إضاءات تراثية
قصة سفر مواطني الإمارت للعمل في الكويت
تراثنا – التحرير :
أبرز تقرير نشرته الزميلة ” البيان “الاماراتية دور الكويت الريادي في استقبال الأشقاء من أهل الإمارات في اراضيها في حقبة الخمسينيات للمشاركة في بناء دولتها الحديثة بعد ان حباها الله بنعمة النفط .
تنشر تراثنا على موقعها الالكتروني بعض فقرات التقرير ذات الصلة بالكويت ، مما يشكل توثيقاً تاريخياً لتلك الحقبة ، حيث يذكر الباحث ومعد التقرير د .حمد بن صراي أنه :من خلال المقابلات مع الرواة نستخلص العديد من الشهادات التي ذكرها الآباء والأجداد، إذ ألمحوا إلى الكثير من التحولات والتطورات الاقتصادية والاجتماعية الحادثة في منتصف القرن العشرين بعد اكتشاف النفط في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية. وفيها ظهرت تأثيرات الغنى والثراء على تلك البلدان، ونتج عن ذلك وضوح النقلات النوعية في الجانبيْن الاجتماعي والاقتصادي .
-
د.صراي : توافد نحو ألفي إماراتي شهرياً للعمل في الكويت ودول الخليج بظهور النفط عام 1954.
-
مثلت الأيدي العاملة العربية من الإمارات نسبة لا بأس بها من عموم الأيدي العاملة في الكويت لسهولة الوصول إليها .
-
لم يخضع ابناء الأمارات العاملين في الكويت لمعايير تنظيم محددة أو عقود عمل بل عملوا اينما شاءوا .
-
شكلت العمالة الإماراتية طاقة إيجابية في المجتمع الكويتي من حيث كونهم أقرب إليه من غيرهم تفهماً لعاداته وتقاليده .
ومضى الى القول بشأن توافد ابناء الامارات على دول المنطقة: الاغتراب والسفر الفعلي والكبير بدأ بحلول عام 1954 الذي شهد اغتراب نحو ألفي شخص شهرياً إلى دول الخليج المجاورة. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لم يذهب جميع أهل المنطقة إلى هناك وإلا لخلتْ البلاد من الرجال. وبصورة عامة فإن الأيدي العاملة العربية من المنطقة مثلت نسبة لا بأس بها من عموم الأيدي العاملة في الكويت، نظراً إلى سهولة الوصول إليها من موانئ المنطقة.
لا معايير للعمل
كما أن هجرة أبناء المنطقة للكويت لم تكن تخضع لتنظيم معين آنذاك، بمعنى لم تكن لها معايير محددة أو وفق عقود عمل، فكان للمواطن الخليجي أن يعمل في الكويت أينما شاء خاصة في القطاعات التعليمية والصحية والاجتماعية، إضافة إلى نسبة ليست بالكبيرة في القطاع الاقتصادي وكثير من هذه الأيدي العاملة لم تنل حظاً وافراً من التعليم.
وعن ظروف وأجواء العمل في الكويت حينها قال د . بن صراي كما : أن هجرة أبناء المنطقة للكويت لم تكن تخضع لتنظيم معين آنذاك، بمعنى لم تكن لها معايير محددة أو وفق عقود عمل، فكان للمواطن الخليجي أن يعمل في الكويت أينما شاء خاصة في القطاعات التعليمية والصحية والاجتماعية، إضافة إلى نسبة ليست بالكبيرة في القطاع الاقتصادي وكثير من هذه الأيدي العاملة لم تنل حظاً وافراً من التعليم.
طاقة أيجابية
واستطرد : وبغض النظر عن طبيعة مساهمة هؤلاء في المجتمع الكويتي من حيث الثقافة والمستوى الاجتماعي، إلا أنهم كانوا يمثلون طاقة إيجابية في المجتمع الكويتي من حيث كونهم أقرب إليه من غيرهم، وأكثر تفهماً لعاداته وتقاليده، وأقربهم إليه مودة وتعاطفاً. وأن جزءاً كبيراً من أبناء المنطقة وعُمان العاملين في الكويت تقل أعمارهم عن ستين عاماً، لأن مَن يذهب للعمل هناك من الفئة العمرية الصغيرة.
