الحلقة (17)
تراثنا – التحرير
في الحلقة السابعة عشر، تواصل تراثنا نشر متفرقات منتقاة من كتاب (الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية) لمؤلفه : محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية) مقدماً نصائحه ومشورته لمن في عهده من الملوك والأمراء بما يُعينهم في سياسة أمورالرعية على اختلاف طبقاتهم وأصنافهم .
-
الملك لرعيته كالطبيب للمريض ، يتعامل مع أمرجة الشعب المختلفة حسب كل منهم ولا يساوي بينهم في العقوبة !
-
عقوبة البعض الإعراض عنهم، ومنهم من يكفيه التهديد ، وغيرهم الحبس، والبعض يتأدب بضرب العصا ولآخرون الموت!
أصناف السياسة
تحت العنوان الآنف(ص41) يضرب المؤلف ابن طباطبا أمثلة على أصناف الناس ، مقترحاً على ولاة الأمور في عهده مساسية كل صنف تبعا لصنفه ، فيقول : ولكل صنف من الرعية صنف من السياسة ، فالأفاضل يُساسون بمكارم الأخلاق والارشاد اللطيف ، والأوساط يساسون بالرغبة الممزوجة بالرهبة ، والعوام يُساسون بالرهبة وإلزامهم الجدَدَ المستقيم ،وقسرهم على الحق الصريح .
الملك طبيب رعيته !
ويستطرد : واعلم أن الملك لرعيته كالطبيب للمريض ، إن كان مزاجه لطيفاً لَطف له التدبير ، ودس له الأدوية المكروهة في الأشياء الطبية وتحيّل عليه بكل ممكن حتى يبلغ غرضه من برئه .
طالع الحلقة (16) :
تولي المناصب بين المادحين والقادحين
طرق التأديب
ويقترح ابن طباطبا الحلول التالية لحالة كل مزاج ، فيقول :إن كان مزاجه غليظاً عالجه بمر العلاج وصيحه وشديده ، ولذلك لا ينبغي للملك أن يتهدد من يكفي تأديبه الإعراض والتقطيب ، كذلك لا ينبغي للملك أن يحبس من يكفي في تأديبه التهديد ،كما أنه لا ينبغي أن يضرب من يكفي في تأديبه الحبس، ولا أن يقتل بالسيف من يكفي تأديبه ضرب العصا .
يقظة وصحة تمييز
ويختتم بالقول : تمييز هذه الحالات بعضها من بعض ، أعني معرفة المزاج الذي يكفي فيه التهديد ولا يحتاج إلى الحبس ، أو يكفي فيه الحبس ، ولا يحتاج إلى الضرب ، يحتاج إلى لُطف حدس ،وصحة تمييز ، وصفاء خاطر ، ويقطة تامة ، وفطانة كاملة ، فما أشتد ما تشتبه الأخلاف وتلتبس الامزجة والطباع .
هذا الكتاب
* كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية)، للمؤلف محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية) ، يقع في 360 صفحة ، نشر دار الصياد – بيروت ،مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق
يتبع لاحقاً..