ويضيف موضحا :مع تطور الحياة في الكويت زادتْ تعقيداتها وحاجتها إلى أيدٍ عاملة ذات خبرة ومهارة وتقنية، وحينها تأسستْ دولة الإمارات العربية المتحدة، كما بدأ عهد النهضة في سلطنة عمان، فرجع معظم الأهالي إلى بلدانهم ليسهموا في نهضتها وتقدمها.
-
زيجات عدة تمت بين الكويتيين واهل الامارات تُعد مؤشر إيجابي للتأقلم مع الحياة في المجتمع الكويتي .
-
تطورالخدمات الصحية في الكويت جعلتْ أهل الإمارات يقدمون إليها لتلقي العلاج، والحصول على الرعاية الطبية .
صيد الأسماك
ويكشف من جهة اخرى عن قطاعات تركز العمالة الإماراتية في الكويت قائلا :لم يحدث استغناء عن أعمال أبناء الإمارات وعُمان إلا مع ظهور النهضة في بلديهم. ومن الملاحظ أيضاً أن قطاع صيد الأسماك في الكويت حاز فيه أبناء الإمارات وعمان قدم السبق، لتركز نسبة كبيرة منهم فيه، ثم تليه قطاعات البناء والتعمير والكهرباء والنفط والتجارة والمواصلات، ولهذا اكتسبوا خبرة ومهارة في العمل اليدوي والفني والتقني.
تصاهر وزيجات
ويشير إلى توثيق بعض العمالة الاماراتية صلاتها مع اهل الكويت بالتصاهر : إضافة إلى ذلك فإن حالات من زيجات عدة تمت بين الكويتيين وبين نساء من بنات المنطقة، وهذا مؤشر إيجابي في حد ذاته. ونتيجة لتأقلم أبناء الإمارات مع الحياة في المجتمع الكويتي تحديداً، فإنهم بقوا في الكويت حتى بعد قيام اتحاد دولة الإمارات بسنوات..وحينها كانوا يتحصلون على ختم مِن سفارة الإمارات في الكويت، عادة ما يدوّن عليها: «حامل هذا الجواز مسموح له بالعودة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة». وتزوج بعضهم في الكويت، رغبة في ترسيخ أُسس التآخي مع المجتمع الكويتي.
الطبابة والطب
ونوه د . بن صراي الى تمتع الكويت بخدمات صحية عالية جذبت ابناء الامارات للطبابة في مصحاتها حيث يقول :من الأمور التي كانت تدعو أبناء الإمارات للسفر إلى البلدان المجاورة، تطور الخدمات الطبية في تلك البلدان حينها، ولعدم توافر فرص الطبابة الحديثة والاقتصار على الطب الشعبي بما له وما عليه في المنطقة.
وهذا بينما عرفت الكويت منذ عام 1912 أولى الخدمات الطبية الحديثة، في عهد الشيخ مبارك بن صباح الصباح، ثم في عام 1939 أنشِئتْ دائرة الصحة العامة، ثم في عام 1949 افتُتِح المستشفى الأميري الذي كان يضم آنذاك 110 أسرة، إضافة إلى مستوصفات أخرى عامة وعيادات خاصة.
ومِثل هذه الخدمات الصحية في الكويت جعلتْ أهل الإمارات يقدمون إليها لتلقي العلاج، والحصول على الرعاية الطبية التي لم تكن متوافرة بكثرة، خاصة لذوي الاحتياجات المَرَضية المستعصية، كما كانت مستشفيات البحرين مقصداً للعلاج أيضاً.
نقلا عن الزميلة البيان الاماراتية